الذراع التي لا تنام… كيف أحبطت مخابراتنا الأردنية خطراً تكفيرياً في الرمثا وحمت الوطن من نارٍ كانت تشتعل في الظل
محي الدين غنيم …..
لم تكن ليلة الرمثا الماضية ليلة عابرة في سجل الوطن، بل كانت صفحة جديدة تؤكد أن هناك رجالاً يسهرون حين ينام الجميع، يراقبون حين يغفل الآخرون، ويتقدّمون نحو الخطر ليبقى الأردن آمناً مستقراً. العملية النوعية التي نفّذتها دائرة المخابرات العامة ونشامى الأجهزة الأمنية ضد خلية تكفيرية إرهابية، لم تكن مجرد اشتباك عابر، بل كانت دليلاً ساطعاً على احترافية جهاز يُعدّ من الأقوى في المنطقة في تفكيك الإرهاب قبل أن يصبح ناراً تحرق الأبرياء.
لقد أثبتت دائرة المخابرات العامة مرة أخرى أن العين الساهرة على أمن الأردن لا تتردد ولا تتراجع، وأن خبرتها العميقة في تتبع الفكر التكفيري ورصد تحركاته تجعلها خط الدفاع الأول عن الوطن. فالإرهاب لا يقف على الحدود، ولا ينتظر إذناً ليمتد؛ لكن نشامى المخابرات يمتلكون من المهنية والحنكة الاستخبارية ما يجعلهم قادرين على الإمساك بالخطر قبل أن يتشكّل، وتحييده قبل أن يضرب.
إن ما جرى في الرمثا ليس حدثاً أمنياً فقط، بل رسالة واضحة بأن الأردن يمتلك مؤسسة أمنية تعرف أين تضرب ومتى، وتدرك تفاصيل المشهد في محيط مشتعل يزدحم بالتنظيمات المتطرفة. إن القدرة على كشف خلية إرهابية مسلحة، وملاحقتها، والقضاء على عناصرها دون وقوع خسائر بين المدنيين، هو بحد ذاته نموذج عالمي في الدقة والعمل الاحترافي المحترف.
ولأن الأردن محاط بتحديات إقليمية خطيرة، فإن دور المخابرات العامة ونشامى الأمن يتجاوز الحدود ليصبح جزءاً من حماية الاستقرار العربي والإقليمي. هؤلاء الرجال لا يعرفون الراحة، ويدركون أن أمن الوطن خط أحمر لا يُسمح بالمساس به مهما تغيّرت الظروف.
واليوم، بعد نجاح عملية الرمثا، يحق لكل أردني أن يرفع رأسه فخراً بمؤسساته الأمنية، وأن يقول بصوت واثق: في الأردن… هناك رجال إذا حملوا الراية حموها، وإذا واجهوا الخطر أنهَوه.
تحية اعتزاز وإجلال لنشامى دائرة المخابرات العامة والأجهزة الأمنية كافة، الذين أثبتوا أن الأردن ليس سهل الاختراق، وأن هناك عيوناً لا تنام… وقلوباً لا تعرف إلا حب الوطن.
الكاتب من الأردن