الراهبات النمساويات المتمردات يرفضن عرض الكنيسة بشأن احتلال الدير

شبكة الشرق الأوسط نيوز  : رفضت مجموعة من الراهبات عرضا من الكنيسة الكاثوليكية بالبقاء في الدير الذي قمن باحتلاله في النمسا.

وقالت متحدثة باسم الراهبات الكاثوليك يوم الجمعة إن “الأخوات الثلاث قررن بالإجماع، لأسباب قانونية، عدم التوقيع على هذا الاتفاق”، مضيفة أن الشروط غير مقبولة.

وقالت إنه لن يتم السماح للأخوات ومقدمي الرعاية لهن بالتعبير عن أنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت أن هذا سيحرم الراهبات من حمايتهن من جانب الجمهور المهتم.

وذكرت المتحدثة أيضا أن الوعد المزعوم من جانب الكنيسة بأن الراهبات يمكنهن البقاء في الدير بالقرب من سالزبورج إذا التزمن بالشروط كان فقط “حتى إشعار آخر” ولا قيمة له من الناحية القانونية.

وكانت الراهبات يستجبن لعرض من الكنيسة، والذي أشار إلى ضرورة أن يتم تسجيل الراهبات للحصول على مكان في دار للرعاية لاستخدامه إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى ذلك، يجب إعادة النظر في دور مقدمي الرعاية. وأضاف أنهن سيكن موضع ترحيب كضيوف في الدير، لكن مشاركتهن الواسعة لم تعد ضرورية.

وأشار العرض إلى أن “ستتم إعادة المرفق اللازم للحياة الروحية في الدير”.

وقضية الراهبات النمساويات الثلاث تتعلق بثلاث راهبات مسنات في الثمانينيات من العمر، هربن من دار رعاية للمسنين نقلن إليه قسرا في نهاية 2023، وعدن إلى ديرهن القديم في بلدة إلسبتن قرب سالزبورغ، ما فتح نزاعا حادا مع السلطات الكنسية حول حقهن في البقاء هناك حتى نهاية حياتهن.​

الراهبات الثلاث هن برناديت، وريتا، وريجينا، وكن يعشن منذ عقود في دير غولدنشتاين قبل أن تُنقل الجماعة إلى دار رعاية بحجة تقدم السن وتقلص عدد الراهبات. تؤكد الراهبات أن نقلهن تم خلافا لرغبتهن، وأنهن وقعن وثائق تتعلق بملكية الدير ومواردهن المالية دون إدراك كامل لتبعاتها، ما أثار شبهات حول استغلال ثقتهم بالمسؤولين الكنسيين.​

في سبتمبر 2025، عادت الراهبات إلى الدير بمساعدة تلاميذ سابقين وصانع مفاتيح، وبدأن العيش فيه رغم إغلاقه رسميا، مع دعم متطوعين يؤمنون لهن الطعام والكهرباء وينشرون يومياتهن على وسائل التواصل. أثار ذلك غضب بعض المسؤولين الكنسيين الذين طالبوا بعودتهن إلى دار الرعاية واعتبروا بقاءهن في المبنى “غير مفهوم” من حيث السلامة والقانون الكنسي.​

ومع اتساع التضامن الشعبي والإعلامي، حصلت الراهبات على مهلة قانونية مؤقتة تخول لهن البقاء في الدير ريثما تحسم القضية بين المحاكم والسلطات الكنسية بشأن الإقامة والملكية. تبرز هذه القضية إشكاليات أوسع تتعلق بوضع الجماعات الرهبانية الصغيرة والمتقدمة في السن في أوروبا، وكيفية إدارة أديرتها وأموالها بعد تقلص عدد الأعضاء.

 

المصدر: أ ب

قد يعجبك ايضا