العميد السيد حميد عبدالقادر عنتر رجل الدولة وعقل المحور المقاوم
أحلام الصوفي …
عندما يُنادي التاريخ بطروحات الحقّ والمقاومة، يظهر على الساحة من لا يعرف التقاعس، يُعيد صياغة المعادلات بالكلمة والقرار، ويرفع لواء عزّ الأمة — وهكذا كان ومازال العميد السيد حميد عبدالقادر عنتر. مناضلٌ يمنيّ، جمع بين عِلم القيادة واتزان الفكر، ليقف منسّقًا عامًا، ومستشارًا، ومرجعية فكرية وإعلامية في خضم دوامات الصراع الإقليمي.
*قائد الجبهة الإعلامية وصانع التأثير*
منذ انطلاق العدوان على اليمن، تولّى عنتر باقتدار مهام القيادة الإعلامية في الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي، مجسدًا دورًا محوريًا في كشف الحقيقة وتوثيق جرائم العدوان أمام العالم.
بفضل جهوده لم تكن وسائل الإعلام اليمنية مجرد ناقل أخبار، بل منصة مقاومة وفجر وعي. سلاحه القلم، وصوته العلني في ساحات الحقّ صدى يخشاه أعداء الحقيقة.
*البناء الفكري لمنظومة مقاومة*
ليس الإعلام وحده، بل الفكر والرؤية الاستراتيجية. عنتر لم يكتف بدور إعلامي بل كان محورًا لتجميع الأقلام الحرة من دول المحور، ومحاولة لنسج وحدة رأي ضدّ مشاريع التمزق والتطبيع.
من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات، ساهم في بلورة خطاب واضح مضاد للتطبيع، مدافع عن فلسطين واليمن وكل قضايانا العادلة.
*صانع القرار وصوت الحكمة*
كمنسّق عام ومستشار رسمي، لم يكن عنتر رجلاً منقطعة متفرغًا للإعلام فقط، بل عقل دولة. مواقفه تأتي من منطلق وطني وإيماني عميق. في حواراته وتحليلاته للرأي العام، صوّر اليمن ليس كضحية، بل كفاعل، كمنهج مقاومة، كعنوان سيادة وقرار.
هو من أعاد الاعتبار للدبلوماسية الإعلامية، وللصوت اليمني المستقل، في لحظة ضعف عالمي تجاه العدوان.
*إنسان من رحم المعاناة، يمدّ يد العون والإخاء*
لكن رغم ثقله القيادي، يظل عنتر إنسانًا بامتياز. من يعرفه عن قرب يشهد له بسخاء اليد وحنكة القلب؛ يمدّ العون للكتاب الشباب، يفتح أبواب الدعم لكل من يعتنق فكرة الحقّ، لا يميز بين كبير وصغير، بل بين مخلص ومنافق.
في زمن التفرق والانقسام، بلغ من تواضعه أن صار رمزا للرجولة الفاعلة، وقيمة إنسانية لا تُضاهى.
*لماذا حميد عنتر مثال قدوة؟*
لأنه جمع بين:
– رؤية استشرافية لما بعد الحرب، ترسم خارطة إعلامية وفكرية
– رباطة جأش في وقت الانكسار، ثبات في لحظة الهزيمة رأي راسخ مبني على حقائق ومعادلات لا على شعارات
– قلم مقاوم يفضح الاستبداد الإعلامي والروايات المفبركة
– إنسانية تتحول إلى جسور تواصل ودعم لكل المخلصين
ويظل اسم العميد السيد حميد عبدالقادر عنتر، علامة فارقة في مسار الوعي المقاوم، ورمزًا للقيادة الواعية التي جمعت بين الإيمان العميق بالقضية، والفعل الصادق في الميدان، والكلمة الحرة التي لا تُشترى.
لقد استطاع أن يُحوّل المنابر الإعلامية إلى خنادق مقاومة، والبيانات السياسية إلى مواقف وطنية جريئة، واللقاءات الفكرية إلى منصات تنوير للأمة. لم يكن مجرد صوت، بل كان صوتًا ومعنى، حبرًا وقرارًا، مشروعًا وموقفًا.
وفي كل هذا، لم يكن منفردًا، بل صنع حوله كوكبة من الأحرار، وحاضنة فكرية لكل كاتب مقاوم، ولكل صحفي شريف، ولكل مشروع وطني حر. أسّس مسارًا لا يتبع التبعية، ولا يهادن في الحق، ولا يساوم على المبدأ.
له الفضل في احتضان الأقلام المغمورة وإيصالها للمنصات الدولية، وإعطاء الفرص لمن لا صوت لهم. حمل همّ الوطن، وهمّ الأمة، في قلبه وقلمه وسلوكه، وكان — ولا يزال — جسرًا بين الداخل المقاوم والخارج الحر، ينقل الحقيقة ويدافع عن المظلومية.
وحين نكتب عنه، فإننا نكتب عن مدرسة لا تختزل في شخص، بل في مسيرة، وعن شخصية لا توزن بكلمات، بل بمواقف. نكتب عن رجل الدولة حين عزّ الرجال، وعن صوت المقاومة حين خمدت بعض الأصوات، وعن صبر الحكماء حين ضجّت الفوضى.
لك يا سيدي العميد كل الامتنان، وكل التقدير، ولك في القلب مساحة لا يشغلها سواك من أهل الوفاء. ومن حق كل صاحب قضية أن يعتزّ بوجودك في صفّه، ومن حق الوطن أن يفتخر بأن بين أبنائه من يشبهك.
دمت راية عالية في سماء المبدأ، وصوتًا نقيًا في زمن التزييف، وذخرًا لكل حرّ لا يزال يقاوم بالكلمة والموقف.
الكاتبة من اليمن