عندما تغيب المعايير

بلال حسن التل  …..

 

في الاخبار ان حملات التفتيش والمداهمة التي تقوم بها وزارة التنمية الاحتماعية بالتعاون مع الجهات المختصة اسفرت خلال الاشهر العشرة الاولى من هذا العام عن ضبط مايقارب من عشرة الاف شخص يمتهن التسول، وهم من جميع الأعمار أطفال و صبية وشباب و كهول وشيوخ، ومن الجنسين ذكورا واناثا.

وفي المعلومات ايضا ان هناك شبكات و عصابات تشغل نسبة عاليه من هؤلاء المتسولين، الذين يتم احضارهم في الصباح الى اماكن ممارستهم للتسول بوسائل نقل مختلفة، ثم يتم جمعهم ومعهم غلة ذلك اليوم بنفس الطريقة ونفس وسائل النقل، وان هذه العصابات تشغل المتسولين على ورديات موزعة على ساعات الليل والنهار.

وفي المعلومات ايضا ان التحريات كشفت ان بعض المتسولين يمتلكون ارصدة مالية كبيرة في البنوك،و يمتلكون عقارات بعضها شقق سكنية وبعضها مخازن تجارية يؤجرونها بمبالغ كبيرة تزيد من تراكم ثرواتهم في البنوك. اي ان التوسل صار في بلدنا عملية نصب منظمة ضحيتها أردنيين يبحثون عن رضى الله فيقعون بين براثن من لايتقي الله.

وفي الاخبار ايضا ان اربعة وثلاثين الف شخصا تقدموا للجهات المختصة للحصول على لقب شيخ، وهو خبر يعني ضمن مايعنية ان والشيخة صارت وظيفة وهي في جوهرها ليست كذلك، وبالتالي فان الكثيرين ممن يعرفون (بشيوخ الصيني) وهو اصطلاح شعبي يطلق على كل ما هو مزور ورخيص، يحاولون اضفاء صفة الأصالة على زيفهم، وبالتالي على مايمارسونه من أعمال نصب تحت عباءة الشيخة المزيفة، تماما مثلما يفعل أولئك الذين يمارسون النصب تحت عباءة التسول، فالشيوخ المزيفين يستأجر معظمهم حاشية لزوم النصب، فيستغلون وقوع حوادث دم عشائرية كحوادث الدعس والصدم وصولا الى حوادث القتل، التي يرتكبها من لاسندا عشائريا له، اولمن لايعرف بالأصول العشاىرية، فيعرضون خدماتهم عليهم مقابل مبالغ مالبة كبيرة، وهو مايتنفى مع سلوك شيوخ العشائر الاصلاء. الذين يدفعون من جيوبهم في كثير من الأحيان لإصلاح ذات البين بين الناس.
طاهرة النصب المنظم تحت عباءة التسول، ومثلها ظاهرة النصب المنظم تحت عباءة الشيخة المزيفة تدلان على خلل كبير اصاب مجتمعنا يتمثل في غياب المعايير او تفريغها من مضامينها، مما يؤدي الى خلط الحابل بالنابل ليدفع المجتمع ثمن هذا الخلط الذي ان اوان اصلاحه.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا