ذكرى معركة طوفان الأقصى ما زالت الإبادة العلنية المتنوعة مستمرة في غزة والمنطقة فمتى تنتهي هذه الحرب الظالمة ومتى نعتبر مما جرى…؟
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….
لعل أبرز وأعظم أسباب ضعف الأمة العربية والإسلامية اليوم أن قادتها وجيوشها وشعوبها لم يعودوا يكترثوا لحجم العدوان على غزة وفلسطين والمنطقة وتعدد الإبادات الجماعية والجرائم التي ترتكب بحقهم، بل لم يعودوا يدعموا مواقف بعضهم البعض، ولم يعتبروا من تاريخ أمتهم العظيم الذي لم يخضع لعدو ولم يسالمه أبدا، وكأن ما جرى ضدهم وما زال يجري بحق شعبنا في غزة العزة وفلسطين وكل المنطقة، أصبحت أموره وقتية تنتهي بإنتهاء وقوعها، دون أن يأخذوا أية عبرة يتم من خلالها لم شمل الأمة بجيوشها وشعوبها وسلاحها لمحاربة أعدائها كافة حتى يتم تلقينهم دروسا في الثأر والإنتقام لدماء أكثر من ٢٥٠ ألف مواطن من غزة العزة ما بين شهيد ومفقود وجريح ومن هم تحت الأنقاض، هذا غير شهداء الضفة الغربية وشهداء لبنان والعراق واليمن وإيران وسورية وقطر والأردن ومصر…
فلو قلبنا صفحات تاريخنا العظيم لوجدنا بأن قادة أمتنا من الأوائل ومن سار على دربهم بحق فتحوا العالم ونشروا حضارتهم العربية والإسلامية على ربوعه، ودانت لهم جميع الحضارات حينما كانت الدول الغربية تعيش في ظلام الجهل والتخلف والإنحطاط والفرقة والقتل والحروب والخلافات على الكراسي والحدود كحالهم اليوم أو في المستقبل القادم، والفرق هو أن أمتنا لم تستفيد من تلك الخلافات الدائرة بينهم لماذا..؟ لأنهم أي الصهيوغربيين فرقوا أمتنا بفتن طائفية ومذهبية نتنة، وأدخلوا على بعض أبنائها وشعوبها أفكارهم الصهيوغربية عبر عصابات تكفيرية عاثت فسادا وظلما وظلاما وقتلا في شعوب دولنا، وجعلوهم يقتتلون على الكراسي والحدود، ويراهنون على أمريكا وكل الغرب في حل نزاعاتهم المفتعلة من قبل الصهيوغربيين للأسف الشديد…
فالحرب النازية الظالمة الدائرة منذ سنتين على شعبنا في غزة وفلسطين والمنطقة كانت وما زالت هي حرب صهيوغربية نازية ناتوية على فلسطين والمنطقة برمتها، لإعادة تغيير الخرائط الجغرافية والديمغرافية والتاريخية في عالمنا العربي والإسلامي إلى ما كان عليه قبل الحرب العالمية الأولى وإفرازاتها الإستعمارية أي (سايكس بيكو) واستعادة إمبراطوريات إستعمارية بائدة بأيدي دولة عصاباتهم الصهيونية وبقيادة حكومة النتن ياهو اليمنية المتطرفة النازية وبدعم لوجستي علني من قبل الغرب الإستعماري المتصهين…
والعرب وبعض المسلمين ما زالوا يراهنون على قادة أمريكا والغرب الناتويين وعلى خطة ترامب في إنهاء هذه الحرب المدعومة منهم بكل أنواع الدعم اللوجستي ومنه بعض الأسلحة المحرمة دوليا، وأصبحنا نعيش مشهد يتواضع فيه مشهد العرب والمسلمين قبل الحرب العالمية الأولى حيث كانت المواجهة شاملة موحدة مع الأعداء والمستعمرين، مواجهة قادة وجيوش وشعوب وحركات جهاد ومقاومة لدحر الأعداء المستعمرين الطامعين في منطقتنا ونيل الحرية والاستقلال والسيادة بتنفيذ مبدأ الوحدة في ساحات وميادين القتال، فيما هي اليوم تتوحد جزئيا في السياسة والدبلوماسية فقط، بل ويتفقون مع ترامب على السلام والتطبيع مع الكيان الصهيوغربي المارق مقابل إيقاف الحرب على غزة والسير بمبدأ حل الدولتين، والذي يرفضه الكيان الصهيوني وداعميه في أمريكا منذ إحتلال فلسطين لغاية معركة طوفان الأقصى وما تلاها من احداث، أي رفضوه منذ عشرات السنين وإلا لطبقوا قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة والموضوعة على أرفف وفي ادراج الأمم المتحدة منذ عقود، وضاعت هذه القرارات في ومن دهاليز السياسة الصهيوغربية المسيطرة بالفيتو الأمريكي والغربي على كل ما يدين كيانهم الصهيوني، وطيلة عقود لغاية اليوم وهم يتلاعبون بقادة الأمة وشعوبها بمى يسمى حل الدولتين…
وبالرغم من كل التضحيات العظيمة التي قدمها شعب غزة العزة والضفة الغربية وكل مقاومي وشعوب المنطقة من سيل الدماء النازف والموت اللحظي واليومي الذي لا يتوقف، والتدمير الممنهج للشجر والبشر والحجر، والصمود الأسطوري لهم الذي أذهل الأعداء والأشقاء والأصدقاء والعالم كله، وتمسكهم بأراضي آبائهم وأجدادهم وتراب وطنهم ومستقبل أجيالهم طيلة سنتين من معركة طوفان الأقصى المباركة والحرب الصهيوغربية ناتوية الظالمة عليهم إلا أنني لم أسمع تصريحا واحدا يقال فيه بأن هذه الفصائل هي حركات تحرر وطني وعربي وإسلامي مصانة حقوقها في منظمات الأمم المتحدة وشرائعها وقوانينها لتحرير وطنها من هؤلاء المحتلين الصهيوغربيين نازيين…
ومخطئ من يعتقد بأن هذه الحرب الصهيوغربية ناتوية هي حرب على فصائل مقاومة داخل غزة وفلسطين وخارجها، بل هي حرب على كل المنطقة والأمة وقادتها وجيوشها وشعوبها لتحقيق مخططات فكرهم التلمودي الصهيوغربي بإسرائيل الكبرى أو شرق أوسطهم الكبير والجديد، وما جرى في غزة والضفة وفي المنطقة برمتها من جرائم وتدمير وإبادات هو إنتقامهم الجمعي والكلي من الأمة بشعب غزة وفلسطين ولبنان وسورية واليمن والعراق وإيران وقطر…وغيرها من الدول التي قصفت بطائراتهم النفاثة، بعد أن كسر أبطال المقاومة وشعب غزة وفلسطين هيبتهم وأسروا جنودهم وأذلوهم وإخترقوا كل تحصيناتهم العسكرية والأمنية والإستخباراتية، ولم يخضعوا لهم أو يستسلموا ويرفعوا الرايات البيضاء لأعدائهم وكذلك باقي فصائل محور المقاومة وكل شرفاء وأحرار الأمة من مصر والأردن وعمليات الحدود، وكل شعوب العالم الذين سطروا أروع بطولات المقاومة ومحاولات كسر الحصار بالأسطول البحري الذي سار آلاف الكيلومترات ليكسروا الحصار عن غزة وشعبها المظلوم ومن كل جنسيات العالم من اليهود والمسيحيين والمسلمين الشرفاء والأحرار، وبالرغم من كل ما لاقوه من إرهاب صهيوني من بن غفير وقواته النازية إلا أنهم صمدوا أمام هذا الطغيان الصهيوني، ورغم وصفهم بالإرهابيين من قبل بن غفير الإرهابي الدولي ورغم إعادتهم إلى أوطانهم وبقاء البعض منهم في سجون بن غفير الصهيوني المتطرف إلا أنهم يصرون على العودة مرة أخرى وبآلاف السفن والبواخر إذا لم تقف تلك الحرب النازية الظالمة عن شعب غزة وفلسطين ليقولوا فلسطين حرة والحرية لفلسطين…
وترامب الصهيوأمريكي يريد من خلال هذه الخطة أن يرمم سمعة النتن ياهو وحكومته المتطرفة، بل سمعة عصابات الكيان الصهيوني أو دولة إسرائيل النازية كاملة أمام العالم بعد أن أصبحوا منبوذين حتى من اليهود الشرفاء والأحرار أنفسهم ومن كل شعوب العالم ومنها الشعب الأمريكي وشعوب الغرب عامة ولم ولن ينجح في ذلك لأن تلك الإبادات العلنية ستبقى راسخة في قلوب وعقول وأعين شعوب المنطقة والعالم وأجيالهم المستقبلية، وقد كشفت حقيقة هذا الكيان الصهيوغربي وحقيقة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا…وغيرهم وسقط قناعهم الأخير أمام شعوبهم من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وبالرغم من دمار وتدمير البشر والشجر والحجر والشهداء والجرحى في غزة وفلسطين وفي المنطقة إلا أن معركة طوفان الأقصى نجحت بكل ما خطط له قائدها السنوار ورفاقه من حماس، وبعد نجاح الطوفان وجدوا الدعم من فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية وكشفت حقيقة هذا الكيان الصهيوني وحقيقة داعميه في أمريكا والغرب وجعلوهم منبوذيين من كل العالم حتى من شعوبهم، وأعادوا قضية فلسطين إلى العالمية بعد أن كان مخطط صفقة القرن والإتفاقيات الإبراهيمية يعملان على تصفيتها وللأبد، هذا غير الخسائر المادية والعسكرية في الجند والأفراد العسكريين والمدنيين والعتاد والدبابات والطائرات المسيرة، والتدمير في البنى العسكرية والمدنية التي لحقت بهم من ضربات محور المقاومة داخل غزة وخارجها وبالذات الصواريخ والمسيرات اللبنانية والإيرانية واليمنية…
والمعروف أن النتن ياهو وحكومته المتطرفة لا يريدون وقف الحرب لأنهم لم يجدوا دولا وجيوشا إسلامية موحدة تقف مع محور المقاومة وتردعهم، وإذا لم يعرقل النتن ياهو المفاوضات الجارية في شرم الشيخ وتم التوافق الكلي على مسودة القادة العرب والمسلمين وخطة ترامب وتوقفت الحرب كليا، وتم تبادل الأسرى من الطرفين وإنسحب الجيش الصهيوني من غزة كلها وبدأ إدخال المساعدات بكل أنواعها والدعم اللوجستي لشعبنا في غزة العزة وبدأ الأعمار قبل فصل الشتاء، فإن حقائق خسائر الكيان الصهيوني والتي أخفاها النتن ياهو وحكومته المتطرفة وجيشه النازي عن الشعب اليهودي وعن العالم فإنها ستظهر كلها بتقرير أكبر وأوسع وأكثر تفصيلا من تقرير فنغراد الذي أثبت هزيمة الكيان الصهيوني في حربه على لبنان ومع حزب الله في ٢٠٠٦، فنرجوا من الله إيقاف هذه الحرب النازية الصهيوغربية على غزة، وحينها أنتظروا التقارير الصهيونية المتتالية وأنتظروا ملاحقات محكمة الجنائية الدولية للنتن ياهو وحكومته المتطرفة ولكل من دعمه من قادة أمريكا والغرب المتصهينين وأول من طلب للمحكمة الدولية رئيسة وزراء إيطاليا ميلوني وستظهر الأسماء الأخرى لاحقا…والنصر صبر ساعة يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله تعالى….
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…
الكاتب من الأردن