*الجبهة العربية الفلسطينية: شعبنا الفلسطيني أيقونة الصمود… واتفاق وقف إطلاق النار بداية لمسار وطني ودولي طويل نحو الحرية والاستقلال*

شبكة الشرق الأوسط نيوز  : تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن شعبنا الفلسطيني، بصموده الأسطوري وتمسكه بأرضه وحقوقه الوطنية، وبقدرته العظيمة على تجرع الفواجع والمعاناة على مدى عامين من الإبادة الجماعية والتهجير القسري، قد حول جراحه إلى منارة تلهم شعوب العالم، وأصبح عنواناً عالمياً للكرامة الإنسانية في وجه أعتى أشكال الوحشية والهمجية والقهر والاستعباد. إن هذا الصمود الاستثنائي لم يكن مجرد فعل بقاء، بل فعل مقاومة أصيلة تجذرت في وعي هذا الشعب منذ عقود، لتؤكد أن إرادة الحياة أقوى من آلة الحرب، وأن من يحاول اقتلاع هذا الشعب من أرضه يواجه اليوم نموذجاً نادراً في التاريخ الإنساني للصبر والصمود.

لقد قدم شعبنا على مدار عامين، في ظل حرب الإبادة المفتوحة التي شنتها دولة الاحتلال، ملحمة إنسانية وتاريخية قل نظيرها، متحملاً أقسى أنواع الدمار والحصار والتهجير والجوع، دون أن يتنازل عن حقه في أرضه أو عن حلمه بالحرية والاستقلال. وها هو اليوم، مع لحظة وقف إطلاق النار، ينهض من تحت الركام متشبثاً بالحياة، متلهفاً للعودة إلى مناطقه المدمرة، مصمماً على البقاء فيها وإعمارها من جديد، رافضاً كل مشاريع التهجير أو فرض الأمر الواقع. إن إرادة البقاء هذه ليست مجرد تعبير عن تمسك بالأرض، بل هي إعلان صريح بأن هذا الشعب باقٍ على أرضه، راسخ فيها مثل زيتونها العتيق.

وتتوجه الجبهة العربية الفلسطينية بتحية إجلال واعتزاز إلى جماهير شعبنا الصامدة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والشتات، على ما قدمته من تضحيات عظيمة، وعلى صمودها الذي أجبر العالم على إعادة النظر في مواقفه، وفضح ازدواجية المعايير الدولية التي سكتت على الإبادة. كما تتوجه بالتحية والتقدير لكل أحرار العالم وقواه الحية التي وقفت إلى جانب قضيتنا، ورفعت صوتها عالياً دفاعاً عن الحق الفلسطيني، في تظاهرات عمت العواصم والمدن الكبرى، لتؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العدالة والحرية في وجه الظلم والاستعمار.

وتشدد الجبهة على أن اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أهميته في إنهاء شلال الدم المتواصل، ليس نهاية الصراع، بل هو بداية لمسار وطني ودولي طويل يتطلب تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لإعادة إعمار القطاع، وبناء ما دمّره الاحتلال، ومواصلة العمل السياسي والدبلوماسي والشعبي لانتزاع حقوقنا الوطنية غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كما تؤكد الجبهة أن هذه المرحلة الجديدة تفرض علينا جميعاً، كقوى وفصائل ومؤسسات، مسؤوليات جسيمة في تعزيز وحدة الصف الوطني، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والانخراط الجاد في مسار وطني جامع يكرس وحدة الشعب والأرض والقرار، ويعيد بناء المشروع الوطني على أسس متينة قادرة على مواجهة التحديات القادمة، وعلى رأسها محاولات الاحتلال الالتفاف على نتائج صمود شعبنا.

وتحذر الجبهة من أن الاحتلال سيحاول استثمار اتفاق وقف إطلاق النار لإدامة الأمر الواقع، وفرض شروطه السياسية والأمنية، وهو ما يتطلب منا اليقظة والحذر، وتوحيد الموقف الفلسطيني، والعمل على تحويل هذا الاتفاق إلى فرصة لفرض الإرادة الوطنية الفلسطينية، لا لتكريس واقع الاحتلال.

إن الجبهة العربية الفلسطينية إذ تجدد عهدها لشعبنا بأن تظل جزءاً أصيلاً من معركة الصمود والبقاء والنضال الوطني، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى ترجمة تعاطفه الشعبي إلى مواقف سياسية ملزمة تضع حداً لجرائم الاحتلال، وتكفل محاسبة المسؤولين عنها، وتضمن رفع الحصار وفتح المعابر، والشروع الفوري في إعادة الإعمار دون شروط سياسية.

الجبهة العربية الفلسطينية
9 تشرين الأول/أكتوبر 2025

قد يعجبك ايضا