فادي السمردلي يكتب: ذباب الإدارة يحول القرارات إلى بؤر للفوضى المقنعة
بقلم فادي زواد السمردلي …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉
في كل مكان تُترك فيه الأشياء بلا مراقبة، يتجمع الذباب بلا استئذان، يهبط على كل ما ينبعث منه رائحة مغرية، سواء كانت قطعة حلوى براقة أو طعام فاسد نُسي على الطاولة فالأجنحة الصغيرة ترفرف بسرعة غير مرئية تقريبًا، والأقدام الدقيقة تهبط على السطح بلا توقف، وكأن كل ثانية تمثل تحديًا للسيطرة على المشهد فيتحرك الذباب بلا توقف، يتناوب على القطع المكشوفة، ينقل الطاقة الصاخبة للفوضى من مكان إلى آخر، حتى يصبح من مجرد مشهد بسيط الى درسًا حادًا في العواقب الطبيعية للإهمال.
هذا المشهد لا يمثل مجرد إزعاج للحواس، بل انعكاس حقيقي لما يحدث عندما تُتخذ القرارات بلا تقدير للمخاطر، أو تُترك بلا متابعة دقيقة فكل قرار بلا تقييم، كل خطوة بلا رقابة، تصبح مثل قطعة الحلوى أو الطعام الفاسد، فريسة سهلة للتغيرات غير المرغوبة فالذباب يرمز هنا لكل قوة صغيرة تستغل أي ثغرة، لكل فرصة تُترك بلا حماية، ولكل ضعف غير محسوب يمكن أن يقلب النتائج رأسًا على عقب فكل قطعة مكشوفة، مهما بدت بسيطة، هي دعوة للفوضى، مثلما تتحول أي خطوة مهملة أو قرار بلا رقابة إلى ما قد يكون خسارة أو تهديدًا للموارد المتاحة.
التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق فالروائح المغرية، الرطوبة المحيطة، الحرارة، كل هذه العوامل تتجمع لتخلق بيئة مثالية للفوضى الصغيرة، تمامًا كما تتحول أي فرصة مهملة في الحياة الواقعية إلى نقطة ضعف يمكن أن تُستغل بسرعة فالقرارات، مهما بدت بعيدة عن الخطر، تصبح معرضة للتأثيرات الخارجية إذا تُركت بلا متابعة، تمامًا كما تصبح قطعة الطعام المكشوفة فريسة للذباب فالعناية بالتفاصيل والانتباه المستمر ليس رفاهية، بل ضرورة لمنع التدهور السريع لأي وضع يبدو مستقرًا.
الذباب على المكشوف يعلمنا أن الإهمال، حتى في أصغر التفاصيل، يخلق ثغرات لا يمكن التراجع عنها بسهولة فكل لحظة يُترك فيها شيء بلا حماية، كل خيار بلا تقييم دقيق، يصبح معرضًا للاستغلال، والفوضى تتسلل بشكل خفي لكنها سريع جدًا فما يبدو صغيرًا وغير مهم في البداية يمكن أن يتحول بسرعة إلى مشكلة كبرى، تمامًا كما يتجمع الذباب بلا رحمة على قطعة حلوى، حتى لو كانت صغيرة وبسيطة.
في النهاية، المشهد الصامت للذباب على الطعام المكشوف يترك رسالة قوية كل قرار يُتخذ بلا متابعة، كل خطوة تُترك بلا مراقبة، وكل ضعف يُهمل، يصبح عرضة للتغيير، للفساد، وللاستغلال فالسيطرة على التفاصيل، واليقظة المستمرة، والانتباه لكل خطوة، هي ما يحمي من الفوضى الخفية التي تتسلل بصمت، مثل الذباب الذي يغزو كل زاوية بلا توقف فكل شيء مكشوف، سواء كان ماديًا أو قرارًا، معرض للتغير، وكل لحظة من الإهمال تفتح المجال لنتائج غير مرغوبة قد تتحول سريعًا إلى ما يشبه الفوضى الملموسة أمام أعيننا.
الكاتب من الأردن