قلبي على طائفة الدروز الموحدين الكريمة من الإنقسامات
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات ….
أن زيارة بعض المشايخ من الطائفة الدرزية الكريمة إلى دولة الأحتلال الإسرائيلي ليست مجرد خطوة رمزية، بل تعكس تحولات كامنة في المشهد الإقليمي، وناقوس خطر للزعامات الدرزية التقليدية بخاصة في لبنان الشقيق، إذ إن الحرب الأخيرة بين حزب الله والكيان الإسرائيلي المحتل، وموقف الزعيم الدرزي العروبي وليد جنبلاط منها، إذ ساند الحزب في حربه وأعطاه المبررات للقيام بها، ثم جاءت حادثة مجدل شمس ألتي شكلت منعطفاً في الموقف الدرزي من وليد جنبلاط، وتلك الحادثة ألتى سقط فيها صاروخ على ملعب كرة قدم حين كان عدد من الفتية تراوح أعمارهم بين 10و 16سنة يلعبون، مما أسفر عن مقتل 12 طفلاً وإصابة أكثر من 30 شخصاً من تلك القرية الدرزية، وفي ذلك الوقت من شهر تموز 2024 كان قد تبادل الحزب وإسرائيل الأتهامات حول مسؤولية من أطلق ذلك الصاروخ، لكن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أتهم إسرائيل صراحة بالوقوف وراء المجزرة وألتي ذهب ضحيتها أطفال في عمر الورود، ونبه حينها الدروز من أي انزلاق في مشروع العدو الإسرائيلي التدميري، ودافع عن الحزب معتبراً أنه لا علاقة للحزب بتلك المجزرة، وأعلن دعماً مطلقاً لـ المقاومة” بلبنان وفلسطين” وقال : ما من أحد يعطي دروساً لمجدل شمس، علماً أنه قبل دقائق من أنتشار خبر المجزرة المروعة حينها، قالت قنوات إخبارية قريبة من محور الممانعة بأن أكثر من 100 صاروخ أطلقت بإتجاه أصبع الجليل والجولان السوري المحتل، وكان وليد جنبلاط من أول زائري الرئيس السوري أحمد الشرع مع إبنه تيمور زعيم الحزب التقدمي الأشتراكي، وترى بعض الفئات الدرزية بأن مواقف جنبلاط قد تجر الطائفة إلى مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل، كما أن هناك قلقاً متصاعداً من أن يؤدي التقارب مع الحزب إلى خسارة دعم جهات دولية أو إقليمية كانت ترى في الطائفة الدرزية عنصراً محايداً، وبالمعطى السوري فإن دروز السويداء يتعرضون لضغوط متعددة، فهم بين خيار الأصطفاف مع الإدارة السورية الجديدة، أو الحفاظ على خصوصيتهم المستقلة، أو البحث عن حليف خارجي يضمن لهم دوراً في المرحلة المقبلة، وقد جاءت التحركات الإسرائيلية الأخيرة في الجولان السوري المحتل والموقف الغامض من مستقبل النفوذ الإيراني في سوريا، ليدفع بالدروز لدرس خيارات جديدة لضمان أمنهم ووجودهم، وكان الرئيس السابق للحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط قد أكد بأن الشيخ موفق طريف لا يمثلنا وهو مدعوم من القوى الصهيونية، كما شدد على أن أهل سوريا يعرفون التصرف، وسأذهب إلى دمشق لتأكيد مرجعية الشام والمشروع كبير وسيجرون بعضاً من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية لست أدري كيف ستنتهي، مردفاً بأن الصهيونية تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً لقمع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، واليوم يريدون الأنقضاض على جبل العرب جبل الصمود والمقاومة ضد المستعمر الفرنسي، وتابع جنبلاط بأنه ” إذا ما قارنا المرحلة الحالية بمراحل سابقة من إحتلال إسرائيلي لبيروت وغيره من المحطات، أكاد أقول إنها أخطر بكثير مما