أحد صرخة ألم وأمل في وجه العالم لا تتركوا غزة تُنادي ولا يجيبها

#✍🏻/أم _ بيان _ جابر  ….

 

لا تتركوا غزة تُنادي ولا يجيبها أحد… لا تُديروا وجوهكم عن قلبٍ ما زال ينزف في أطراف الأمة. لا تنسوا غزة؛ فثمّة أرواحٌ محاصرة بين الركام والأنفاق، تنتظر من يُسمِع العالم أنّ في الظلام أناسًا ما زالوا أحياء. لا تنسوا عشرات الرجال والنساء العالقين في أنفاق رفح، يقبضون على الحياة بأظافر الصبر، ويرسلون إلى السماء دعاءً لا ينقطع. لا تنسوا الخيام التي عصفت بها الرياح، وطفلًا بكى لأن العاصفة سرقت عنه دفءَ الليل. ولا تنسوا أمًّا أفاقت على خيمةٍ منزوعة السقف، وأحلام أبنائها ترتجف معها تحت المطر. لا تنسوا الجوع الذي يعصر البطون، والمخازن التي امتلأت ببضائع لم تصل إلى أهلها. ولا تنسوا موائد الخير التي توقّفت، والأيادي التي كانت تُطعم ثم عجزت، والعيون التي تنتظر. لا تنسوا الأسرى… ولا سيما الأسيرات، وما روته نجاتهنّ من وجعٍ يندى له قلب الحجر. ولا تنسوا الذين ما زالوا خلف القضبان، يواجهون عتمتهم وحدهم. لا تتركوا غزة تشعر بأنّها مُهمَلة، أو أنّ الدعاء يُرفَع عنها كما تُرفَع الأيدي في الصلاة. أحيوا ذكرها في كلامكم، وادعموها بما تستطيعون؛ فالقلوب حين تصدق تصنع من العجز قوّة، ومن القلّة نصرة. المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يُسلِمه للريح. كونوا سندًا لغزة… ولو بكلمة، ولو بسجدة، ولو بنبضة قلب تقول: لستِ وحدكِ يا غزة.

و مع ذلك تظل غزة رمزًا للصمود والثبات. رغم مرور الوقت، لا تزال جراحها تنزف، ولا تزال أحلامها تتعثر بين ركام الدمار. إنها ليست مجرد مدينة، بل هي قلبٌ ينبض بالأمل، وروحٌ ترفض الاستسلام.

في شتاء قارس، تبحث غزة عن دفء والراحة، لكنها لا تجدها. تبحث عن الأمان، لكنها لا تجده. تبحث عن الحياة، لكنها لا تجدها. إنها مدينة تئن تحت وطأة الحصار، وتتألم من قسوة العالم.

أهل غزة، هم أهل الصبر والتحمل. هم أهل الأمل والثبات. رغم كل ما يمرون به، لا يزالون يرفعون أيديهم إلى السماء، ويدعون الله أن ينصرهم. فكونوا جنود الله في أرضه و أنصروا غزة بكل ما تستطيعون

كم هو مؤلم أن نرى أطفال غزة يذرفون الدموع بين الركام، ويجمعون الحجارة ليبنون بها بيوتًا جديدة. كم هو مؤلم أن نرى نساء غزة لا يجدن ما يطبخن طعام ويغسلن الملابس في الماء البارد. كم هو مؤلم أن نرى رجال غزة يعملون في كل شيء، ليجمعوا لقمة العيش لأسرهم.

غزة، أنتِ لستِ وحدك. نحن معك. نحن نشعر بألمك، ونحس بمعاناتك. نحن نقف بجانبك، ونرفع صوتنا لنقول: “غزة، أنتِ رمز الصمود والثبات”.

نحن سندافع عنك، ونحميك. نحن سنقف بجانبك، ونحارب معك. نحن سنرفع صوتنا، ونقول للعالم: “غزة، أنتِ لستِ وحدك. نحن معك”.

فلنتحد جميعًا، لنقدم لها ما نستطيع. فلنكن معها بالكلمة، وبالنشر، وبالنية الطيبة، وبالصدقة والإنفاق و بالجهاد و العمل من أجل غزة . فلنساعدها لتخفف من ثقل هذا الشتاء، ولتنشر الأمل في قلوب أهلها.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا