طوفان يشتهي القيامة
بقلم/كِفاء الوجيه. ….
ها هو الطوفان
يمتدُّ في خاصرةِ الوقت
والأرضُ تنزفُ من خاصرةِ الحصار
ها هو الطفلُ
ينامُ بينَ صوتِ القذيفةِ
وشهقةِ الأمِّ الأخيرة
ولا نجمةَ تُغنّي
فكلُّ السماءِ محجوبةٌ
بضبابِ الصمتِ العربيّ.
يا طوفانَ النار
يا وشمَ اللهيبِ في ذاكرةِ الحجر
يا صرخةَ الأقصى حين ضاقَ النورُ
وحين لم يبقَ من الوعدِ
إلا دمُ الأنبياءِ في الطرقات.
هم يحاصرونَ الجوعَ بالجوع
ويكفّنونَ الحليبَ بالقذائف
لكننا..
نحملُ في صدورنا الرصاصَ إن لم نجد بندقية
نرسمُ وطنًا
من رغيفٍ مقسومٍ على ثلاثة:
لليتيم،
وللشهيد،
ولغدٍ لا نعرفُ إن كان سيأتي.
يا غزة…
أيتها المصلوبة على خاصرةِ العزّة
لسنا نشهدُكِ
بل نحملُكِ في ضلوعنا
وفي شقوقِ الروحِ الأولى
وفي سَبابة سيدنا القائد
بين ناظرية
وأنتِ بوصلة رجاله .
سيمضي الطوفانُ
ويذوبُ الحديدُ من حرارةِ الصبر
ويُبعثُ من تحتِ الركامِ
صوت الصماد المُجاهد
وجهُ السنوار القائد
ظِلّ هَنيّة الصامد
وخُطى السيد نصرالله
حين يعانقُ الركامَ كأنه وطن
وصوتُ الله:
“إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم…”
أليس يوسف عاد من غياهب البئر؟
أليس موسى شقّ البحر بعصا لا تخاف؟
أليست زينب من وقفت وقالت “ما رأيتُ إلا جميلاً”
وكان الجمالُ دماً، وكان الرأسُ على رمح؟
فيا أقصى…
نحن لكَ درعُ الصابرين
وسيفُ القائمين على الجبهات
نحن من حملنا الوعد في العراء
من بايعنا الموت حباً، لا فزَعاً
جياع؟ نعم
محاصرون؟ نعم
لكنّ أرواحنا
تُفطر حجارةَ السجّيل
وتوقد نيران الكرامة في العتمة
فلتعلم الأمم:
أننا قومٌ إذا استُشهدنا… ازددنا حياة
وإذا جُعنا… كتبنا القصيدة من دمنا
وإذا خُنّا الصمت… نطق الحجر والرماد
سيعود سليماني بفيالق القُدس
تكنس غبار المحتل،
وسيعود الشريف
ليعلن من بين الركام صوت النصر
كأنّه الوعد الذي لا يخلف
والسيف الذي لا يصدأ،
سيعود الشيخ أحمد ياسين
وفي عينيه لهب القدس،
وفي يمناه راية لا تنكسر
سيعود، لا ليبشّر فقط،
بل ليكتب النهاية بمداد العزة
ويفتح الباب لمن خلفه من الجرحى واليتامى…
كي يدخلوا التاريخ واقفين، لا لاجئين
الكاتبة من اليمن