غوتيريش يعارض طرد الفلسطينيين من غزة دون أن يصدر بيانا خاصا بذلك

شبكة الشرق الأوسط نيوز : أثارت “القدس العربي” قضية غياب بيان صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول التصريحات الخطيرة التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطته لاحتلال غزة وطرد الفلسطينيين منه. “أهذا التطور الخطير لا يستحق بيانا رسميا يصدر عن الأمين العام؟ قال دوجاريك: ” قد لا تتفق معه. قد تعتقد أنه كان ينبغي له أن يقول المزيد. قد يعتقد بعض الناس أنه كان ينبغي له أن يقول أقل. سيقول ما يقوله. سيقوله بوضوح شديد، وأيًا كان ما يقوله، فسوف يكون راسخًا في قيم ميثاق هذه المنظمة وقيم القانون الدولي التي تنص على أن كل دولة عضو لديها واجب تجاه الآخرين”.

وقد جاء موقف الأمين العام ضمن خطاب في اجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في أول اجتماعاتها لعام 2025. وقد انتخبت اللجنة رئيسها الجديد، سفير السنغال، كولي سيك.

وقال الأمين العام في خطابه في اللجنة إن  ما شهدناه في غزة خلال الأشهر العديدة الماضية لا يوجد ما يبرره وقال “نحن جميعاً نعلم جيداً حجم الدمار والأهوال التي لا توصف. فقد قُتل ما يقرب من 50 ألف شخص  70% منهم من النساء والأطفال، ودُمِّرت أغلب البنية الأساسية المدنية في غزة ـ المستشفيات والمدارس ومرافق المياه ـ والأغلبية الساحقة من السكان الذين واجهوا التشريد تلو التشريد والجوع والمرض. والأطفال الذين تركوا المدارس لأكثر من عام. وجيل كامل أصبح بلا مأوى ومصاباً بالصدمة”.

ورحب الأمين العام بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وشكر الوسطاء ـ مصر وقطر والولايات المتحدة ـ على الجهود المستمرة لضمان التنفيذ. وقال غوتيريس هذه هي الأهداف التي ينبغي لنا أن نحددها للمضي قدماً:

أولاً، يتعين مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن دون تأخير. فلا يجوز أن نعود إلى المزيد من الموت والدمار. “من جانبنا، تعمل الأمم المتحدة على مدار الساعة للوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين وتوسيع نطاق الدعم وهذا يتطلب وصولاً إنسانياً سريعاً وآمناً وخالياً من العوائق وموسعاً ومستداماً. وأدعو الدول الأعضاء والجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى تمويل العمليات الإنسانية بالكامل وتلبية الاحتياجات العاجلة. وأحث الدول الأعضاء مرة أخرى على دعم العمل الأساسي للأونروا”.

رفض التطهير العرقي

ثانياً، البحث عن الحلول، حتى لا تجعل المشكلة أسوأ. وقال الأمين العام في رد غير مباشر على دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قائلا: “من الأهمية بمكان أن نبقى مخلصين لأساس القانون الدولي. ومن الضروري تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي”.

ثالثاً، يجب أن نؤكد على حل الدولتين. إن أي سلام دائم سيتطلب تقدماً ملموساً ولا رجعة فيه ودائماً نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع غزة كجزء لا يتجزأ منها “إن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وذات السيادة التي تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل هي الحل المستدام الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط”.

وتابع الأمين العام حول الأوضاع في الضفة الغربية معبرا عن قلقه إزاء التدهور في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. “إنني أشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف من جانب المستوطنين الإسرائيليين والانتهاكات الأخرى. يجب أن يتوقف العنف. وكما أكدت محكمة العدل الدولية، يجب إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، يجب احترام القانون الدولي وضمان المساءلة.

يجب أن نعمل من أجل الحفاظ على وحدة وتواصل وسلامة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعافي وإعادة إعمار غزة. إن الحكم الفلسطيني القوي والموحد أمر بالغ الأهمية. يجب على المجتمع الدولي دعم السلطة الفلسطينية لتحقيق هذه الغاية. إن الأمم المتحدة ملتزمة تمامًا بالسلام والاستقرار والحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.

ثم ألقى السفير الفلسطيني، رياض منصور، كلمة رحب فيها بانتخاب المكتب الجديد برئاسة السفير السنغالي كولي سيك، وعضوية ناميبيا ونيكاراغوا وأندونيسيا وكوبا. وقال إن ما يسعى إليه الفلسطينيون أولا تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف إطلاق نار دائم والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية بشكل يستجيب للاحتياجات الضخمة للسكان. ثم طالب منصور بالعمل على إعادة إعمار غزة وبجهود فلسطينية ودعم دولي. وشكر رياض منصور الأمين العام غوتيريش واصراره منذ البداية على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

ثم أكد رياض على أن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ولا دولة لفلسطين إلا بغزة حيث عاش “آباؤنا وأجدادنا لآلاف السنين”. وقال: “من يريد ترحيل الفلسطينيين من غزة فبإمكانه أن يعيدهم إلى ديارهم الأصلية التي طردوا منها عام 1948 سنة النكبة”.

وأكد رياض على أهمية الأونروا وضرورة دعمها من المجتمع الدولي والتي لا بديل عنها وتعتبر أكبر قصة نجاح بين المنظمات الإنسانية. وقال إن ولاية الأونروا جاءت من الجمعية العامة، ولا يوجد قوة أخرى تستطيع سحب ولاية الأونروا إلا الجمعية العامة. ودعا منصور جميع الدول إلى دعم الوكالة وولايتها لغاية إيجاد حل دائم وعادل للقضية اللاجئين.

وأكد منصور أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بديلا عن قيام دولته المستقلة وقال إن الاحتلال غير شرعي ويجب أن ينتهي كما نص على ذلك الرأي القانوني الصادر عن محكمة العدل الدولية والتي أقرت بضرورة إنهاء الاحتلال خلال عام. ورحب رياض بالمؤتمر الدولي الذي سينعقد في حزيران/ يونيو هذا العام في مقر الأمم المتحدة بقيادة سعودية فرنسية حول تطبيق حل الدولتين وإنهاء الاحتلال. وقال ليس هناك بديل عن حل الدولتين، “كما يقول الأمين العام دائما ليس هناك خيار “ب”، لحل الدولتين”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.