صوتوا لغانتس لأنه مثلكم
صوتوا لبني غانتس، هذا تجسيد للحلم الإسرائيلي. هذا ما يريده معظم الإسرائيلين، وهذا ما يحلم به الجميلون بأنفسهم. هذا الوسط في أسوأ حالاته. هذا قالب الخلفية لأفلام فيديو دعايته، يطلق النار ويحلم، يقتل بقسوة ويأمل بالخير،. ما الذي كنا نريده؟ أن نقتل أكبر عدد من العرب ونتحدث عن السلام بأقل قدر. غانتس سيوفر ذلك. أن نقصف بلا شفقة وأن نكون في نفس الوقت متنورين. هل هناك طريقة أكثر نجاحاً لوصف خلاصة الصهيونية؟ انظروا في العيون الجميلة للمرشح السيئ. هكذا بالضبط نحن نريد زعيمنا القادم.
الشر الإسرائيلي حظي بتقدير الكثير من مجرمي الحرب، لكن هذا التفاخر بقتل الناس وهدم البيوت مشكوك فيه أنه شوهد هنا. جنازات كمسوقي مبيعات؟ خرائب كحيل انتخابية؟ عداد الأموات كحملة انتخابية؟ الدماء على اليدين من أجل التفاخر بها؟ إسرائيل كالعادة تضج بالإعلانات غير الشرعية، التي تقول إن عدداً من المراسلين «لن يقرروا عنا»، أكثر من الأفلام القصيرة المرعبة لغانتس. عندما يأتي ذلك من اليمين، لا سيما من بنيامين نتنياهو، فإن هذا دائماً يعتبر «تحريضاً»، لكن تحريضاً حقيراً جداً على القتل هو أمر شرعي عندما يأتي من إسرائيل الجميلة لغانتس. الكثير من الجماجم على حزامه، ويجب عرضها أمام المتعطشين للدماء. رئيس الأركان الإسرائيلي الذي أمر بقتل رئيس الأركان الفلسطيني، انظروا الصورة، أي تفاخر هذا.
لا يصعب تخيل جلسة المستشارين الاستراتيجيين مع المرشح الكامل. لنذهب إلى الزيتون العسكري والسجل القتالي، لنذهب إلى قطاع غزة، لنذهب إلى أحمد الجعبري ولنأخذ أصواتاً من اليمين ومن «يوجد مستقبل». كلمة من المستشارين. أنت لست يئير لبيد من «بمحنيه»، أنت رجل عسكري. والمرشح يهز رأسه بالموافقة. هو رجل صالح، وكل ذلك تكتيك. ثقوا بالمستشارين.
لينتخب وسيصنع السلام. من أجل أن يتم انتخابه يجب التحريض بتواضع. «فقط القوي هو الذي سيفوز»، كما هو شعار حزب وسط، من جانب «إسرائيل قبل أي شيء»، الأمر الذي لا يمكن أن يظهر مثل «إسرائيل فوق كل شيء». وهذا ما زال هو المرشح الجيد، وليس شيطان نتنياهو، الذي يجب فعل كل شيء من أجل إبعاده. صوتوا لغانتس لأنه خلافاً لبنيامين نتنياهو، يتحدث عن السلام. ويقول بأنه غير مستعد لأن يتربى هنا جيل بدون أمل ـ والدموع تذرف من عينيه. «ليس من المخجل أن يكون هذا توقاً للسلام»، يقول بعبريته الركيكة، وارتعاش خفيف يصعد من أسفل ظهره إلى أعلى. أخيراً هناك من يتحدث عن الأمل والسلام. وعلى الفور ستختفي: يجب علينا كما يبدو إرسال أولادنا للمحاربة أيضاً بعد خمسين سنة. لا يوجد هناك أي خيار، أنتم تعرفون ذلك، ولا يوجد شريك، ويوجد فلسطينيون ولدوا كي يقتلوا.
كم هو إسرائيلي وكم هو يساري صهيوني وكم هو وسط: يقول كل شيء ولا يقول أي شيء. أن يأكل الكعكة ويبقيها كاملة. أن يذهب مع ويشعر بدون. الفاشية والعسكرية الإسرائيلية مغلفة بغلاف هدية لامع. هذه ليست سادية حرس الحدود، هؤلاء هم الطيارون الذين يتحدثون بلطف ويقصفون من قمرة القيادة. لذلك، هو يثير الغضب، هذا المرشح غانتس. نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش في فاشية لا تعرف الموانع. وافيغدور ليبرمان هو أزعر أسواق. ونتنياهو كأنه يفعل كل شيء من أجل تنفيذ حلم تخليد الواقع. وهنا يظهر، كالعادة، التضليل ـ أسوأ من كل اليمين.
هذا التضليل الذي يسمح للإسرائيليين بأن يشعروا بشكل جيد جداً مع أنفسهم بعد مئة سنة من السلب وخمسين سنة من الاحتلال. هذا التضليل الذي يمكن من وجود الجريمة لفترة طويلة جداً، لأنه يوجد لدينا مرشح متعاطف مثل غانتس. ربما سيكون سلام بعد خمسين سنة. كيف سنتوصل إليه؟ مع المزيد من الجرف الصامد والمزيد من التصفيات والمزيد من القتل والجنازات. هكذا يصنعون السلام مع العرب. اسألوا غانتس عن ذلك.
صوتوا لغانتس لأنه أنتم.
جدعون ليفي
هآرتس 24/1/2019