مررنا فيه، وكان الشيخ طريف قد شدد في مقابلة إعلامية على أنه لن يسمح بتكرار المجازر ألتي حصلت أخيراً في الساحل السوري، وأن الدور الذي يلعبه بدعم الدروز في سوريا هو من منطلق الإخوة والعلاقة والقربى التي تربطنا معهم، فمن الواجب علينا أن نقوم بأي دور لدعمهم إنسانياً فقط، وأي قرار يتخذونه هو شأنهم الخاص، ورداً على كلام وليد جنبلاط قال طريف : إنه عندما كانت هناك محنة في الجبل، أبناء الطائفة الدرزية في بلادنا كانوا السد المنيع والمعين لأهلنا هناك عبر الإمدادات والمساعدات وإذا كان هناك أي تعد على أهلنا أينما كانوا فسنقوم بالدور نفسه، وبخصوص الزيارة كان قد قال الشيخ طريف بأنه بالنسبة إلى أبناء الطائفة الدرزية في الجولان والكرمل والجليل فهذا اليوم هو يوم عيد، وكما هو معروف أنها زيارة دينية بحتة، لزيارة مقام سيدنا شعيب، أملاً أن تتكرر مثل زيارات كهذه وأن يكون لنا الحق كأبناء طائفة درزية، كما يحق لإخواننا المسلمين والمسيحيين الحج لمكة وزيارة القدس وأن يحل السلام وتزال كل الحواجز والحدود، وبعد المشاهد القادمة من القرى الدرزية شمال إسرائيل تساءل مراقبون وأنا واحداً منهم لقربي من هذه الطائفة الكريمة عن ثبات الزعامة الدرزية التقليدية، لكن على الرغم من أهمية موقع الشيخ موفق طريف وعلاقاته القوية مع السلطات الإسرائيلية، فإنه من غير المرجح أن يصبح زعيماً للدروز في المنطقة حالياً :
أولاً : لأنه لم يطرح نفسه زعيماً، وثانياً : لأن التركيبة السياسية والأجتماعية لتلك الطائفة في لبنان وسوريا لا تسمح بذلك، وربما في المستقبل قد نشهد تحولات في السياق التمثيلي للدروز، وأنتقال الزعامة الدرزية إليه حيث يقود طريف دروز فلسطين الذين يعيشون ضمن مؤسسات الدولة الإسرائيلية، بينما دروز لبنان وسوريا لديهم هياكل زعامة تقليدية تختلف في طبيعتها، على الرغم من أن الدروز تاريخياً حافظوا على مواقف متحفظة من الصراعات الكبرى، فإن طبيعة العلاقة مع إسرائيل كانت دائماً إشكالية، بخاصة وأن دروز فلسطين يشكلون حالة فريدة بانتظامهم في الدولة الإسرائيلية على عكس دروز لبنان وسوريا، الذين ظلوا جزأً من بيئتهم العربية، وعند هذه النقطة تعكس زيارة المشايخ واحداً من إحتمالين :
أولاً : إما أنها خطوة مدروسة في إطار إستكشاف خيارات جديدة للطائفة الدرزية في لبنان وسوريا، بخاصة في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
ثانياً : أو أنها مبادرة فردية لا تعبر عن إتجاه إستراتيجي عام، إذ لا يزال المزاج الدرزي العام في لبنان وسوريا محافظاً على موقفه التقليدي من إسرائيل، أما عن توقيت الزيارة بالمعطى الدرزي اللبناني، فإن التوترات المتصاعدة على الجبهة الجنوبية تضع الدروز في موقف دقيق، بخاصة أن منطقة حاصبيا وشبعا قد تكون جزأً من أي معادلة عسكرية مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل، وكذلك فإن هواجس دروز لبنان لم تهدأ منذ حوادث السابع من أيار 2008، عندما قرر حزب الله غزو بيروت والجبل، منقلباً على الشرعية اللبنانية والدولة، مقرراً بمفرده كيف سيكون مصير لبنان ووجهته، حيث في ذلك النهار إستفاق أهل بيروت على إحتلال لمدينتهم من قبل مسلحين يتشحون بالسواد ومنتسبين لفريق المعارضة آنذاك الثنائي الشيعي، والحزب السوري القومي الإجتماعي، ومناصري النائب والوزير السابق طلال أرسلان في منطقة خلدة والشويفات ببيروت، قيل حينها بأن ذلك اليوم الذي عده الحزب يوماً مجيداً كان قد رسم خطوط تماس جغرافية وطائفية بين اللبنانيين بخاصة السنة والشيعة، وكانت آثار تلك الحوادث قد ترسخت في العقلية الدرزية، ومع المشاهد الآتية من الساحل السوري، تبقى تتنامى مخاوف الدروز من تداعيات الحرب والمشاريع في المنطقة، بخاصة مع تصاعد الحديث عن مشاريع تغيير ديموغرافي محتمل في حال أمتد التصعيد العسكري، وهناك مخاوف درزية من أن يصبح الجبل هدفاً عسكرياً أو منطقة نفوذ لـ حزب الله في حال إنهيار التوازنات اللبنانية الحالية، وأن الزعامة الدرزية في جبل العرب وجبل لبنان لها أبعاد سياسية وتاريخية، حيث يرتبط الزعماء التقليديون بعلاقات مع قوى إقليمية كبرى، وعلى رغم أن بعض دروز سوريا ولبنان قد ينظرون إلى إسرائيل كحليف محتمل بسبب المخاوف الأمنية، فإن معظمهم لا يزالون يحتفظون بمسافة كبيرة منها، وهذا يقلل من فرص الشيخ طريف في توسيع نفوذه خارج فلسطين المحتلة، وفي لبنان لا يزال الزعيم وليد جنبلاط يشكل مرجعية قوية داخل الطائفة الدرزية الكريمة، بينما يحاول رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان وغيره من الزعامات الإقطاعية الدرزية الحفاظ على نفوذهم، أما في سوريا فلا تزال مشيخة العقل التقليدية في السويداء والجبل تتمتع بنفوذ شعبي واسع، بخاصة مع تصاعد الحركات الأحتجاجية ضد النظام الجديد، ومع هذا فإن توسع وتزايد نفوذ وتأثير الشيخ طريف في أوساط درزية معينة بدأ يثير القلق في أوساط أخرى، ومما لا شك فيه وبعد تصاعد الحراك الدرزي في السويداء والتوترات في لبنان فإن الطائفة الدرزية ستمر بتحولات دقيقة وحساسة، لكنها ليست بالضرورة قطيعة كاملة مع الماضي، كما أن هذا التحول لا ينشأ من فراغ، بل هو نتيجة تراكمات سياسية وعسكرية دفعت بعض الفاعلين الدروز إلى إعادة تقييم موقعهم الإستراتيجي، ولا شك في أن المتغير الجديد، أي موقف وليد جنبلاط من الحرب قد كان مفاجئاً إلى حد كبير، وربما للزعيم جنبلاط معطياته، خاصة وكثيراً ما عرف عنه قدرته على المناورة السياسية، خاصة وأن خلال الأعوام الماضية كان حزب الله وحلفاؤه يسيطرون على المشهد الأمني والسياسي في لبنان، لهذا أي مواجهة مباشرة معهم قد تعرض الدروز لأخطار كبيرة، خصوصاً في ظل ضعف الدولة، وبعد تسليمه زعامة الحزب التقدمي لنجله الشاب الملتزم والذي يفتخر بعروبته تيمور، وكان قد بدأ وليد جنبلاط حريصاً على عدم خلق تصدعات كبيرة في العلاقة مع بيئته السياسية، وبخاصة حزب الله، ويدرك وليد جنبلاط جيداً بأن أي إتفاق مستقبلي بين إسرائيل وحزب الله سيعيد رسم خريطة النفوذ في الجنوب والبقاع، لذا فهو يفضل أن يبقى على مسافة متوازنة بدلاً من إتخاذ موقف تصادمي، لكن حسابات وليد جنبلاط في الحقيقة لم تتطابق مع بعض الدروز الذين دفعتهم مواقفه إلى التقرب من إسرائيل، وإذا كانت حساباته مرتبطة بالتوازنات الداخلية، فإن بعض المشايخ الدروز يكونون قد قرأوا موقفه بطريقة مختلفة، ويمكن أن يكون التقارب مع إسرائيل محاولة من بعض الفاعلين الدروز للبحث عن بدائل إستراتيجية خاصة وأن إسرائيل كثيراً ما أبدت إهتماماً بالمناطق الدرزية سواء في الجولان أو في جنوب لبنان، ومع قد يكون بعض دروز لبنان متأثرين بهذه التحولات يرون بأن الحفاظ على خط إتصال مع إسرائيل قد يوفر لهم خيارات إضافية في المستقبل، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التحركات تعكس إنقساماً حقيقياً داخل الطائفة الدرزية الكريمة، أم أنها مجرد خطوات تكتيكية يقوم بها بعض الأفراد أو المجموعات الصغيرة، لكن ما يمكن تأكيده هو أن الدروز يمرون بلحظة إعادة تموضع، إذ تتداخل المخاوف الأمنية مع الحسابات السياسية، وستشهد الطائفة فرزاً أكبر بين تيارات درزية متباينة، وتحولاً إستراتيجياً على المدى البعيد، وإذا طالت الحرب بين حزب الله وإسرائيل قد تجد بعض القوى الدرزية نفسها مضطرة إلى إتخاذ مواقف أكثر وضوحاً، مما قد يعيد رسم المشهد السياسي الدرزي في لبنان وسوريا، وإذا كانت زيارة المشايخ الدروز إلى إسرائيل أثارت جدلاً فإنها تعكس في جوهرها حال القلق العميق داخل الطائفة الدرزية من التطورات الإقليمية، وحتى مواقف وليد جنبلاط من الحرب لم تكن العامل الوحيد، لكنها بالتأكيد لعبت دوراً في تغذية تساؤلات داخلية حول مستقبل الدروز، وما إذا كانوا سيبقون جزأً من المعادلة اللبنانية التقليدية والإقليمية بشكل عام، أم أنهم سيسعون إلى خيارات جديدة لحماية مصالحهم، وأن الدروز في الحقيقة ليسوا وحدة سياسية متجانسة، وما نشهده اليوم قد يكون بداية لتحولات أعمق ستتضح مع إستمرار الأزمات وتطور المشهد الإقليمي، إذ تحاول الطوائف الصغيرة البحث عن ضمانات أمنية وسط مشهد مضطرب، وبدورها مشيخة العقل الدرزية في لبنان وعلى رأسها شيخ العقل الدكتور سامي أبي المنى كانت قد حذرت من المشاركة في الزيارة لما يترتب على ذلك من مسؤولية قانونية على كل من يدخل الأراضي المحتلة، مؤكدة رفع الغطاء بالكامل عن كل مخالف، أما في سوريا حيث تتعمق الإنقسامات الدرزية بين موالين للنظام ومستقلين، يمكن أن تشكل مثل هذه الزيارة خطراً على المشايخ الذين شاركوا فيها، إذ قد يُتهمون بالخيانة، ويبقى هناك تقليد درزي يحتم عدم التورط المباشر في الصراعات السياسية، لكن هذه الزيارة يمكن أن تفسر على أنها إصطفاف مع طرف معين في الصراع، وقد تسهم في تعزيز الإنقسام داخل المجتمع الدرزي بين من يرون فيها فرصة للحماية والأستفادة من الدعم الإسرائيلي، ومن يعتبرونها تهديداً لصلابة الموقف الدرزي التاريخي، وحتماً أن هذه الزيارة ستؤدي إلى مزيد من الإنقسام بين المشايخ، أي العقلاء والأجاويد والقوى الدرزية الدنيوية أو الجهال غير الملتزمين دينياً، وبين من يرى ضرورة الأنفتاح على إسرائيل ومن يرفض ذلك بشدة، ومن هنا لم تكن زيارة المشايخ الدروز إلى إسرائيل مجرد خطوة فردية أو دينية، بل جاءت ضمن سياق سياسي معقد، إذ يشهد الجنوب اللبناني تصعيداً عسكرياً متزايداً، وتعيش سوريا واقعاً هشاً في السويداء وجبل العرب، حيث صارت الهوية الدرزية أكثر إنكشافاً أمام التحديات الإقليمية، والسؤال الجوهري هنا، هل تعكس هذه الزيارة تحولاً إستراتيجياً داخل الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا تجاه إسرائيل، أم أنها مجرد إستثناء محكوم بظروف آنية ..؟ وربما تسهم زيارة مشايخ الدروز هذه إلى إسرائيل في تعزيز الإنقسام داخل المجتمع الدرزي بين من يرون فيها فرصة للحماية والأستفادة من الدعم الإسرائيلي، ومن يعتبرونها تهديداً لصلابة الموقف الدرزي التاريخي، وقد أثارت هذه الزيارة التاريخية ألتي قام بها وفد من المشايخ الدروز من بلدة حضر السورية بريف القنيطرة إلى المنطقة ألتي تحتلها إسرائيل في الجولان، سجالات ومشادات ووجهات نظر مختلفة داخل البيئة الدرزية بشكل خاص، وعلى الصعيد السياسي في لبنان وسوريا، والزيارة ألتي كانت وجهتها الأولى قرية جولس، وهي قرية الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، الذي كان ومشايخ وشخصيات وأعضاء من الكنيست والمئات من أبناء المجتمع الدرزي في إستقبال الوفد في بيت الطائفة الدرزية، والزيارة ألتي يقوم بها 100 شيخ درزي، ووفقاً لبعض المصادر تخطى العدد 150 شيخاً إجتماعياً ودينياً وروحانياً في الدرجة الأولى، جاءت تلبية لدعوة الشيخ موفق طريف، إذ يزور الوفد مقام النبي شعيب الذي له مكانة روحانية خاصة عند الموحدين الدروز، وهي أولى الزيارات لدروز سوريا منذ نحو 50 عاماً، ووصل الوفد في ثلاث حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري، وقد إستنكر أهالي قرية حضر زيارة الوفد وقالوا بأن إسرائيل تستغل زيارة دينية لزرع الإنقسام في الصف الوطني، وأنها تسعى إلى إستخدام الطائفة الدرزية خطاً دفاعياً لتحقيق مصالحها التوسعية، وقيل بأن المشايخ الذين زاروا الداخل المحتل لا يمثلون إلا أنفسهم، ويأتي ذلك بعد تصريحات إسرائيلية وفي أكثر من مناسبة عن تعهدها بحماية دروز سوريا، وقالت إسرائيل بأنها لن تسمح للجيش السوري بأي وجود عسكري في جنوب سوريا على الرغم من أن الدروز هناك لم يطالبوا بحماية من إسرائيل، بل خرج بعضهم في إحتجاجات ضد ما اعتبروه ” تدخلاً إسرائيلياً في الشأن السوري”، مؤكدين أنهم لا يحتاجون إلى حماية، وفي وقت يتصاعد التوتر بين بعض قيادات الطائفة الدرزية في سوريا وحكومة دمشق الجديدة، كان قد أعلن الرئيس الروحي للطائفة في سوريا الشيخ حكمت الهجري بأنه لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق ، متعهداً بـ العمل لما هو مناسب للطائفة الدرزية، ووصف الحكومة بـ المتطرفة وهي مطلوبة للعدالة الدولية، وكان قد شدد الشيخ الهجري على أنه نحن في مرحلة نكون أو لا نكون وأي تساهل في هذا الأمر لا يمكن أن نقبل به، وهذا حق من حقوقنا، وأتى كلامه بعد نشر وثيقة تفاهم قيل إنها ليست نهائية بين الحكومة السورية والشيخ الهجري، تناولت آلية أندماج محافظة السويداء في مؤسسات الدولة السورية، وتبقى الزيارة ألتي أثارت جدلاً واسعاً داخل المجتمع الدرزي وخارجه، واعتبرت خطوة أستثنائية في توقيتها وسياقها، أتت وسط تصاعد التوترات الإقليمية، وخصوصاً في الجنوبين اللبناني والسوري، حيث تترتب على الدروز تحديات أمنية وسياسية معقدة، وفي الأبعاد والدوافع، تبقى تسعى إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع الدروز في المنطقة، بهدف ترسيخ نفوذها وتأمين حدودها الشمالية، وتريد تل أبيب توجيه رسالة بأن الدروز ليسوا بالضرورة جزأً من محور معاد لها، وأن هناك شريحة منهم يمكن أن تكون شريكة في ترتيبات مستقبلية، لكن في القراءة السياسية اللبنانية ووجهت الزيارة بأنتقادات واسعة، خصوصاً من القوى الدرزية التقليدية مثل الحزب التقدمي الأشتراكي وحلفاء حزب الله وحركة أمل الذين يرون فيها تجاوزاً للخطوط الحمراء.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.