ثقافة التسامح والاعتذار … وفاق واتفاق !!!
ان التسامح والاعتذار لا يأتي الا من شخص قوي الى آخر قوي ومن نبيل الى نبيل وذلك لأن ضعاف النفوس لا يعتذرون بل يكابرون لتكبر معهم الاحقاد والضغائن ليحل من بعد ذلك الصدام والنزاع .
ان التسامح والصفح يغير كثيراً في وجهات النظر وثقافة التسامح لا تشترط النسيان بل تتطلب التذكر بقصد اخذ العبرة ونزع الالغام التي يمكن لها ان تعترض طريق المستقبل كذلك هو الاعتذار فانه يعزز الثقة والوئام بين الافراد والمجتمعات فهو نبل وتسامح بين ابناء المجتمع الواحد وبين الشعوب رغبة في التعايش والتعاون وهو في التدين استغفار وتوبة وتقوى فالفرق واضح في اطار ثنائية الاختلاف والتقاطع التي تفرق والتسامح في الوفاق والاتفاق والتوحد بين علاقة عامودية ذات بعد روحي مع الخالق وعلاقة افقية ذات صفة وطنية وانسانية واخلاقية مع البشر وتعايش الشعوب فيما بينهم لانه دائماً هناك فرصة وهناك ثمة امكانية للوئام والوفاق واعادة ترتيب البيت العربي بكل محبة وسلام تصنعه المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية فالانبل هي العدالة الانتقالية فلقد تمزقت وتشردت شعوب وتهجرت الى دول اخرى لتتعايش مع شعوب اخرى في دمج وتعايش اخوي يتقاسمون لقمة العيش وغطاء واحد في الشتاء وصحن واحد للطعام فالصفح العربي ثم المصافحة ثم السير نحو طريق اعادة البناء والتقدم والتنمية المتكاملة لدى الجميع والتكامل والتضامن الاخوي ان الصفحات لا تطوى دون قراءتها وكلنا يعرف مضمونها وفحواها بعد طيها لذلك فان الاعتذار الاخوي المتبادل بين الاخوة التي تربطهم روابط عديدة لا يأتي الا من قوي الى قوي ومن نبيل الى نبيل ولأن هناك ضعاف النفس والعقيدة ويحملون اجندات البغض والبغضاء والحقد فهؤلاء لا يتعذرون ولا يريدون التسامح بل يعملون على تعطيل اية سبل للوفاق والاتفاق فهم يكابرون لتكبر معهم الضغائن والاحقاد ليحل ويستمر معهم الدمار والتفرقة والفرقة وقطع علاقات التعاون والتآخي والكتب السماوية حافلة بنماذج كثيرة من صور الاعتذار لمن هم ارفع مقاما ًواعلى درجة ليقتدي بهم كل محب للوفاق والاتفاق وهناك قصة الرسول صلى الله عليه وسلم عند اعتذاره في موقف مع رجل كفيف إسمه عبدالله بن ام مكتوم وذلك بعد عتاب إلهي في سورة ” عبس ” فما كان من النبي الا ان خلع بردته والبسها كعب فآمنه من خوف بعد ان كان قد أمر بهدر دمه .
فقل لي كيف تعتذر وكيف تتسامح وممن تعتذر وكيف تتسامح اقل لك من انت وهذا ما ينطبق على عالم السياسة التي اخذ ارقى اشكال الانسانية ان تزاوج ايضاً من حيث المبدأ والمصالح المشتركة وهو ما حدث ويحدث في عالمنا المعاصر كما شاهدنا اليابان عندما اعربت عن اسفها للمعاناة التي سببتها للعديد من الدول اثناء الحرب العالمية الثانية كذلك الحكومة الايطالية عندما اقرت منذ سنوات قليلة بمسؤوليتها الاخلاقية حول الاضرار التي لحقت في ليبيا على يد ايطاليا في عهد الاستعمار فثقافة التسامح والاعتذار تجعل الرصاص يعود من الصدور الى البنادق فكيف عندما تكون المحبة والمودة والاتفاق والوفاق عنوان القمة العربية المزمع اقامتها في الاردن بدعوى من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه لتكون عنواناً لاعادة التلاحم الاخوي والوفاق والاتفاق ولملمة الجراح وتصفية النفوس نحو اعادة الاعمار ولتنمية شاملة متكاملة لاعادة اعتبار الانسان ولمستقبل واعد للاجيال ولمواجهة التحديات وتجاوز الازمات .
المهندس هاشم نايل المجالي
** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
