الفرق بين احترام الألقاب واحترام الأشخاص
منجي محمود قطيشات ….
الفرق بين احترام الألقاب واحترام الأشخاص يكمن في أن الألقاب غالبًا ما تكون رموزًا لمنصب أو إنجاز، بينما الشخص هو جوهر الاحترام. يجب أن نُقدّر الأشخاص لصفاتهم الداخلية وأفعالهم، بينما تُعتبر الألقاب مجرد وسيلة لتحديد مكانتهم أو منصبهم.
ما يحصل في المناسبات الأفراح وبيوت العزاء يعبث في كرامة الناس .
“ان اكرمكم عند الله اتقاكم ”
اساس التفاضل بين الناس التقوى، والتقوى نقاء القلب: يَنزع الله بسببها الغل والحقد من صدور المتقين، وتزداد مودتهم ومحبتهم لبعضهم البعض، كما قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين )..
ترى الناس في المناسبات الإجتماعية ، سواء كانت للتهنئة أم التعزية ، في الأفراح والأتراح ، يقدمون صاحب المنصب والجاه ، ويكيلون له المدح ، ويصرفون له الألقاب ( معالي ، سيادة ، سعادة ، باشا ، عطوفة )
وفي بعض الحالات يتسابقون لأخذ الصور في الزوايا ،لوضعها في اقرب وقت على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعنونها “حنا كبار البلد” وفي بعض الحالات لايوجد معرفة مسبقه .
مع العلم ان هذه المناصب غير دائمه و قد تتغير ، وعليه فان اصاحب ألالقاب والمناصب غير الدائمه ، عليهم ان يختارو الكف عن حضور المناسبات او ان يتحملوا مايتحمل الناس العادين ، أصحاب الأخلاق الفاضلة ، الذين يرتقون بأخلاقهم وقلوبهم ، البسطاء الذين لا يعرفون ولا يتقنون هذا النفاق الاجتماعي والسياسي . لقد ترك هؤلاء الأنقياء البسطاء أعمالهم وكدحهم وجاءوا للتهنئة أو التعزية يقدمون قلوبهم الراقية العالية النقية ، أما غيرهم فقد جاءت ألقابهم تسبقهم ، وتراهم يطربون لما يسمعون من ثناء وتبجيل وتفخيم ،وقد ترى أهل العزاء يتركون المعزين ، وينشغلون بالحديث مع أصحاب السعادة والعطوفة والمعالي ، ويتركون من ينوب عنهم لتلقي العزاء من الناس البسطاء والعاديين ، فأي نفاق هذا ! وأي انحدار خلقي ونفسي! في عدم احترام إنسانية البشر ..أيا كانت فئاتهم ودرجاتهم ومنازلهم’
فالناس يتفاضلون بالتقوى ، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم التواضع ، فقد كان أكثر الناس تواضعا .
منجي محمود قطيشات
الكاتب من الأردن