«البطالة».. ناتج سوء التخطيط
وفقاً لتقرير الادارة العامة للإحصاء عن البطالة بالكويت، فقد بلغ أعداد الكويتيين العاطلين عن العمل بنهاية ابريل 2017 (قبل عام) نحو 14800 ألف كويتي. وفي رأيي ان سبب البطالة بالكويت هو اتجاه الطلبة – وبخاصة الذكور – للالتحاق بالتخصصات غير العلمية التي تعاني المؤسسات الحكومية فائضاً في مخرجاتها، حيث تؤكد الأبحاث العلمية بهذا المجال أنَّ السبب الرئيسي المؤدي إلى زيادة معدلات البطالة هو عدم التوافق بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، حيث إن هناك تخصُّصات عدة في الجامعات والكليات والمعاهد، وهي تخرج سنويا آلاف الطلبة الذين لا تحتاجهم سوق العمل مثل التخصصات التربوية والآداب والفنون التطبيقية والتربية البدنية والرياضة.
إن عزوف الطلبة الكويتيين عن الالتحاق بهذه التخصصات العلمية يرجع إلى اتباع المعلمين للأساليب التقليدية في تدريسهم للمواد العلمية، إضافة الى عدم توافر كوادر تربوية مؤهلة ذات خبرة جيدة، وتملك القدرة على توصيل المعلومات بشكل سهل للطلبة، مما يشجعهم على الالتحاق بالتخصصات العلمية. كذلك فإنه من أبرز أسباب عزوف الطلبة عن الالتحاق بالتخصصات العلمية عدم تدريسهم اللغة الإنكليزية بصورة سليمة في المراحل الدراسية المختلفة، مما يجعل الطالب يتخوف من الالتحاق بالكليات العلمية، خاصة بكليات الطب والهندسة والعلوم والتمريض، التي تكون الدراسة فيها باللغة الإنكليزية، واعتقاده بأن مسار التعليم طويل وشاق، ولهذا يتجه الطالب للالتحاق بالكليات النظرية أو العسكرية، خاصة أن غالبية التخصصات النظرية تكون اسهل في دراستها وأقل في فترة انهاء متطلباتها للتخرج، ومع الكوادر المستحدثة، تكون اعلى في العائد المادي من التخصصات العلمية الصعبة. كما أن هناك العديد من خريجي الكليات العلمية يعملون حاليا في البنوك وفي العديد من الوظائف التي ليست ذات صلة بتخصصهم، نظراً لان المزايا المالية بها عالية.
ان الحل الاكيد لهذه المشكلة يكون في الزام كل طالب – قبل تخرجه – في الكلية بالتعهد بالعمل في مجال تخصصه: كما يجب أن تكون هناك مرونة في إلغاء واستحداث التخصصات في الكليات والمعاهد لتتناسب واحتياجات سوق العمل وليس كما هو الوضع حالياً، حيث التنفيذ بحاجة إلى العديد من اللجان.
إن عدم التخطيط الجيد هو سبب مشكلة البطالة المقنعة في الكويت، فأين دور المجلس الأعلى للتخطيط وأداؤه لمهامه؟!
أ.د. بهيجة بهبهاني
[email protected]
نقلا عن القبس
