انعقاد المؤتمر البيئي الأردني السابع بعنوان: “الانعكاسات البيئية للتطور الاقتصادي والاجتماعي..”
الباحث الكاتب حنا ميخائيل سلامة نعمان …..
أقامت نقابة الجيولوجيين الأردنيين بالتعاون مع وزارة البيئة وبرعايةٍ كريمةٍ من دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان مؤتمرها البيئي الأردني السابع بعنوان” الانعكاسات البيئية للتطور الاقتصادي والاجتماعي ومشاريع الإصحاح – الموازنات- البيئية”.
وقد افتتح اعمال المؤتمر مندوباً عن دولته وزير البيئة الدكتور أيمن سليمان. مؤكِّداً في كلمتهِ “أنَّ المؤتمرَ يشكل منصة وطنية مهمة للحوار وتبادل الخبرات حول القضايا البيئية ذات الأولوية، في وقتٍ يشهد فيه العالم تحديات متسارعة مرتبطة بالتغير المناخي وشح الموارد الطبيعية”. كما أشارَ” إلى أن دمج البعد البيئي في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي أصبح ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة” مضيفاً: ” أنَّ الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل العمل على تبني سياسات بيئية حديثة تتلاءَم مع أفضل الممارسات الدولية، وتدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزز كفاءة استخدام الموارد وَتحد من التلوث بما يسهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين”. وبيَّنَ: “أن وزارة البيئة تقود جهوداً وطنية في مجالات حماية الموارد الطبيعية والحد من تدهور الأراضي والتصحر والحفاظ على التنوع الحيوي إلى جانب تطوير التشريعات والسياسات البيئية وتعزيز الشراكة مع مختلف الجهات الرسمية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني”.
وفي كلمةٍ للأستاذ الدكتور الياس سلامة رئيس المؤتمر؛ رئيس اللجنة التحضيرية جاء فيها:” إنَّ هذا المؤتمر ليس مؤتمر مُحاسبةٍ بيئيةٍ فحسب، بل هو مؤتمر للاحتفال بما قُمنا به في الأردن من إنجازات لحماية بيئتنا بما في ذلك ما تمَّ سَنّه من قوانين وتشريعات تختص بالبيئة ” وأضاف: “إن هذا الاحتفال لا يتوقف بالاستكانة على ما تم إنجازه، بل هو مُنطلقٌ للتحفيز لتحقيق مزيدٍ من العمل والإنجازات “. وفي عَودةٍ مِن الدكتور سلامة إلى ما كان عليه الوضع البيئي وما آلَ إليه قال: ” قبل سبعين عاماً، كانت مَقدرةُ الأنظمة الطبيعية على التنقية ومعالجة الملوثات كافية وكفيلة لإبقاء البيئة سليمة، غير أنّهَ وكما هو معلومٌ فإن أي تطور اقتصادي أو تنموي أو اجتماعي يرتبط بتبعاتٍ بيئية، وبالتالي فإنَّ التطور الملحوظ الذي شهده الأردن حَملَ معه تَبِعاتٍ تمثَّلت بتأثيرات سلبيةٍ على عناصر البيئة من ماء وهواء وتربة ومساحات خضراء واكبَ هذا التغيرات المناخية بالإضافة للتحديات الطبيعية والجيولوجية “.
ويرى رئيس المؤتمر رئيس اللجنة التحضيرية؛ الدكتور الياس سلامة في توصياتهِ التي وردت في كلمتِه ومداخلاتهِ: “ضرورةً مُلحَّةً في تسريع مشروع التحلية في العقبة بغرضِِ تخفيفِ الضغوطِ الكميّة والنَّوعية على المياه الجوفية التي أخذت في النضوب المتسارع، وَفي تَردٍّ متزايد في النوعية، بحيث إن استمرت الأمور على حالها فإن المياه الجوفية ستخرُج من الموازنات المائية كمصدر مائي رئيسي”. كما يُشدِّد على: “أهمية القيام بدراسة استباقية عاجلة للمناطق المهددة بالانزلاقات والانهيارات الأرضية ووضع الحلول اللازمة وتنفيذ المشاريع على ضَوء ذلك لتفادي تحدياتها الخطيرة”. وَيُضيف: ” لقد باتت الحاجة ماسةً وضرورية لِتسوير الأراضي الواقعة ضمن حدود البلديات بهدفِ منع انجراف الأتربة إلى الشوارع وإلى شبكات تصريف مياه الأمطار مما يؤدي بالتالي إلى وصولها إلى السدود، وبهذا تَقِل مقدرة السدود التخزينية”. كما يُوصي: ” بِضرورة إزالة الأنقاض والنفايات من مجاري الأودية لتلافي تردي نوعية مياهها وبالتالي مياه السدود التي تتجمع فيها فتلك الأنقاض والنفايات تقوم أيضاً بحجز المياه التي ترفد السدود”. هذا وأشادَ بدور نقابة الجيولوجيين الأردنيين والكفاءات المتوفرة عند المنتسبين إليها منوهاً لضرورة الشراكة معها في كل ما يتعلق بالشأن البيئي، والتغير المناخي، والموارد الطبيعية، وغيرها. كما أشادَ بالقامات التي ستتحدث في المؤتمر بما أعدَّت من أوراق عمل مستخلصة من كفاءاتها وخبراتها.
