الإعدامات الميدانية في غزة بعد وقف النار: رصاص طائش يخدم العدو ويشوّه المقاومة
محي الدين غنيم ….
من خلال قراءتي لبنود إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي اتحفظ على العديد من بنودها المجحفة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية برمتها وما تخفيه تلك البنود من ألغام سيفجرها العدو الصهيوني وقتما شاء والعودة إلى المربع الأول ضاربة بعرض الحائط كل الضمانات والدول الضامنة لتلك الإتفاقية المنقوصة للحق الفلسطيني.
ومن اخطر تلك الثغرات تشويه صورة المقاومة في غزة من خلال ما تشهده غزة من إعدامات ميدانية بعد وقف إطلاق النار لا يمكن اعتباره حفاظًا على الأمن، بل خطأ قاتل يخدم العدو الصهيوني قبل أي أحد. فقتل الأشخاص دون محاكمات عادلة هو طعن في عدالة المقاومة وتشويه لصورتها أمام العالم، ويمنح الاحتلال ذريعة ليبرر جرائمه وادعاءاته بأن المقاومة خارجة عن القانون.
الإعدام بلا محاكمة يهدم ما تبقى من الثقة الشعبية، ويفتح الباب للفوضى والانتقام الشخصي، ويُضعف التعاطف الدولي الذي جُني بصعوبة خلال الحرب. المقاومة التي رفعت راية الحرية يجب أن تحافظ على القانون والعدالة، لأن الانتصار لا يُقاس بعدد الرصاصات بل بسموّ الأخلاق والالتزام بالقيم.
إن من يريد حماية المقاومة فعليه أن يرفض هذه الممارسات فورًا، ويطالب بمحاكمات عادلة وشفافة. فالحفاظ على كرامة الإنسان هو السلاح الحقيقي الذي يثبت للعالم أن غزة تقاتل من أجل الحق لا من أجل الانتقام.
الكاتب من الأردن