الحراكيون الجدد … !!!
الازمات والكوارث دائماً تهبط بدون استئذان وتصحبها آثار متعددة وتداعيات بتلقائية والاهم من ذلك كله آلية استيعابها بشكل سلس وايجابي وحضاري والبحث في نفس الوقت عن البدائل المتاحة والممكنة والحلول المرضية ومن اجل ذلك تتشكل في سرعة ظواهر وحالات لا تقل ضرراً عن الازمة نفسها من خوف بين المواطنين وابتزاز ومواقف متعددة ومتنوعة واذعان وانهيار بالثقة وسلوكيات سلبية وبروز طبقة استغلال واستثمار للمواقف مع تنظير اعلامي في محاولة لتحويل كل شيء لمصالحها الشخصية والتي من مصلحتها ازدياد الضرر الذي تجد فيه مكانة لهم لصعود سلم الوظيفة ويرتد ذلك كله على المجتمع والوطن بشكل سلبي بالمقابل ينعكس على هذا التنظير السلبي والمكاشفة العلنية مجموعات بلطجة وهيمنة مجتمعية على المستضعفين على اعتبار ان لا قوانين في ظل هذه الظروف تضبطهم وينشط اشرار الناس وينزوي اخيارهم وافضلهم وكما شاهدنا في العديد من الدول العربية المجاورة عندما دبت الفوضى فيها وانعدم الامن والامان حيث انتشر السطو والنهب على المتاجر والمنازل وقطع الطرقات والاعتداء على المواطنين وانتشار الجريمة في ظل انقسامات مجتمعية ان اسوأ ما يحدث ايضاً في التأخر في استيعاب الازمات وعدم مواجهتها بعقلانية الضرر الكبير الذي يلحق بالاقتصاد وتراجع الصناعات انتاجياً وعملياً واضطراب في الاسواق .
في حين ان الوعي المجتمعي للمواطنين في استيعاب ومعالجة تلك الازمات باسلوب حضاري وتعاون مشترك مع كافة الجهات المعنية بطرق سليمة وبالحوار الهادف البناء للحفاظ على الامن والامان وعدم فسح المجال للفوضى ان تنتشر قادر على تحويل تلك الازمات الى اصلاحات لصالح تحسين الحياة والارتقاء بخدمات المجتمعات وتحقيق العدل والمساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكف ايدي الفاسدين واصحاب البلطجة المتغولين على المؤسسات العامة والخاصة لتحقيق مكاسبهم الشخصية اي ان انخراط الحكومة من خلال اجهزتها ومؤسساتها في عقد اجتماعي تفاعلي يقوم على المكاشفة لتحديد المسار السليم للاداء ويقوم على تدوير النخب والقيادات المجتمعية بطريقة مثلى من اجل الخروج من حلقة الصراع الالغائي او الاقصائي الى صراع سلمي يحقق العدالة والمساواة المجتمعية ويحقق التنافس الشريف والواضح والمتعارف عليه والذي يصب في الصالح العام ويحمي المجتمع نفسه بنفسه ويطور مصالحه كذلك فان المجتمعات الاقل حظاً والمجتمعات النائية والتي تعاني من ارتفاع كبير في نسبة البطالة بامكان الجهات المعنية في الحكومة والمنظمات الغير حكومية المتنوعة تأسيس مراكز انعاش وتنشيط وتفعيل للقوى الشبابية هناك لتنفيذ مشاريع صغيرة متوسطة تخدم المجتمع اولاً وتحقق مكتسبات مالية لهم فالقروض الصغيرة والمتوسطة الميسرة بالامتيازات والاعفاءات المحفزة والمشجعة والمقرونة بالمتابعة والتطوير لمعالجة اية معوقات ترافقها ستخلق العديد من الفرص العملية وتدريب وتأهيل ابناء تلك المناطق وتعدل الكثير من السلوكيات السلبية وتحقق نمواً تنموياً مجتمعياً واقتصادياً ويغطي فوارق كثيرة من صعوبات المعيشة حيث ان الاقتصاد يمضي غالبيته من خلال المشاريع المتعددة والمتنوعة الصغيرة والمتوسطة والفردية والجماعية كذلك العمل على انشاء جمعيات متعددة الخدمات والبرامج في تلك المناطق مع العلم ان كل فترة زمنية تمضي من دون المبادرة في اعادة تنظيم البيت الداخلي لتلك المناطق النائية او في اساليب منح القروض ستزيد من صعوبة الامر كذلك فان سرعة الاستجابة لتحقيق ذلك سيكون في الصالح العام لمواجهة تلك الازمات المجتمعية .
ان التحولات الاقتصادية والاجتماعية والهجرة للشباب وغيرهم من الريف الى المدن بسبب التهميش وعدم العناية والاهمال في تلك المناطق ستنشيء طبقات جديدة من الفقراء والاغنياء فهناك خاسرون وهناك رابحون في ظل هذه التحولات التي سببها العولمة التي اجتاحت كافة القطاعات زراعية وصناعية وغيرها كذلك نجد هناك الظاهرة الاكثر اهمية وهم الفقراء الجدد من الشباب العاطلين عن العمل والذين اصبحوا يشعلون الحراكات ويسببون الازمات لانهم الاكثر معاناة والاكثر ضرراً من غيرهم فالفقراء القدماء قد تكيفوا مع الفقر وقبلوا فيه وبما يأتيهم من مساعدات مالية وعينية كذلك نجد ان الاغنياء الجدد المستفيدين من هذه الأوضاع سيكونون بطبيعة الحال راضين عن هذه الاوضاع التي ستزيدهم غنىً وسيدافعون عن هذه الاوضاع مستندين على ثقافة العيب وعدم قدرة وكفاءة ابناء تلك المناطق على تنفيذ أية مشاريع صغيرة او متوسطة ليبقى استغلال الشباب اما في فترة الانتخابات او من قبل التنظيمات المتعددة في ظل وجود افراد منظمين يغزون تلك المناطق بامكانيات مالية منفذين مشاريع خدماتية تستقطب الشباب لتغير مفاهيمهم الفكرية والسلوكية ان تجنب الحلول المنطقية والاقتراحات الايجابية في اتخاذ القرارات المحفزة والمشجعة لاستثمار تلك الطاقات الشبابية ودعمهم في تمويل المشاريع وتدريبهم وتأهيلهم وقتل الفراغ الذي يعانون منه سوف يزيد من عدم استيعاب الازمات المجتمعية .
المهندس هاشم نايل المجالي
** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
