*كايد مفلح عبيدات الأردني أول شهيد في فلسطين*
د. أحمد العرامي ….
كايد مفلح عبيدات أول شهيد يسقط دفاعًا عن أرض فلسطين في مواجهة الاحتلال البريطاني والصهيوني، وقد أصبح اسمه رمزًا لبداية مرحلة الكفاح المسلح في التاريخ الفلسطيني الحديث.
وُلِد الشهيد كايد عبيدات في قرية تبنة شمال الأردن في أواخر القرن التاسع عشر، وكان من أبناء العشائر العربية التي عُرفت بالكرامة والشجاعة والتمسك بالعروبة والإسلام.
في مطلع عشرينيات القرن العشرين، كانت فلسطين تعيش تحت وطأة الانتداب البريطاني الذي سهّل للهجرة اليهودية والاستيطان، وبدأت بوادر المقاومة العربية تظهر رفضًا لتسليم الأراضي للصهاينة.
مع تصاعد هذا الخطر، انطلقت أولى المواجهات في مناطق الجليل، حيث قرر كايد العبيدات أن يعبر نهر الأردن مع مجموعة من المجاهدين للدفاع عن الأرض التي اعتبرها جزءًا لا يتجزأ من الوطن العربي.
في عام 1920، شارك كايد عبيدات في معركة “سمخ” الواقعة في شمال فلسطين، ضد القوات البريطانية والصهيونية. كانت هذه المعركة من أوائل محاولات العرب لصد الاحتلال بالسلاح، وقد أظهر فيها العبيدات شجاعة نادرة وبسالة متميزة حتى استُشهد في أرض المعركة، لتُسجَّل دمه كأول دم أردني عربي يُراق في سبيل تحرير فلسطين.
استشهاد كايد عبيدات لم يكن حدثًا محليًا عابرًا، بل كان صرخة أيقظت الوعي العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في فلسطين. فقد مثّل استشهاده إيذانًا ببداية مرحلة المقاومة المسلحة، ومصدر إلهام لثورات لاحقة مثل ثورة البراق عام 1929 والثورة الكبرى عام 1936.
أن اسم كايد عبيدات حاضر في الذاكرة الوطنية الأردنية والفلسطينية والعربية بوصفه أول شهيد روى أرض فلسطين بدمه الطاهر، وأحد الرموز الذين مهدوا لطريق المقاومة ضد المشروع الصهيوني. فذكراه اليوم ليست مجرد صفحة من الماضي، بل دعوة متجددة إلى وحدة الموقف العربي والإسلامي، والإيمان بأن فلسطين قضية وجود وهوية لا تقبل المساومة ولا تُنسى بالتقادم.
الكاتب من اليمن