غزة والسودان وحضرموت شقيقات بلا أم

✍🏻 #عفاف_ فيصل_ صالح  …..

#عضو الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي

في زوايا هذا العالم المتلاطم، تبدو غزة والسودان وحضرموت كأخواتٍ يعانقن الحزن، يتامى في حضن الزمن، لا أم تحنو عليهن، ولا أب يمتدّ لهن بيد الأمان. يتجرّع كلٌ منهن ألم الفقد، وفقدان الأمل، تحت خذلانٍ عميقٍ من العالم الخارجي. أوَّاه يا وطني، كيف تجرأتَ الحياة أن تُدير ظهرها لفلذات كبدك؟

في كل زاوية من غزة، يُقتَل الرجال، وتُسلب الأرواح، وتُجفف الطفولة. هناك، تُمزق الأجساد تحت وطأة القصف، ويحرق الألم قلوب الأمهات الثكالى. في السودان، قسوة الغدر تلاحق الأحلام، وترسم على الوجوه مآسي إنسانية لا تُحتمل. والمشهد في حضرموت ليس بأفضل حالًا، فالأحزان تتكرر ككابوسٍ يُطارد أبناء هذا الوطن الجريح.

أين الرحمة التي منحتها الأديان؟ أين ضياء الأخلاق الذي أُشعل في قلوب البشر؟ لقد ركضت أمتنا وراء الغرب، تبحث عن النور في كهوف الظلام، ولكنها وقعت فريسة لأصوات تحيط بها، قذفت شظايا شؤمٍ في كيانها. أمسى الإسلام طائرًا مقصوص الجناحين، يحلق في أفق شائك، وتنزف أزهاره قهرًا في أراضٍ كانت يومًا جنة.

طال الخريف على بلاد الطيبين، متى يأتي الربيع؟ لا أقصد هنا الربيع بصفاته الطبيعية، بل ربيع الإسلام الذي يبعث الأمل إلى قلوبٍ ظامئة، كأرضٍ عطشى في صيف جافّ. قلوبنا تحتاج إلى زخة مطرٍ كي تُزهر كالنباتات بعد العواصف. كم من صرخاتٍ ملأت الفضاء، تنادي بحوجتنا إلى عدالةٍ غائبة، ورحابة قلبٍ تستوعب الأوجاع وتعيد بناء الأمل.

يجب علينا أن نتقدم إلى الأمام، لنعيد نسج خيوط الوحدة والمحبة، أن نسمو فوق جراحاتنا، ونلتقط أحلامنا التي تسربت بين الأيادي. دعونا نصنع من الألم مهدًا للأمل، ومن اليأس دافعًا للتغيير، فنحن أبناء وطنٍ واحد، نُعاني معًا ونحلم معًا. متى ستُزهر قلوبنا لتكون شجرةً تصفح فيها الرياح، وتُثمر فيها الأماني؟ قد آن الأوان لنسترد ما فقدناه، وننهض مجددًا من بين الرماد، عازمين على بناء مستقبلٍ يُشرق فيه الإسلام من جديد.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا