ما المطلوب منا كأمة عربية وإسلامية…؟
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
بعد كل الأحداث التي جرت وما زالت جارية في فلسطين ومنطقتنا والعالم نتسائل هل إنتهى زمن الحرب بعد كل تلك التضحيات التي قدمها شعب غزة وفلسطين والمنطقة نيابة عن الأمة والإنسانية جمعاء لمحاربة محور الشر الصهيوأمريكي أوروبي..؟ وجاء زمن السلام أو الإستسلام والخضوع لسطوتهم العسكرية والإقتصادية والإستخباراتية، ولأدواتهم السياسية والإعلامية والعصابات التكفيرية التنفيذية لمخططاتهم، والتي زرعت في دولنا وبين شعوبنا لتكون العصى التي يتم التهديد بها وقتما يشاؤون لمن يرفض فكرة الإستسلام والخضوع لأعداء الله والرسل والأمة…
وبعد كل تلك التضحيات تجد وللأسف الشديد بأن الحديث الدائر في أروقة بعض السياسيين والإعلاميين العرب والمسلمين المتفائلين كثيرا بمى يسمى السلام هو نزع سلاح فصائل محور المقاومة سواء في غزة العزة أو خارجها، بدل أن يحافظوا عليه ويقوموا بدعمه وتطويره وزيادة ترسانته العسكرية سواء لفصائل المقاومة أو للجيوش العربية والإسلامية، يطالبوننا أي الصهيوغربيين بنزع السلاح في الوقت الذي تقوم دولهم أي محور الشر العالمي الصهيوغربي بتطوير وزيادة ترسانة أسلحتهم حتى النووية منها، وهل تسائل أحدا من قادة العرب والمسلمين لماذا يقوم الصهيوغربيين بتطوير وزيادة ترسانة أسلحتهم.؟ قد يقول البعض لمواجهة روسيا والصين نعم هذا من ضمن مخططاتهم الشيطانية، وأيضا لمواجهة الأمة بنزع سلاحها ومصادر قوتها، فاليوم نزع سلاح المقاومة وغدا سلاح الجيوش، حتى إذا وقعت الحرب العالمية الثالثة بينهم وبين روسيا والصين تكون تلك المنطقة برمتها خاضعة لهم، والأدق خاضعة للكيان الصهيوني فلا يقف أحد ضدهم مع روسيا والصين وغيرها من الدول التي تحارب محاولات هيمنتهم على الأرض وما عليها…
فهؤلاء الصهيوغربيين ضخوا آلاف الأطنان من السلاح وما زالوا للكيان الصهيوني لإرتكاب الإبادة الجماعية بغزة العزة وفلسطين لإذلال العرب والمسلمين وأيضا لتخويفهم من القادم بالرغم من أنهم تنازلوا لأعدائهم عن أشياء كثيرة أولها تضحيات شعب غزة العزة وما أرتكب بحقهم من تفنن بالقتل الجماعي، وعن شعب الضفة الغربية وما يرتكب بحقهم يوميا من قبل قطعان المستوطنيين وحماية جيش الصهاينة المدججين بكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا، وأيضا يقوم محور الشر الصهيوغربي بضخ كل أنواع الأسلحة لأوكرانيا ولزيلنسكي حتى يهزموا روسيا وكلما ظهر بريق أمل لإيقاف الحرب في غزة وأوكرانيا كلما نقض الصهيويهوديان النتن ياهو وزيلنسكي تلك الهدن والإتفاقيات وبدعم أمريكي غربي لمتابعة القتل ولا شيئ غير القتل وسفك دماء الشعوب البريئة…
في الوقت الذي يطالبون به إيران أن تتوقف عن دعم فصائل محور المقاومة عسكريا بالسلاح والخبرات، وحتى يطالبون الدول العربية والإسلامية بعدم دعم الشعب الفلسطيني سياسيا وإعلاميا وبالضغط على حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله والجيش اليمني وأنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق حتى يسلموا سلاحهم لدولهم المعترف بها دوليا، وأيضا يطالبون كوريا الشمالية والصين وإيران بعدم دعم روسيا بما تحتاجه من سلاح أو جنود ويحاولون كل جهدهم لإيقاع الفرقة بينهم، بل والعقوبات الإقتصادية والرسوم الجمركية التي فرضت من قبل شيطان الصفقات ترامب هي إحدى محاولات الضغط لتسلم تلك الدول وتتخلى عن روسيا ودعمها عسكريا أو سياسيا وإعلاميا لكنها باءت بالفشل…
فقادة أمريكا وأوروبا يتلاعبون الأدوار فيما بينهم على قادة ودول منطقتنا وعلى قادة روسيا والصين وغيرها، ففي منطقتنا يتجدد مشروعهم ثانية على بقايا ما أسموهم بالجهاديين أو الثوار لينشروا الفتن الطائفية مرة أخرى بين شعوبنا وفي منطقتنا بعد أن تم القضاء عليها، بل ويوصلون بعضهم لحكم الدول كما جرى في سورية التاريخ والحضارة والمقاومة لكل أعدائها منذ الإحتلال التركي إلى الفرنسي إلى الحروب مع الكيان الصهيوني ومحاربة دواعشهم الصهيوغربية قبل ١٤ عشرة عاما…
وقادة أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني يريدون طرد الروس والصينين والإيرانيين وحتى الأتراك حلفائهم من المنطقة برمتها، بل إنهم بعد فرض السلام أو الإستسلام بالقوة على منطقتنا، سيفرضون على دولنا قطع العلاقات السياسية والإقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية مع روسيا والصين وغيرها حسب إعتقادهم بأن المنطقة كاملة أصبحت خاضعة لهم…
إذن هل ستكون منطقتنا وقادتنا ودولنا وجيوشنا وشعوبنا بخير وأمن وآمان وسلام كما يروج لنا محور الشر الصهيوغربي بضماناته الفارغة من المحتوى والمضمون..؟ الإجابة لا ولم ولن يتم ذلك الأمر ما دام هناك فكر صهيوغربي إستعماري تلمودي إنجيلي يحاول التوسع والسيطرة والهيمنة على منطقتنا والعالم والأرض وما عليها، وما دام بالمقابل هناك دولا كبرى وصغرى وجيوشا وشعوبا وفصائل مقاومة في منطقتنا والعالم تعمل ليلا ونهارا لمحاربة مشاريع هيمنتهم وسيطرتهم على الأرض وما عليها، وما دامت تلك الدول التي تعتبر حليفة حقيقية لمنطقتنا تحاول إعادة رسم النظام الدولي العادل الجديد المتعدد الأقطاب…
لذلك وإذا نظرنا إلى ما يدور في منطقتنا والعالم من محاولات الهيمنة والتوسع والنظام العالمي الجديد الذي سيتشكل يجب على قادتنا ودولنا وجيوشنا وشعوبنا أن يتركوا سلاح المقاومة ويقولها علنا سلاحنا خطا أحمر وأن يطالبوا بنزع سلاح الكيان الصهيوني، وأن تعمل كل دولة عربية وإسلامية على تطوير وزيادة ترسانة أسلحتها وزيادة جنودها سواء الموجودين أو الإحتياط، وأن نترك الرهان على ما يروجه محور الشر الصهيوأمريكي خاصة والصهيوغربي عامة من وعود وعهود كاذبة وفارغة، وأن لا ننكفئ ونعمل على وحدة القادة والجيوش والشعوب والمقاومة ونعيد الذاكرة إلى تاريخ أمتنا العظيم الذي سطر فيه القادة والجيوش والشعوب المقاومة أروع البطولات لطرد المحتلين والطامعين بمنطقتنا وللحفاظ على ديننا وشعوبنا وثقافتنا وأوطاننا وحريتنا وكرامتنا وثرواتنا وقوتنا وإستقلالنا وسيادتنا ومكانتنا التاريخية والحضارية ووحدتنا التي هي أساس التحرير والنصر القريب بإذن الله تعالى على كل أعداء الأمة والإنسانية…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…
الكاتب من الأردن