لا لمشاريع الانفصال والتمزيق
فهمي اليوسفي ……
ثمة ملامح توحي ان الطرف الانجلوإمريكية والسعيوإماراتي + اسرائيل يعد ويحضر لمشاريع انفصالية وتمزيقية للمحافظات اليمنية الخاضعة لإدارة المرتزقة . .
ما جرى ويجري هذه الايام وتحديدا في المحافظات الشرقية (حضرموت والمهرة وشبوة ) مؤشرا ان هناك توافق مبطن بين دول لندن وواشنطن والرياض وابوظبي+ اسرائيل على مشروع الانفصال والتمزيق لليمن أي المخطط يكون كما كان ابان مرحلة التشطير بل توحي بعض المعطيات ان ضمن هذا المشروع التي تنفذه اجندات العمالة والارتزاق في تلك المحافظات ضم (محافظتي تعز ومارب لهذا المشروع ) وتحديدا المديريات الخاضعة لإدارة المرتزقة وفي مقدمة تلك الاجندات المحسوبة على الامارات (الانتقالي وطارق عفاش ) مع توافق الاطراف على اخراج حزب الاصلاح من المشهد واستبداله بالسلفيين الوهابيين الذي من المحتمل لعدة اسباب ابرزها ان هذا الحزب فشل من تحقيق اهداف دول تحالف العدوان على مدى عشر سنوات رغم كل الاموال التي تلقاها والدعم العسكري واللوجستي وغيره من دول تحالف العدوان مما جعل الدول الداعمة لهذا الحزب محرجة امام الغرف الصهيونية وتحديدا قطر وتركيا.
الاعداد والتحضير لمشاريع الانفصال والتمزيق من قبل منظومة تلك الاطراف ووفقا لبعض المؤشرات والمعطيات التي تنظر اليها هذه المنظومة كضرورة حتمية يفرضها واقع اليوم على ضوء المتغيرات الدولية والاقليمية من المحتمل لعدة اسباب نشير لنموذج من عناوينها.
.. وصول الناتو الغربي والعربي+ اسرائيل لقناعة ذاتية انه من المستحيل الحاق اي هزيمة بسلطات صنعاء بقوة السلاح الغربي على قاعدة التجارب أكبر برهان كما برهن واقع المعارك الميدانية على مدى عشر سنوات بعد ان اكد الواقع ان القوى المعادية لليمن لم تستطيع كسر الإرادة التي تسلحت بها صنعاء ولان الاطراف المعادية التي جندت جواسيس بالكم والكيف قد لمست انها كلما راهنت على المكنة العسكرية كلما ازدادت صنعاء قوة وتماسكا وتطورا متسارع خصوصاً في مجال التصنيع العسكري تجلى ذلك بصناعة الصواريخ الفرص صوتية والطيران المسير الذي وصل الى العمق الاسرائيلي ودول تحالف العدوان ومواجهة فخر الصناعات الغربية التي لم تفلح حاملات الطائرات الامريكية والبريطانية وغيرها من كسر إرادة صنعاء وبإعتراف الرئيس الامريكي ترامب مع ان هذا الفشل زاد من قلق الغرب واسرائيل والانظمة المطبعة بل أصبح يزداد وبالذات حين تمكنت الأجهزة الامنية بصنعاء القبض والاحباط لشبكات الجواسيس التي تعمل لصالح الدول الخارجية وهنا انصدم الناتو واسرائيل ودول البترودلار بفشلهم الاستخباراتي بحكم ان هذا الفشل اصبح فشلا عسكريا ولان شعورهم بذلك يعني ارتفاع درجه القلق والهستيريا خوفاً على مصالحهم في المنطقة الأمر الذي جعل المنظومة الغربية + اسرائيل ودول البترودلار تبحث عن مشروع يمكنهم كحد ادنى الحفاظ على مصالحهم بالمنطقة واحكام قبضتهم على المحافظات اليمنية الخاضعة لسلطات اجندات العمالة والارتزاق كما وصلت هذه المنظومة لقناعة ذاتية