عندما يتحول الولاء إلى الفصيل أو التنظيم تسقط هيبة الوطن
بقلم د. تيسير فتوح حجه …..
الأمين العام لحركة
عداله.
في اللحظة التي يتحوّل فيها ولاء المواطن من الوطن إلى الفصيل، ومن المصلحة العامة إلى المصلحة التنظيمية، يبدأ ميزان القيم بالانهيار. فالوطن الذي يعلو فيه صوت الحزب فوق صوت القانون، وتتقدّم فيه المصالح الفئوية على الحقوق الوطنية، يفقد شيئاً أساسياً من هيبته وقدرته على الصمود.
لقد عانى المجتمع الفلسطيني طويلاً من ظاهرة تغوّل الفصائل على مؤسسات الدولة، حتى باتت الانتماءات الحزبية تُقدَّم على الكفاءة، والمسؤولية تُوزَّع بالمحاصصة، والقرار الوطني يُختَطَف لصالح أجندات ضيقة لا تخدم المشروع التحرري ولا نضال الشعب.
إن حركة عداله تؤمن أن قوة الشعب لا تُقاس بعدد الرايات، بل بقدرتها على الاجتماع تحت راية واحدة: راية فلسطين. ومن هنا نؤكد أن احترام القانون، وتعزيز دور المؤسسات، وإعادة الاعتبار لهيبة الدولة، هي شروط لا غنى عنها لاستعادة الثقة وبناء مجتمع يليق بتضحيات الشهداء والأسرى والجرحى.
وإذا أردنا للوطن أن ينهض، فلا بد أن يتحرر القرار الوطني من سطوة التنظيمات، وأن يعود الولاء الأول والأخير للفلسطيني البسيط الذي ينتظر عدالة الفرص، وسيادة القانون، وكرامة العيش. فالوطن أكبر من أي حزب، وأسمى من أي شعار، وأقدس من أن يُختَزل في إطار فصيل أو تنظيم.
إن سقوط هيبة الوطن لا يبدأ من ضعف مؤسساته فقط، بل من ضعف ولائنا له. وحين يعود الولاء للوطن أولاً… تستقيم البوصلة، وتقوى الدولة، ويستعيد الشعب ثقته بأن هذا الوطن ملكٌ للجميع وليس حكراً على أحد.
الكاتب من فلسطين