رمز الإرادة والأمل وأيقونة النضال اليمني

#✍🏻/عفاف _فيصل _صالح  …..

 

حميد عبدالقادر عنتر، هو مثال حي للإنسان الذي يربط بين الأمل والإرادة، وبين النضال والسير نحو تحقيق العدالة. في زمنٍ عاصف كاد فيه الصمت أن يكون سلاحًا يُستخدم ضد الإنسانية، كان هو الصوت الذي يجهر ليقول: “لا”، ليقف مدافعا عن حقوق الشعب اليمني في أحلك الظروف وأكثرها مأساوية.

انطلقت مسيرته، مدفوعة بشغف للنضال واحتضان للقيم النبيلة. تعكس إنجازاته عزم لا يلين؛ فقد أسس الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء في وقت كانت فيه الإنسانية تُختبر، مُساهما في إيقاظ ضمير العالم ليعي حجم المآسي. وقد جاهد في سبيل إيصال مظلومية الناس، راسمًا ملامح أمل رغم أهوال الحرب، مستندًا إلى عزيمة تنبض بالحياة.

إن مساعي الأستاذ حميد عبد القادر عنتر في الحقل السياسي والإعلامي لم تكن مجرد واجبات وظيفية، بل كانت دعوة إنسانية صادقة تحمل في صفحاتها معاني التضحية والإيثار. إذ عمل على إنشاء شبكة من العلاقات مع الشخصيات والمنظمات، مُبرزًا صورة اليمن الجريحة، وكاشفًا للحقائق التي تتجاوز حدود الجغرافيا، مؤمنًا بأن الكلمة أقوى من الرصاصة وأن الفعل الإنساني لا يمكن أن يُقهر بعنفوان الطغاة.

أعماله لا تتوقف عند حدود الجغرافيا، بل تتجاوزها لتؤكد على ضرورة التضامن بين الشعوب في مواجهة الظلم. فكلماته وأفعاله تُلهم كل من يسعى نحو الحرية والعدالة، تاركًا أثرًا عميقًا في النفوس. بحضورٍ قوي وصوتٍ مؤثر، سيبقى العميد حميد عبدالقادر عنتر رمزًا لكل عمل نبيل، ساعيًا نحو بناء غدٍ أفضل لشعبه ووطنه، حتى انتصار القضية وتحقيق العدالة.

يجب علينا أن نتذكر أن العظماء ليسوا من يعيشون في أبراج العاج، بل هم الذين يضعون ثقة العالم في أيديهم ليشكلوا مستقبلًا يحمل في طياته آمال الشعوب.

و من خلال زمن تتلاطم فيه أمواج الحروب وتشتد فيه غزو المعلومات، يُعَدُّ الأستاذ حميد عبد القادر عنتر رمزاً للمقاومة الإعلامية اليمنية، وقوة دافعة نحو الحق والعدالة. لقد استطاع أن ينتزع صوت الشعب اليمني من ظلمات الصمت، محولاً أزماته إلى قصص من الشجاعة والتحدي.

بهمته العالية وإرادته الصلبة، قاد جبهة إعلامية لم يقتصر تأثيرها على الداخل اليمني، بل تجاوزت الحدود لتصل إلى محافل العالم، مُبَلِّغَةً عن معاناة شعبه ومناصرة قضاياه العادلة. من خلال إرسائه لصلات قوية بين الكتّاب والمفكرين، أنشأ عالماً من التضامن والعمل الجماعي، مما عرّى أكاذيب القوى المناهضة للحق.

إنه اليوم يكتب سطور التاريخ من ميدان المعركة الإعلامية، حيث يسعى بجد لفضح التضليل وكشف الحقائق. صوته، الذي يتردد في قاعات مجلس الأمن، أصبح رمزاً لرفض الظلم ولحقيقة معاناة أُناس تم التغاضي عنهم. في كل كلمة يخطها، ينقل رسالة من يأس إلى أمل، ومن ظلم إلى براءة، مُعلناً أن بلادنا اليمن ستكون دائماً حاضرة في ساحات النضال بالمعرفة والكلمة.