انها لم تحقق شيء من خلال الحصار الاقتصادي لصنعاء ولم تستطيع تحقيق اهدافها من خلال ارسال الوساطات بل اخفقت من تحقيقها وفوق هذا وذلك لم تتراجع صنعاء عن النقاط التي وضعتها على طاولة الحوار الندي بينها وبين الرياض عبر الوسيط العماني كما ان الرباعية تعتبر ان تنفيذها لمجمل الاتفاقات التي تم التوصل اليها في سلطنة عمان بالعديد من الجولات لا يخدم تحقيق اهدافها ومطامعها في اليمن بل يعتبرون تنفيذها حتى من قبل الرياض وابو ظبي يمثل هزيمة لتلك المنظومة المعادية وسوف يخدم صنعاء . ومع ذلك لم تستطيع تلك الاطراف المعادية كسر الارادة الفولاذية للقيادة الثورية والسياسية بصنعاء ولن يعفي الكوكتيل الخليجي من دفع فاتورة عدوانها على اليمن فاصبح من الصعب لذاك الكوكتيل الزام صنعاء على تقديم ادنى تنازلات او حتى على مستوى ضمان الحفاظ على الاراضي المغتصبة اليمنية من قبل الكيان السعودي . كما ان هذا الطرف( الانجلوبريطاني والسعيوإماراتي) يعتبر ان الخوض في حربا مع صنعاء في الوقت الراهن سوف يزيد الطين بله ويؤثر على الداخل في الكوكتيل الخليجي وعلى المصالح الغربية برمتها في المنطقة بعد ان اصبحت تلك المنظومة على يقين ان صنعاء عازمة على تحرير كافة المحافظات الخاضعة لإدارة اجندات تلك الدول المعادية والطامعة في اليمن ولن يجعل تلك مرتزقتها تعيش في رخاء وامان ونظرا لذلك من وجهة نظري الشخصية اي وفقا لقراءتي لم تجد تلطك الاطراف +اسرائيل طريقا تسلكه خوفا من طوفان صنعاء سوى الاعداد والتحضير بشكل متسارع لمشروع انفصال من طراز جديد يضاف اليه بعض المديريات من محافظتي تعز ومارب والترتيب لاعترافا دوليا عبر الناتو وكوكتيل البترودلار كمرحلة اولى ليكون ذلك بوابة الولوج لمراحل مستقبلية ترتكز على تقسيم المقسم بما يكفل لتلك الاطراف تحقيق ادنى مصفوفة من الاهداف التي رسمتها وما تيسر منها الآتي.
… المسارعة في الاعداد لمشروع الانفصال ليس كما كان في مرحلة التشطير بل يضاف اليه بعض المديريات من محافظتي تعز ومارب وما جرى ويجري في بعض المديريات بمحافظة تعز الخاضعة لإدارة المرتزقة مؤشرا على ذلك وما تسرب من مطبخ المرتزق الزبيدي ( عن مشروع الانفصال وضم محافظتي تعز ومارب . فإن ذاك التسريب مؤشرا لهذا المشروع باعتباره من وجهة نظر الطرف المضاد يقطع الخط امام صنعاء من تحرير تلك المحافظات وحماية ما تم اغتصابه من سيادة اليمن خلال العقود المنصرمة من قبل كوكتيل الخليج وتحديدا الكيان السعودي ولن يجعل هذا الكوكتيل دفع ثمن الثروات التي تنهب من تلك الاراضي اليمنية المغتصبة ويضمن عدم فتح ملف تلك الاراضي اليمنية المغتصبة بل سوف يكفل لتلك المنظومة المعادية لصنعاء الحفاظ كحد ادنى على كل المصالح والمطامع القديمة والحديثة للغرب والخليج وكذا اسرائيل .
.. لان هذا المشروع( الإنفصال والتمزيق) لن يجعل دول العدوان تدفع فاتورة عدوانها على اليمن بل سيمكنها من التنصل والتهرب من تنفيذ اي اتفاق مع صنعاء عبر الوساطة العمانية بإعتبار تنفيذ ذلك يمثل إعترافا بشرعية صنعاء.
.. لان هذا المشروع ( الإنفصال والتمزيق) سيمكن الغرب واسرائيل الاستمرار من بناء قواعد عسكرية في المحافظات التي ترفع اعلام الانفصال او الساحل الغربي وتامين السيطرة الكاملة على مضيق باب المندب .
..لان هذا المشروع ( الإنفصال والتمزيق) سوف يجعل الغرب والخليج+ اسرائيل تعيد التفكير والتنظيم عن كيفية بناء اجندات وجواسيس جديدة في المحافظات الخاضعة لسلطات صنعاء باعتبار ذلك يكفل استمرارية المصالح الغير مشروعة للناتو والخليج في تلك المحافظات ويجعل الثروات التي في باطنها مستمرة بيد اللوبيات الصهيونية ذات الطابع اللصوصي للناتو على غرار ماهو جاري بالسودان وليبيا وسوريا. ولان ذلك سيجعل صنعاء لا تستفيد من اي موارد للثروة النفطية وغيرها الواقعة بتلك المحافظات أي سيجعل صنعاء تعيش ازمات إقتصادية مستمرة .
.. لان هذا المشروع ( الإنفصال والتمزيق) سوف يساهم في عزل روسيا والصين وايران مع بقيه دول البريكس في الجزيرة العربية ويصب نحو مشاريع الفوضى والتقسيم والتمزيق للعديد من دول المنطقة كما هو جاري في السودان او ليبيا او سوريا ولكي يكون هذا المشروع عاملا لإضعاف محور المقاومة.
.. مؤشرات هذا المشروع ( الانفصال والتمزيق ) تتجلى من خلال البرنامج الأمريكي في المنطقة الذي يرتكز على تقسيم المقسم ويقاس من زاوية أخرى لمشروع الصهيوني أنور عشقي الذي روجت له الأندية والمحافل الصهيونية . حين قال ( في الجزيرة العربية «حقل نفطي واعد في الربع الخالي، سوف يلزم دول مجلس التعاون الخليجي واليمن أن تتحد لحمايته وحماية مكتسباتها»، وأضاف ( أما حقل أوغادين الواعد في أفريقيا فسوف يوحد القرن الأفريقي برئاسة إثيوبيا، وسوف يتم بناء جسر بين القرن الأفريقي والجزيرة العربية هو جسر النور، الذي يربط بين مدينة النور في جيبوتي واليمن.) ويقصد في الساحل الغربي تعز .
بمعنى أنه أشار الى ثلاث مرتكزات جيوسياسية واقتصادية لابد من ربطها ببعض لتكون كمحركات للمشاريع السياسية القادمة التي لابد من ربطها معا انطلاقا من الربع الخالي الى اثيوبيا ثم جيبوتي ثم اليمن، وهذا ما يتطلب أنهاء الحرب اليمنية أولا ، وفصل اليمن الجنوبي ثانيا لتنفيذ مشروع ربط جيبوتي بعدن ، ثم الاستعداد للتواصل مع أثيوبيا التي ستصبح مرتكز القوة في بدل مصر في افريقيا خلال المرحلة المقبلة، ولعل مشروع الجسر الرابط بين السعودية ومصر هو مقدمة لهذا المشروع المستقبلي.
ثم قدم عشقي سبع خطوات كخارطة عمل يمكن ان تجمع السعودية وإسرائيل قابلة للتعاون بينهم، الأول حين قال:« تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل، الثاني: تغيير النظام السياسي في إيران، الثالث: وحدة مجلس التعاون، الرابع: تحقيق السلام في اليمن وإحياء الميناء الحر في عدن، الخامس: إنشاء قوة عربية بمباركة أوروبية وأمريكية لحماية الدول الخليجية والمحافظة على الاستقرار،
أما بالنسبة للمعسكرات التي قامت السعودية والإمارات بتأسيسها في تلك المحافظات المخصصة اليوم للتيار الوهابي السلفي وتم تسميتها ( درع الوطن ) لكي يظل الغرب والخليج مستمر في الغلاط والتضليل على أنه يكافح الإرهاب بحيث يمنح إستراحة موقته لفصائل الوهابية الأخرى كحزب الإصلاح واولاد هذا الحزب من القاعدة وداعش وأنصار الشريعة بحيث يحل محل هذا الحزب تيار وهابي آخر وهو السلفي ليتولى تعميق وتوسعة الفوضى والتدعيش بتلك المحافظات وللقضاء على اي تطلعات القوى الثورية في المربع الجنوبي وقليل من الساحل الغربي يصب نحو تجسيد ثقافة العمالة وقتل الأدمغة المستنيرة وإستهداف التيارات الصوفية والقضاء على مكتسباتها الفكرية والدينية وتدمير كل المعالم التاريخية ليكون هذا التيار رديفا أساسا لمرتزقة الانتقالي أو طارق عفاش. فلا غرابة تسليم المعسكرات لمرتزقة الانتقالي وطارق عفاش والتيار السلفي في المحافظات الشرقية ( حضرموت والمهرة وشبوة ثم الاتجاه نحو مارب ) وصمت مرتزقة العليمي وإرسال وفد من الرياض لحضرموت ليس من أجل حل المشاكل بين هذه الفصائل بل للإشراف على دور الاستلام والتسليم بين السلف والخلف وإخراج هذه المسرحية . وهذا دليل على إتفاق ووفاق بين الرباعية وإسرائيل لإخراج هذا المسلسل بحيث يصب نحو مشروع الانفصال والتمزيق اليمن وفقا لشهية الغرب . ..
على هذا الأساس تكون الصورة واضحة ولطالما أن صنعاء رفضت المساومة بسيادة اليمن وقالت بكل صراحة لا والف لا لأي تفريط بسيادة اليمن ونعم والف نعم على تحرير كل المحافظات الخاضعة لإدارة المرتزقة والتدعيش ولنفوذ منظومة الناتو وكوكتيل الخليج والرفض المطلق من قبل صنعاء للتطبيع مع الكيان الصهيوني وإصرارها على إستمرارية الإسناد لقضايا الجسد العربي والإسلامي في طليعتها القضية الفلسطينية والاستمرار في الضغط على الرياض على تنفيذ كافة الاستحقاقات المتفق عليها في مسقط وهذا الموقف لصنعاء حقا مشروع ومفخرة لها وللقيادة الثورية والسياسية في مقدمتها قائد الثورة السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله .
هنا لو أن صنعاء اتجهت نحو التصعيد المتسارع ضد تلك القوى الخارجية الداعمة للانفصال والتمزيق بهدف إجهاض هذه المشاريع التي تحاول تلك الاطراف المعادية إستهداف الوحدة اليمنية لان الاتجاه نحو التصعيد ودون تردد بأن تقول صنعاء لا للانفصال لا لتمزيق لليمن ونعم لاستعادة اليمن الكبرى وحضرموت الكبرى الموضحة جغرافية حضرموت الكبرى بإرشيف دول الكومنولث من عام ١٩٢٢م وبكافة الوثائق القديمة من عشرينيات واربعينات وخمسينيات القرن المنصرم مروراً بالسبعينات ومطلع القرن الحالي . ونعم لاستعادة الأراضي اليمنية المغتصبة من العقود المنصرمة والزام الدول التي تنهب الثروات في تلك المناطق من الماضي للحاضر بدفع ثمن تلك الثروات المنهوبة وطرد شركات الناتو من هذا المربع مع إتخاذ كل ما ينغي لإخراج وطرد كافة القوات الأجنبية من تلك المحافظات خلال أيام أو ساعات وفقا لما يقرره قائد الثورة مع تصويب التصعيد لبنك الأهداف بتلك الدول . فإن ذلك هو المراد والامل لعامة ابناء اليمن من شمال الشمال لأقصى الجنوب ليكون بوابة إستعادة اليمن الكبرى التي وضعت مداميكها الأولى دولة بني رسول مع الاستعداد للمواجهة والدعوة لتحالف دولي مع روسيا والصين وكوريا الشمالية وكل أحرار العالم ضد الإمبريالية الغربية والعربية وكافة الاطراف المتحالفة مع صوالين التغريب ودول البترودلار..
الكاتب من اليمن