أنا أكتب لمن… ولماذا أكتب؟
بقلم د. تيسير فتوح حجّه ……
الأمين العام لحركة عداله.
أقف أمام السؤال كلّ يوم: لمن أكتب؟ ولماذا أكتب؟
أكتب لشعبٍ أتعبه القهر، واعتاد كثيرٌ منه على البقاء في دائرة العبودية الحديثة… عبودية الخوف، وعبودية الصمت، وعبودية العجز الذي فرضته سنوات الانقسام والتضليل وبيع الوعي.
أكتب لمن لا يريد التغيير، لمن يرى الظلم رأي العين ثم يكتفي بالتنهيدة، أو بشتمٍ عابر، أو بلوم القدر.
أكتب لمن يرتضي أن يبقى ذليلاً أمام واقعٍ يصنعه غيره، بينما مفاتيح التحرر في يده هو… لكنه يخاف أن يمدّ يده إليها.
وأحياناً أسأل نفسي: كيف أكتب لشعبٍ لا يقرأ؟
كيف أزرع الوعي في أمّةٍ تفضّل السماع على الفهم، وتفضّل التفاعل مع الوهم على مواجهة الحقيقة؟
لكنّي في النهاية أكتب…
لأني مؤمن أن كلمةً واحدة قد تغيّر وعياً نائماً، وأن جملة صادقة قد توقظ ضميراً خافت الصوت، وأن صوتاً حرّاً واحداً قد يفتح الطريق أمام ألف مقاوم وفكرة وثورة.
أكتب لأن الكتابة مقاومة.
وأكتب لأن التوعية واجب وطني.
وأكتب لأن السكوت خيانة، ولأن ترك الساحة للجهل والفساد يعني أن نسلّم رقابنا لمن لا يعرف قيمة الوطن.
أكتب لشعبٍ أعرف أن فيه القارئ والقائد، وفيه الحرّ الذي لم يمت، وفيه من ينتظر كلمةً صادقة ليعود إلى مكانه الطبيعي في صفوف التغيير.
وأكتب لأن حركة عداله تؤمن أن بناء الوعي هو أول ميادين التحرر، وأن مواجهة الانقسام والفساد تبدأ من العقل قبل الميدان.
نكتب لنُعيد للناس ثقتهم بأنفسهم، لنذكّرهم أن الوطن لا يُبنى بالحياد، ولا يُصان بالخوف، ولا يُسترد بالصمت.
لهذا… أكتب حتى لو قرأني واحد.
أكتب لأن كلمة واحدة قد تغيّر رجلاً… ورجل واحد قد يغيّر أمة.
الكاتب من فلسطين