وتحدَّث سعادة نقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة قائلاً: “إن هذا المؤتمر بالغ الأهمية ويجيء استمراراً لنهج راسخ تسير بمقتضاه نقابة الجيولوجيين من سنواتٍ، إيماناً منها بدورها المهم في حماية البيئة وصون موارد الوطن وتعزيز مسار الاقتصاد الأخضر”. وأضاف:” يقف الجيولوجي في الصف الأول لحماية البيئة فهو العين التي تراقب الأرض ويفهم نبضها العميق في وقتٍ تتسارع فيه التحديات البيئية على المستويين الإقليمي والعالمي وتغدو آثار التحديات البيئية واقعاً نلمسه في الأردن من موجات الحر المتصاعد وشح المياه وحدوث الفيضانات المفاجئ المسبب لخسائر بشرية ومادية واشتداد العواصف، وهنا تزداد الحاجة إلى مضاعفة الجهود في فهم المخاطر الجيولوجية والمناخية وتطوير سياسات التكييف والتخفيف من خلال جهود موصولة يكتشفها الجيولوجي مبكراً” وأضافَ: “إنَّ الجيولوجي يشكل ركيزة أساسية في حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية، من خلال دوره ليس في رصد المخاطر وحدها إنما بتقديم حلولٍ واقعيةٍ لها. كما يُسهم في تخطيط مشاريع تنموية آمنة ومستدامة لاستخدام الموارد بطريقة أكثر رشاداً وبطريقة أكثر كفاءة في إدارة الأزمات وأكثر أماناً في مجابهة تحديات التغير المناخي، والجيولوجي هو حارس الأرض وصوتها العلميّ، ووجوده في أي مشروع بيئي هو ضمان للاستدامة والمسؤولية ذلك لأنه يلجأ إلى وضع الخطط العلمية بدورٍ محوريّ وبالغ الأهمية”. كما بيَّنَ الشوابكة “أهمية تعزيز دور الجيولوجيين في تقييم الأثر البيئي المتعلق بالمشاريع التنموية وتوفير قواعد بيانات جيولوجية دقيقة تساعد في اتخاذ القرار، داعيا إلى دمج الاختصاص الجيولوجي في تخطيط المشاريع التنموية قبل تنفيذها لضمان جودتِها وَفقاً لأعلى المعايير “.
وقد غطت أعمال المؤتمر الذي انعقد في السابع والثامن من الشهر الجاري العديد من العناوين في تسعِ جلساتٍ شَملت: “تلوث الهواء وجودته/ المياه وإدارتها/ المحميات الطبيعية والتنوع الحيوي/ التشريعات والسياسات البيئية/ التحول الرقمي -الذكاء الصناعي- في مراقبة البيئة والانذار المبكر / تلوث التربة وتدهور الأراضي/ أثار مشاريع التعدين على البيئة/ النفايات الصلبة والخطرة/ التغيرات المناخية ومضاعفاتها. بالإضافة لعناوين أخرى جرى بحثها تحدث فيها مختصون وأصحاب خبرة مِن مواقع أكاديمية وبحثية وعدد من الوزارات ذات العُلاقة، وتخلل ذلك كله نقاشات ومداخلات لإثراء غاية المؤتمر.
هذا وحضر المؤتمر بدعوة كريمة رئيس جمعية التغير المناخي وحماية البيئة الأردنية اللواء المتقاعد منصور أبو راشد ونائب الرئيس اللواء المتقاعد محمد خير الشميساني وأعضاء من أصحاب الاختصاص.
الباحث الكاتب حنا ميخائيل سلامة نعمان
[email protected]