واقع العرب والمسلمين مخزي ومذل أمام غطرسة وعربدة أعدائهم الصهيوغربيين…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

كل من يشاهد ما يدور في غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية واليمن منذ أكثر من عامين من حرب ظالمة وإبادات جماعية وقصف وإغتيالات وغطرسة وعربدة إسرائيلية أو صهيوأمريكية يعلم بأن الأمة أمام إمتحان رباني يجب أن يثبتوا إيمانهم الحقيقي فيه، لا أن يكونوا حلفاء ووسطاء ومطبعين ومذلولين لإتفاقيات هشة، الهدف منها كسب الوقت لتقوية كيانهم الصهيوني ولتصفية ما تبقى من قوة لمحور المقاومة والممانعة، ولإشغال الدول العربية والإسلامية بتلك الإتفاقيات الكاذبة حتى لا يصحوا من سباتهم، ولا تنهض شهامة وضمائر العرب والمسلمين للدفاع عن إخوانهم المظلومين في فلسطين وخارجها ويعلموا أنهم خدعوا من ترامب والغرب بتلك الإتفاقيات الثنائية والثلاثية والرباعية…. وغيرها…

والتي لم ولن تكون لصالح لا محور المقاومة ولا الدول ولا حتى القادة الذين وقعوا عليها في شرم الشيخ، لأنها فقط لصالح الكيان الإسرائيلي الصهيوأمريكي فقط لإكمال باقي مخططاته في غزة والضفة والمنطقة بكل راحة دون أن يجد من يردعه أو يطلق رصاصة واحدة على جنوده أو صاروخا على مدنه وشعبه ويبقى القتل والقصف والإغتيالات في شعوبنا ومدننا فقط، وإن تبادل الأدوار بين الكيان الصهيوني وترامب وإدارته وبعض رؤساء الغرب جعل الأمة وقادتها وجيوشها وحتى محور المقاومة يدورون في حلقات مفرغة وكل منهم يضع اللوم على الآخر، بدل التمسك بوحدتهم وبكل أوراق قوتهم وعلى رأسها إستمرار ضربات المقاومة والمقاومين ودعمهم لوجستيا لوضع حد نهائي لتلك الأدوار والألاعيب الصهيوغربية وإنهاء القتل والقصف والإغتيالات والإبادة الجماعية اليومية في غزة وخارجها….

وتاريخ هذه الإتفاقيات معروف لدى الأمة عبر عقود مضت كانت لصالح المستعمر والمحتل دائما ولم يخرج ذلك المحتل والمستعمر إلا بالثورات والجهاد والمقاومة وقوة الوحدة وتماسكها وتاريخ أمتنا يشهد على ذلك، قد يقول البعض أن الظروف تختلف وموازين القوى تختلف، وأقول لهؤلاء أليست قوة أمريكا هي هي التي أحتلت افغانستان والعراق وخرجوا من ضربات أصحاب الأرض الجهاديين والمقاومين مهزومين مذلوليين، ألم يقل جورج بوش الإبن بأنها حربا صليبية علنا وترامب يقول ذلك بالخفاء لكنه لا يعلنها وقد هزمت قوة ترامب من ضربات الجيش اليمني وانصار الله في صنعاء اليمن، والكيان الصهيوني المدعوم لوجستيا من الغرب ألم يهزم من المقاوميين في غزة وجنوب لبنان مرات عدة وقوة النتن ياهو وسموترتيش وبن غفير الزائفة لا تختلف عن قوة شامير وجولدا مائير وشارون ورابين وشمعون بيريز…وغيرهم، إذن أين الضعف هنا..؟ وأقول بأن الضعف والوهن في عدم وحدة قرار قادة الأمة العربية والإسلامية والذين نسوا مقاومة وتضحيات أجدادهم وآبائهم لغطرسة الكيان الصهيوني وداعميه في أمريكا وأوروبا عبر تاريخ هذا الكيان النازي والمجرم وتاريخ داعميه وشركائه في كل جرائمه داخل فلسطين وخارجها…

