حوار المستشار العميد /حميد عبد القادر عنتر مستشار رئاسة الوزراء

بقلم: عبير الجنيد  ….

 

في حوار شائق ومليء بالدلالات، كشف معالي المستشار العميد حميد عبدالقادر عنتر في مقابلة له على قناة الساحات عن رؤية استراتيجية عميقة لمسار الصمود اليمني خلال عقد كامل من العدوان، حاملاً في طياته رسائل مهمة للقيادة والرأي العام العالمي.

البنية التحتية: من الدمار إلى البناء

في قراءة متأنية لحوار المستشار، يتبين لنا أن صنعاء استطاعت تحويل التحديات إلى فرص تنموية حقيقية. فبينما كانت دول العدوان تستهدف البنى التحتية، كانت صنعاء تبني منظومة دفاعية وصناعية وزراعية متكاملة. يقول المستشار: “حققنا اكتفاءً ذاتياً في القمح والخضروات والفواكه في عدة محافظات”، وهي إشارة واضحة إلى نجاح استراتيجية الاعتماد على الذات.

المشروع الدفاعي: من رد الفعل إلى الفعل الاستباقي

تطور القدرات الدفاعية كان محوراً أساسياً في الحوار، حيث أشار المستشار إلى “قفزة نوعية في القدرات الدفاعية”. وهذا يعكس تحولاً استراتيجياً في العقيدة العسكرية من الدفاع إلى الردع، وهو ما تجلى في امتلاك “مخزون استراتيجي من الصواريخ” وفق تعبيره.

الحملة الدولية: دبلوماسية الموقف الإنساني

الحملة الدولية لكسر الحصار تمثل نموذجاً فريداً للدبلوماسية الشعبية. يؤكد المستشار أن الحملة “كسرت حاجز الخوف” وجذبت “أكثر من 250 منظمة حقوقية”. وهذا يكشف عن نجاح في تحويل القضية اليمنية من قضية محلية إلى قضية إنسانية عالمية.
أيضاً :
أشاد المستشار عند طرح سؤال من قبل المذيع بالدعم الذي تلقته الحملة من الشخصيات الوطنية، حيث ذكر باحترام وتقدير مواقف الشهيد زكريا الشامي – رحمه الله – كما أشار إلى دور الفريق الركن سلطان السامعي ودعمه المستمر، حيث وقف مع الحملة منذ تأسيسها وحرص على حضور ندواتها والتواصل المستمر مع الحكومة لدعمها، معترفاً بأهمية دورها رغم التحديات الكبيرة.
كما أشاد العميد أيضاً : بدور الاخ اللواء عبد الواحد صلاح محافظ اب داعم للحمله منذ التاسيس وكرم الحمله بدرع المحافظة من الدرجة الأولى ،
وأيضاً ذكر عدة صحف كانت من أهمها : صحيفة ناصر قنديل
صحيفة البناء
وايضاً : صحيفة راي في لندن
ووكالة مهر الدولية في طهران ، وأيضاً وكالة تسنيم الدولية ، ووكالة ارنا في طهران ، كلها كانت داعمة للحملة وإيصال اهداف الحملة للعالم أجمع .

إنجازات تتحدى الإمكانيات

ما يثير الإعجاب أن هذه الحملة استطاعت أن تتفوق على عمل وزارة الإعلام رغم عملها بالجهود الذاتية وبدون دعم مالي. وقد وصف المستشار المعاناة اليومية للعاملين في الحملة، حيث يعجز بعض الكتاب والإعلاميين عن أداء مهامهم بسبب عدم توفر خدمة الإنترنت الأساسية أو عدم امتلاكهم ثمن الباقة، ورغم ذلك استمروا في الكتابة وفي عقد ندوات عالمية ضمت كبار الإعلاميين والكتاب والسياسيين من مختلف أنحاء العالم.

شهادات دولية اعترافاً بالجهود

بحسب شهادات كبار السياسيين ومن بينهم الدكتور ناصر قنديل والدكتور إسماعيل النجار، فإن الكثيرين في المحافل الدولية تعرفوا على مظلومية الشعب اليمني من خلال هذه الحملة. وهذا الاعتراف يمثل شهادة حقيقية على نجاح الحملة في كسر الحصار الإعلامي المفروض على اليمن.

رسالة إلى سيد القيادة

يوجه المستشار حميد عنتر في حواره رسالة خاصة إلى السيد القائد عبدالملك الحوثي – حفظه الله – يطالبه فيها بالاهتمام بالحملة الدولية لكسر الحصار، مشيراً إلى أن هذه الحملة الشعبية استطاعت بما توفر لديها من إمكانيات ذاتية محدودة أن تحقق ما لم تحققه مؤسسات رسمية عديدة. ويؤكد أن السيد هو الشخص الوحيد الذي يلامس معاناة المواطن اليمني.

فالحملة – كما يوضح المستشار – نجحت في نقل مظلومية الشعب اليمني إلى جميع أنحاء العالم وبكل اللغات، حتى أن خطابات السيد القائد يتم ترجمتها ونشرها دولياً عبر جهود الحملة التطوعية.

الموقف اليمني الداعم لطوفان الأقصى

في إطار متصل، يؤكد الحوار على الثوابت الإستراتيجية لليمن في دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، حيث يشير المستشار إلى أن الموقف اليمني الرسمي والشعبي كان ولا يزال مسانداً لطوفان الأقصى منذ انطلاقته. وهذا الدعم ليس مجرد شعارات، بل تجسد عملياً في كافة المحافل الدولية والإقليمية.

التضامن الشعبي: مسيرات وفعاليات داعمة

تعبيراً عن هذا الموقف الثابت، شهدت الساحات اليمنية مسيرات مليونية حاشدة وغير مسبوقة عبرت عن تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني. هذه المسيرات لم تكن مجرد فعاليات رمزية، بل شكلت رسالة واضحة للعالم بأن اليمن يضع قضية فلسطين في صلب أولوياته الوطنية، وأن الشعب اليمني يقف قلباً وقالباً مع إخوانه في فلسطين.

رؤية استراتيجية وإنسانية

استطاعت الحملة أن تحقق إنجازاً استراتيجياً مهماً يتمثل في محاولة فصل حصار مطار صنعاء والموانئ وعزله سياسياً، حيث عملت على إبراز الجانب الإنساني البحت للقضية، منفصلاً عن أي اعتبارات سياسية. وقد نجحت في تسليط الضوء على معاناة المرضى والمدنيين بسبب الحصار، مما خلق رأياً عاماً دولياً ضاغطاً.

الامتداد الطبيعي للثوابت

في تحليل خطاب المستشار حول فلسطين، نجد اتساقاً كاملاً مع الثوابت الإستراتيجية. قوله: “كسرنا غطرسة أمريكا والصهاينة” ليس مجرد شعار، بل هو تجسيد لرؤية إستراتيجية تقوم على تحدي الهيمنة الإقليمية والدولية، وامتداد طبيعي لثوابت الأمة في دعم القضية الفلسطينية.

خاتمة نقول :
من خلال هذا الحوار الثري، نستخلص أن مسيرة الصمود اليمني تدخل مرحلة جديدة من البناء والتأسيس، تؤكد أن اليمن الجديد قادم لا محالة، وأن سنوات العدوان العشر لم تكن سوى محطة في مسيرة شعب يرفض الانكسار، ويصر على كتابة مستقبله بيديه وإرادته، حاملاً معه هموم الأمة وقضاياها العادلة.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا