الصحف الإسرائيلية 26-9-2015
امبراطورية كايران بهذا الحجم تأتي من الشرق ليس خيرا لاسرائيل
بقلم: بن كسبيت
“الاسلام الشيعي المتطرف خطر على اسرائيل اكثر بكثير من الاسلام السني المتطرف”، هكذا يقول مصدر عسكري كبير في احاديث مغلقة على خلفية التدخل الروسي المتصاعد في سوريا لانقاذ نظام الاسد.
“فاصطفاف ايران، سوريا، حزب الله وروسيا يخلق مخاطر عديدة”، يقول المصدر، “فهل نحن نريد انتصارا شيعيا متطرفا على عتبة بابنا؟”. ويضيف المصدر بان التدخل الروسي المتصاعد في سوريا يشكل تعزيزا هاما للمحور الشيعي المتطرف ومن شأنه أن يضعضع التوازن لدرجة انتصار المحور الشيعي. “مع كل الاحترام لتهديد داعش والقاعدة”، قال المصدر، فان “ايران تشكل تهديدا اكبر بكثير. فالحضارة الفارسية مثيرة للانطباع بكل مقياس. فرأس المال البشري، البنى التحتية، احتياطات الغاز والنفط – كل هذا يجعل ايران امكانية خطر كامنة اكثر بكثير. من شأن هذا ان يكون التكون المتجدد للامبراطورية الفارسية الجديدة. ايران هي تهديد بحجم آخر تماما عما عرفناه حتى الان، ويخيل لي أن امبراطوريات بمثل هذا الحجم تأتي من الشرق ليس امرا يفعل الخير لاسرائيل في النظرة التاريخية”.
وتجدر الاشارة الى أن هذه الاقوال لم تصدر عن شخصية سياسية في محيط رئيس الوزراء بل من شخصية عسكرية رفيعة جدا، وهي تستند الى رؤية مهنية والى معطيات. فتقدير الخطر الايراني لا يستند او يرتبط بالتهديد النووي. ففي هذا المجال بالذات، تقدر قيادة الجيش الاسرائيلي بان الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى يجمد ويعطل لفترة 10 حتى 15 سنة النووي ايراني ومن هذه الناحية فالحديث يدور عن اتفاق معقول. المشكلة، كما تشرح محافل قيادة الجيش الاسرائيلي هي أن اعفاء ايران من العقوبات والمقاطعات من جهة، زائد المساعدة الروسية للاسد مما ينهض المحور الذي يبدأ في طهران ويتواصل عبر بغداد، دمشق وحتى بيروت، يشكل خطرا اكبر بكثير من الخطر السني، الذي يتلخص الان في داعش وفي فصائل جبهة النصرة. يمكن التقدير بان قسما من الحديث الذي جرى أمس بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين اهتم بهذا العموم المعقد.
معاريف