المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى قيادة تجعل مصالحه القومية والوطنية فوق أي مصلحة خاصة
بقلم: د. تيسير فتوح حجّه ….
– الأمين العام
لحركة عدالة.
يمرّ المجتمع الفلسطيني اليوم بواحدة من أدقّ المراحل التاريخية وأكثرها حساسية، مرحلة تتطلب قيادة استثنائية تمتلك القدرة على التفكير بمصالح الوطن الكبرى، لا بمصالح الأفراد أو الفصائل. فقد أثبتت التجارب أنّ الشعوب التي وضعت أهدافها القومية فوق كل اعتبار استطاعت أن تصنع نهضتها، وتواجه أزماتها، وتحمي ثوابتها وحقوقها.
لكن الواقع الفلسطيني يعاني منذ سنوات من حالة ارتباك وغياب واضح لأولويات العمل الوطني. كثير من الملفات تدار بعقلية ضيقة، وكثير من الفرص ضاعت لأن القيادات قدّمت الحسابات الشخصية على المصلحة العامة. وفي ظلّ الاحتلال، والانقسام السياسي، وتراجع ثقة المواطن بالمؤسسات، تصبح الحاجة ماسة لقيادة وطنية متجردة تمتلك رؤية ومسؤولية وقدرة على اتخاذ قرار نظيف وشجاع.
القيادة التي يستحقها شعبنا هي قيادة:
توحّد ولا تفرّق، وتعيد اللحمة للنظام السياسي الفلسطيني.
تفكر بفلسطين أولاً، وتتعامل مع القضايا بمنطق وطني لا فصائلي.
تتحمّل مسؤولياتها أمام الناس، وتعمل بشفافية ونزاهة.
تستشعر هموم الشعب وتبني سياساتها وفق احتياجاته، لا وفق مصالح الأفراد أو المحيط الضيق.
تمتلك الشجاعة الأخلاقية والسياسية لاتخاذ قرارات صعبة حين يكون الوطن هو الثمن.
لقد دفعت قضيتنا أثمانًا باهظة لأنّ المصالح الخاصة تسلّلت إلى مواقع صنع القرار. وكلما تراجعت المصلحة الوطنية أمام الشخصنة، ضعفت الجبهة الداخلية، وتعمّق العجز، وضاعفت إسرائيل من استغلال هذا الواقع.
وفي هذا السياق، تؤكد حركة “عدالة” أنّ الطريق نحو استعادة ثقة الشعب، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، يبدأ من قيادة صادقة تضع الوطن فوق كل شيء، وتتحمّل مسؤولياتها التاريخية، وتعمل على تجديد الحياة السياسية، وتعزيز النزاهة، وصون الحقوق، وبناء مشروع
وطني جامع.
إنّ فلسطين اليوم بحاجة إلى قيادة تشبه شعبها: صابرة، واعية، مخلصة، نظيفة اليد، تضع مستقبل الأمة فوق كل المكاسب الصغيرة. فالوطن أكبر من الجميع، والكرامة الوطنية أسمى من المناصب، والمصلحة العامة أقدس من أي امتياز.
الكاتب من فلسطين