مقاصد روسيا من مناوشات إسرائيل وإيران في سوريا
بعد ثلاثة أيام من الصمت الصاخب وغير المفسر ردت روسيا على النشاط الأخير لإسرائيل في سوريا.
ليس في هذا البيان أي تناول لحقيقة أن إيران أطلقت صاروخ أرض ـ أرض نحو شمال الجولان في منطقة جبل الشيخ، لحسن الحظ اعترضته القبة الحديدية. ظاهراً يعد هذا بياناً أحادي الجانب، يلقي مرة أخرى بالمسؤولية على إسرائيل بسبب هجماتها المتواصلة في سوريا.
واضح بالتالي بأن البيان لم يرق للأذان الإسرائيلية. ويحتمل أن يكون هذا حقاً لدى الناطقين بلسان المعارضة، ممن يدعون بأن حرية عمل إسرائيل في سماء سوريا، التي تقلصت على أي حال منذ إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في أيلول 2018، تقلصت أكثر فأكثر.
واضح أيضاً أن فائض الثرثرة التي ألمت الشهر الماضي بالناطقين الرسميين لإسرائيل ـ رئيس الوزراء، وزراء ورئيس الأركان المعتزل غادي آيزنكوت ـ ممن قاموا بعملية تصدير إلى الخارج لسياسة الغموض، لا يخفف الأمر على روسيا.
ولكن حقيقة أن روسيا صمتت ثلاثة أيام، ورد فعلها الذي يوجه إصبع اتهام لإسرائيل فقط لم يأت بمبادرتها، بل كان رداً على سؤال، مما يمكن أن يشير إلى عملية انعدام يقين بالكرملين بشأن المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية الجارية في الأراضي السورية. واضح أن المصلحة الروسية بقيت كما هي: استقرار نظام الرئيس بشار الأسد وتثبيت مكانتها العسكرية والسياسية والاقتصادية في سوريا.كل عمل من شأنه أن يخرب على تحقيق هذه الأهداف يفسر كتعريض للمصالح الروسية للخطر.
ومع ذلك، يحتمل أن يكون الكرملين في ذروة إعادة نظر في المسار. يحتمل أن يكون غير مبال لتبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، طالما لا تعرض نظام الأسد للخطر.
وربما العكس ـ قد يكون لروسيا الآن مصلحة في أن يصعّد الطرفان المناوشات فيما بينهما وذلك على أمل أن تحث هذه المناوشات على تحقيق هدفهم: الوصول إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا (الولايات المتحدة، دون صلة بذلك، قررت في كل الأحوال البدء بالانسحاب)، إيران بالتحديد، وإبقاء روسيا كالقوة الأجنبية الوحيدة في الدولة.
يوسي ملمان
معاريف 24/1/2019