حميد عنتر، بإرادته الصلبة، وبفكره النيِّر، يبقى دوماً في طليعة الغيارى الذين يدافعون عن قضيتهم، ويؤكد أن المعارك الإعلامية هي امتداد للمعارك في الميدان. فليكن اسمه عالقاً في ذاكرة الأحرار، ولتظل جهوده منارة تلهم الأجيال القادمة.

إن البطولة والشجاعة التي يتمتع بهما العميد حميد عبد القادر عنتر تجسد روح المقاومة اليمنية الحقيقية. منذ بدء العدوان، قاد جبهته الإعلامية بجدارة، مسلطًا الضوء على مظلومية اليمن وفلسطين ولبنان، ومجمعًا حوله كوكبة من المفكرين والكتاب. تتمثل إنجازاته في بناء خندق إعلامي صلب في مواجهة الظلم، وقد أسهمت جهوده في تعزيز الوعي العربي والعالمي بقضية بلاده. بجانب دوره الإعلامي، يتميز العميد عنتر بجوانبه الإنسانية ودعمه للشباب والكُتاب، مما يجعله رمزًا حقيقيًا للتضحية والالتزام. ندعو الجميع لتقدير جهوده، فهو مثال يحتذى به في مسيرة النضال الوطني والدفاع عن القيم الإنسانية.

في عالم تتداخل فيه الحقائق مع الأماني، يظهر العميد حميد عبد القادر عنتر كقنديل يضيء دروب الأمل في أحلك الليالي. مؤلفاته، التي تتوزع بين الكتب والمقالات، تأخذنا في رحلة طويلة عبر الزمن، تسرد حكايات لا تنتهي من الصمود والمعاناة، وتعيد صياغة الكلمة لتكون سلاحًا في وجه أعداء الإنسانية.

من خلال كتابه “من اليمن المحاصر”، يجد القارئ نفسه أمام مرآة تعكس ما يعانيه الشعب اليمني من آلام وآمال، وكأن الحروف تتنفس الألم وتصيح بملء جوفها: “هنا نحن، لا ننسى ولا نغفر”. هذه الكلمات ليست مجرد نصوص، بل صرخات حرية ترسم واقعًا من الألم والأمل، تدفع كل ضمير حي للإحساس بواجب المسؤولية.

في كل سطر من مذكراته، تتجلى شجاعة هذا الرجل، الذي لم يكتفِ بأن يكون فقط ناقلًا للحقائق، بل أصبح صوتًا للمظلومين، يحمل على كاهله قضايا وطن بأسره، مستندًا إلى أسطورةٍ عائلية عظيمة تضم ثلاثة أبناء وبنتين، يشبهون في أخلاقهم و إيمانهم والدهم، والذين سيكون لديهم ما يُحكى عن إرث الصمود والمقاومة.

فكل مؤلفاته وأبحاثه، محطات تذكير للعالم بأن هناك إنسانًا يقف بثبات في وجه المآسي، مُعطيًا دروسًا في التضحية والعطاء. إن العميد حميد عبد القادر عنتر هو رمز للفخر العربي، ورسالته ستظل نابضة في قلوب الأحرار، تشد من أزرهم، وترتقي بهم نحو آفاق جديدة من الوعي والإدراك.

فليكن كل حرف كُتب برعاية و ثبات، وكل فكرة سُردت بحماس، دعوة للالتفاف حول القضية، وتوحيد الجهود لإنهاء دائرة الظلم. فالقلم، كما يعلمنا العميد، هو أداة التحرير، وهو سلاحٌ لا يصدأ. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الأطهار، الذين هم رمز العزة و الصمود و النصر في كل زمان ومكان…

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا