اختلاف المعاذير لتبرير التقصير والقتل والدمار !!!
البشر مهما بلغوا من العلم والمعرفة والدراية فهم ليسوا معصومين من الخطأ او الخلل والنقص فهم ليسوا انبياء منزهين وعن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ) فالخطأ واقع لا محالة والكمال من كل عيب او نقص حالة فيها استحالة والخطأ عن غير قصد لا يعيب المرء ولا ينقص من قدره ومكانته او شأنه وانما العيب كل العيب هو التعنت والاستمرار في الخطأ والتمادي فيه او الدفاع عن الخطأ بكل استعلاء واستكبار وعدم القبول بالنصيحة سيؤدي حتماً الى كوارث وازمات لا يحمد عقباها واختلاف المبررات والمعاذير سيزيد من الامر سوءاً ويلغي ثقافة الاعتراف بالخطأ أو التقصير في معالجته وكلنا يعلم ان الاعتراف بالخطأ هو اول خطوة على الطريق الصحيح وهو قوة وليس ضعفاً وعزة وليس ذلاً وكرامة وليس مهانة اما الاصرار على الباطل فهو جرثومة تفسد كل شيء نقي والانسان المتمادي بالخطأ ان لم يجد من يردعه فانه سيتمادى في نفوذه ونحن نعلم ان الحكماء وكبار المسؤولين لهم محطات رئيسية وجوهرية يراجعون فيها قراراتهم ومواقفهم بكل حيادية وموضوعية بعيداً عن الغوغائية ولنتذكر قول ابو بكر الصديق رضي الله عنه عندما اصبح خليفة للمسلمين قال ( ان اصبت فاعينوني وان اخطأت فقوموني ) فكثير من المسؤولين والزعماء في الدول المتحضرة يخطئون لكنهم يعتذرون ومنهم من يستقيل لكن من الملاحظ ان بعض المسؤولين في دول العالم الثالث يخطيء ولا يريد ان يعترف بخطئه ولا يريد ان يعتذر عن اي تصرف خاطيء قام به لانه يرى الجميع صغاراً فهناك زعماء لدول الربيع العربي كانوا مقصرين في حل مشكلاتهم وتصويب ادارة مصالحهم الداخلية وتكاثرت اخطاءهم بحق شعوبهم دون أدنى اعتراف بالمسؤولية عن ذلك فسادت الفوضى والاقتتال فاستعان بقوى خارجية تسانده على دعم خطئة والتدخل في شؤون بلاده بصورة او بأخرى وهذا ما تثبته الاحداث والتطورات تأزم يزيد من الازمة ومشكلة تخلق معها مشكلات وتدخلات وتتشكل التنظيمات تلو التنظيمات ولكل تنظيم وجه نظر ومصالح والفارق في عدم الاعتراف بالخطأ وتصويب الوضع ظهر في التكاليف البشرية والمادية الكبيرة جداً فيما لو تم الاعتراف بالخطأ وتصويبه ولكن الاستمرار في التعنت والاصرار على الخطأ جعل من العناوين اختلاف واضح كل ذلك بسبب عدم الرغبة في تغيير جغرافية العقل وشبكات الفهم او صبغ العقلانية وقواعد الحوار البناء فلم يكن هناك من يقدر ويستطيع ان يفكك الترسانه الفكرية للعقلية المتغطرسة بينما هناك دول نجحت في استيعاب شعوبها ومطالبهم وكان الاصلاح والتغيير عنوان مسيرتها لتغدو مصدراً ونموذجاً للأمن والاستقرار وواحة للاستثمار دون تموية لازماتها بل تحملت شعوبها المشاركة في حمل الاعباء وتقاسم الاحمال لتذليل العوائق وتوسيع مجال التفكير السليم ولسنا بحاجة للبرهنة على ذلك فلقد تجاوزت حواجز التخلف والحقد والكراهية ولقد سادت ثقافة نقد الذات ومحاسبة الفاسدين والمسيئين المعطلين للتطوير والتقدم فهناك فارق كبير بين الشعوذة الفكرية التي حصلت بتلك الدول ( دول الربيع العربي ) مشوهة للحقائق بل اصبحت عدوانية ومأزومة وتعيد من حين لآخر انتاج مأزقها واعطالها فأحالت حياة شعبها الى افخاخ وحقول الغام واصبحت تتأرجح بين براثن الكماشة والعقائدية بينما التفكير الحي قاد بقية الشعوب الى احداث واحة للامن والاستقرار والى طريق الحداثة الخلاقة وقفزت من فوق المتغيرات والازمات وقامت بتفكيك المشكلات لادارة التحولات بصورة بناءة مثمرة بثقافة حملت شعارات التغيير والتقدم لا ان تتشبث كالغرقى بمفردات بالية لعبادة النص الثوري او ممارسة النسيج والتعظيم والتقديس لدول لا تريد الا الاستعمار والاستغلال بتجارة خسرانة لتفكك نموذج الانسانية وتدمر الثقافة الوطنية وتركيب صور جديدة وسط انهيارها مورثين المحن والمآسي الجماعية فان الوجه الحقيقي لمَ ارتكبوه هو طغيان الانسان المسؤول عن ذلك كله الذي لا يزال يمارس حضوره اليومي على المسرح العالمي من ملجئة قهراً وظلماً واضطهاداً وارهاباً وخراباً وثقافة الاحتكار .
المهندس هاشم نايل المجالي