إن الكيان الصهيوني وداعمه ترامب يستغلون هذا الضعف في قرار القادة والجيوش سواء الدول الغنية المترفة أو الفقيرة لذلك هم قسموا دول الأمة لتكون كذلك فالدول الغنية والمترفة تمتلك قوة مالية ظاهرية لكنها ليست حقيقية وثابتة وستصل إلى مرحلة الإنحدار والسقوط وقتما يشاؤون إذا لم يدفعوا لهم، والدول الفقيرة التي خرج من رحمها المقاومون تمتلك قوة حقيقية لكن الصهيوغربيين جعلوها قوة ضعيفة من قادتها وعملائهم وأذنابهم وأبواقهم السياسيين والإعلاميين في تلك الدول، وأيضا أسقطوا تلك الدول وسيسقط غيرها بالثورات الملونة بتسميات جديدة وخطط متجددة وتصل للتفكك بعد الإستعانة بالصهيوغربيين كما يجري في سورية وليبيا الآن، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى الهرولة نحو السقوط وبشكل مباشر سواء الدول الغنية أو الفقيرة كما جرى في الأزمة الإقتصادية قبل عدة سنوات وأزمات الدول الغنية المفتعلة من الغرب، وكما جرى في الثورات الملونة والمفتعلة في الدول الفقيرة والفتن الطائفية وما جرى بعدها من سقوط ليس للأموال والدول والقادة والجيوش فقط، وإنما سقوط للعروبة والأصالة والدين والوحدة والقوة والتاريخ العظيم لأمتنا ولكل الأخلاق والمفاهيم والقيم والتقاليد والكرامة والشهامة والنخوة والعزة والأنفة العربية والإسلامية للأسف الشديد…

لذلك ضعفت الأمة من ضعف قادتها وجيوشها وعدم وحدة قرارهم السيادي الذي أفقدهم صوابهم وجعلهم بلا قدرة على المواجهة المباشرة مع أعداء الأمة الصهيوغربيين وأضعف الإيمان دعم محور المقاومة ولو من تحت الطاولة حتى يبقى لديهم ورقة من أوراق القوة في أي تفاوض ومفاوضات أو إتفاقيات توقع مع هؤلاء الأعداء الصهيوغربيين النازيين، لذلك منطقتنا تمر بأخطر مرحلة مرت في تاريخها العظيم وإذا لم تتوحد الأمة وتلم شملها من جديد بقادتها وجيوشها ومقاومتها وأموالها وقراراتها وتصريحاتها وتعيد قوتها وتحيي ضمائرها فإنها ستبقى تدور في تلك الحلقات المفرغة التي رسمها لها الصهيوغربيين، والتي ستؤدي في النهاية إلى سقوط مدوي للجميع وضعف ووهن أخطر مما هم فيه الآن ليكون لصالح الصهيوغربيين ومشاريعهم التوسعية الإستعمارية النازية في منطقتنا برمتها، وسيبقى القتل والقصف والذبح بشعوب المنطقة برمتها من الوريد إلى الوريد وليس في شعب غزة والضفة الغربية ومحور مقاومتها…

والعالم الصهيوغربي…وغيرهم يعيدون رسم خريطة الأرض وما عليها كما يريدون بتكتلات وأقطاب متعددة تصنع القوة لهم، مع بقاء الأمة ضعيفة كل دولة تتبع قطبا أو تكتلا قويا في العالم لحمايتها دون أن يكون لهم قطبا او أقطابا متعددة في تلك المتغيرات الدولية القادمة، فهم يعملون ليلا ونهارا من خلال تلك الحرب النازية على غزة وكل فلسطين والمنطقة لتبقى أمتنا العربية والإسلامية أمة ضعيفة هشة لا حول لها ولا قوة، أمة أصابها الوهن والعجز والفرقة ويصعب إحيائها أمام شعوبها وأمام قادة وشعوب ودول العالم مثل روسيا والصين…وغيرها، فهل من صحوة عربية إسلامية تثبت قوتها من جديد أمام العالم أجمع، وتبدأ بردع الكيان الصهيوني وداعميه في أمريكا ولجمهم وعلى مرأى من قادة وشعوب الأرض قاطبة، حتى يرى العالم بأننا أمة حية قوية ولم ولن نموت أو تموت أمتنا أبدا…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا