شقول.. شحجي؟!

علي أحمد البغلي

 

أحد الزملاء الكتّاب الأعزاء يقول.. انه لاحظ أن أغلب كتاب الزوايا يكتبون بنفس تشاؤمي، في حين أن الحياة ممتلئة بالأشياء الجميلة.. فلماذا لا نسلط الضوء عليها؟!
وما أود قوله لصاحبنا.. أننا والحمد لله بطبيعتنا متفائلون، وما أوصلنا لهذا الدرك من التشاؤم هو ما نراه يومياً بين ظهرانينا، من فساد وفشل متواصل على أكثر من صعيد!
مسؤولون في الحكومة وأعضاء في مجلس الأمة أعلمونا أنهم قد تكلموا مع مسؤولين حكوميين وبرلمانيين في بريطانيا من أجل توقيع معاهدة تبادل متهمين، وهذا الكلام سمعناه منذ أشهر، منتظرين أن تطول هذه المعاهدة من اغترف من أموالنا ككويتيين أو من أموال مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي نتشارك فيها كلنا، ولكن انتظارنا طال ونحن نرى صورة المتهم وهو يرفل وينعم بحلل النعيم والملايين، من دون أن يخبره أحد ثلث الثلاثة كم؟!! على حد تعبير إخواننا المصريين.. وما أثار شجوني هو قراءتي لخبر قرب تسليم بريطانيا للأردن المتهم بالاستيلاء على أموال شركة الفوسفات، فكيف نجح الأردن في إقناع بريطانيا بتسليم هذه الشخصية المهمة وفشل فيها ربعنا فشلاً ذريعاً؟!.. أمر يدعو للحزن والتشاؤم..
* * *
نسافر خارج الكويت للدول الخليجية والعربية بعد أن نغادر من مطار الكويت الذي عفا عليه وعلى خدماته الزمن، فنشعر بغصة.. غصة لماذا لم يقم «ربعنا» بمثل ما قام به جيراننا وأشقاؤنا ونحن أغنى منهم بدرجات.. الأمر الذي يجبرنا على الشعور بالحزن والتشاؤم.
الشهادات المزورة وحاملوها أو مشتروها – لا فرق – لا شيء حصل بخصوصها غير لجنة تحقيق تلد لجانا أخرى، حتى تضيع السالفة وننساها؟!
الحيازات الزراعية الملايينية والتي أُعطيت لمن لا يستحق كذلك، أهال عليها المسؤول عن تلك المشكلة غبار النسيان أيضاً..
الوضع الصحي المتردي، والذي فاقمته التعيينات الباراشوتية التي تمت لبعض وكلاء الوزارة المساعدين ولرؤساء الأقسام، وموت مواطنين جراء أخطاء طبية، وآخرها طفلة بعمر الزهور، قضت عليها إبرة بنج موضعي أمرت بها دكتورة مشكوك بكل شيء متعلّق بها؟!
المرور والشوارع التي عفا عليها الزمن، وازدياد عدد السيارات الرهيب، من دون أي بارقة أمل بحل قريب في ظل طرق الحلول وبعض قرارات وزارة الداخلية للشؤون المرورية؟!
وهذا غيض من فيض.. ولا يسعفني هنا الا أن أردد الأغنية الشهيرة «شقول شحجي»؟!!.. يا صاحبي أريد أمرا واحدا يرجع البسمة لشفاهي والتفاؤل لنفسي؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

علي أحمد البغلي
[email protected]

قد يعجبك ايضا