الاستثمار في بطولة كأس العالم
المهندس/ هاشم نايل المجالي …..
الكلّ يتحدث عن التكاليف التي تحتاجها أي دولة لاستضافة بطولة مونديال كأس العالم لكرة القدم، فلقد أنفقت دولة قطر حوالي 229 مليار دولار أمريكي على إنشاء مشاريع عديدة وتهيئة البنية التحتية للتحضير لاستضافة مونديال كأس العالم 2022، وهو رقم أكبر من مجموع تكاليف استضافة عدة مونديالات (الثمانية) الأخيرة بثلاث مرات مجتمعين.
والتساؤل الذي يطرحه الكثيرون هو مدى العوائد المادية والمعنوية التي ستعود على الدولة المضيفة لهذا الحدث قبل وأثناء وبعد انتهائه. وهذه أرقام ترهق الاقتصاد المحلي لأي دولة من الناحية المادية، إلا إذا كان هناك شيء سياسي أو سياحي أو غيره وراء ذلك، فكل دولة تقدم عروضها لاستضافة هذا الحدث لأنه يُنظر إليه من عدة جوانب، أهمها مدى فائدته للسياحة أثناء الحدث وعلى المدى الطويل، وكذلك كفرصة لتطوير وتحسين البنية التحتية وتنفيذ الأعمال الخاصة بالملاعب وفق متطلبات الفيفا.
كذلك التأثير المباشر على التجارة الداخلية وخلق فرص عمل كثيرة أثناء التحضير وأثناء إنشاء الملاعب في أماكن مختلفة، والخدمات التي تتوافق مع تلك المتطلبات، وكذلك شبكة الطرق ووسائل النقل المتعددة التي تلزم لذلك، وزيادة الاستثمارات المتنوعة سواء من الداخل المحلي أو الخارجي.
كما أن هناك عائداً من الإعلام والبث الحصري والدعاية الهادفة والإعلانات والميداليات والكؤوس المختلفة والمتنوعة التي ترمز لكل فريق أو دولة، مع الأفكار التي ترافق ذلك من سياسات تسويقية تُنعش الاقتصاد المحلي للدولة المضيفة.
واستضافة مثل هذا الحدث العالمي سيكون أيضاً نافعاً على المستوى الاجتماعي والنفسي، كذلك سيكون هناك استثمارات أجنبية ترافق ذلك مثل بث المباريات والدعايات التي تصاحبها، وكذلك تسويق الفرق الرياضية من خلال المواد الرياضية المختلفة وتنافس الشركات الكبرى مثل أديداس وبوما وغيرها على حصرية هذا الحدث.
كل ذلك يرفع من مكانة الدولة المضيفة ويجعلها أكثر جاذبية فيما بعد للسياحة والمستثمرين، ولا ننسى نشاط حركة خطوط الطيران والفنادق أثناء ذلك الحدث، وكذلك شركات الاتصالات التي سيتضاعف دخلها من الخطوط الهاتفية والبطاقات المصاحبة لذلك، وأيضاً محلات الصرافة والبنوك.
ويُخصص من أجل ذلك شركات للاستشارات المالية الرياضية لإعداد الأرقام المالية للكلف وللمردود المالي العائد مع نهاية المونديال بدقة متناهية، وسيكون هناك شركات ومحافظ مالية تموّل تكاليف هذا المونديال كاستثمار بالشراكة مع الجهات المنظمة لهذا الحدث، وهناك شركاء لدى الفيفا من عدة مستويات يحققون دخلاً أيضاً من ذلك.
والحديث ليس فقط عن استضافة مونديال عالمي، بل عن استضافة العديد من البطولات العالمية في العديد من الألعاب الرياضية وعلى مستوى عالمي، خاصة أن بلادنا تتمتع بأجواء مناخية تلائم كثيراً مثل هذه الأحداث الرياضية، وبوجود شركات عالمية متخصصة في تسويق وتنظيم مثل هذه الفعاليات الرياضية.
الكاتب من الأردن