من أين لك هذا؟!
علي أحمد البغلي
أقام أحد الكتاب منذ أيام الدنيا ولم يقعدها على الخبر المنشور في صحيفة القبس، الذي عزته الى مصدر مطلع، والذي أفاد بأنه صدرت توجيهات لمراقبة اللجان الخيرية لضمان نزاهتها في الانتخابات التكميلية القائمة.. وقد وصفها من «الأخبار الملفقة» و«الموجهة» وأنه وحزبه لا يأبهان لمثل هذه الأخبار والمقصود منها التشكيك في المؤسسات التي تُدار من تيارات إسلامية، وقد أحزنه شعور البعض بالفرح وتبادل التهاني لدرجة رفع العُقل للجهات الأمنية إن تحقق ذلك.. انتهى.
ونحن نقول له هذا الحماس والدفاع المستميت عن اللجان وتدخلها مالياً في الانتخابات العامة أمر لا ينكره إلا مستفيد.. فتدخل هذه اللجان في العملية الانتخابية تدخل سافر وعلى عينك يا تاجر.. فنحن نرى المرشحين الممثلين لتلك الأحزاب الأصولية عند أي انتخابات يصبحون أبواقاً لهذه الأحزاب وآرائها السياسية، ورأينا رؤية العين أحدهم وهو يشيد بمن صدرت ضدهم أحكام جنائية نهائية بالسجن لجرائم جنائية وأخلاقية، وعُزلوا عن مراكزهم النيابية بأحكام باتة من المحكمة الدستورية، مؤيدة بآراء الفقهاء الدستوريين المستقلين المحترمين.. ذلك المرشح أظهر الحزن والأسى لإسقاط عضوية من لقبهم أحد قادة حزبه «بالأبطال».. الأمر الذي أثار نقمة واسعة عليه وعلى حزبه، فكيف نعتبر أحداً بتلك السيرة النيابية المثيرة للجدل بطلاً؟!
***
خلاصة القول في هذا المقام أن الأحزاب الأصولية المتنفذة، وهي أحد أهم أسباب تراجعنا في أكثر من صعيد تنموي اقتصادي ثقافي ديموقراطي.. وهي أحد من قاد تجمعات ساحة الإرادة، وغررت بالشباب والأبرياء.. وكان ذلك امتداداً لما سُمِّي بـ{الربيع العربي}، الذي بدأ في تونس ثم انتقل الى ليبيا وسوريا والعراق ومصر، وكانت الخطة الموضوعة بعد انشاء ما يسمى «داعش»، أن ينتقل ذلك الحراك الزائف الى مصر بقيادة الاخوان المسلمين، ثم الانتقال إلى الخليج.. وهو الأمر الذي أخبرتنا عنه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية أيام الحراك الخائب في مذكراتها «خيارات صعبة».. هذا الكلام قالته هيلاري كلينتون في مذكراتها بالحرف الواحد وإن كان مكذوباً، فعلى الإخوان أن يتحركوا لتكذيبه، لكنهم صمتوا صمت القبور بعد نشره منذ شهور!.. وهذا وديدنهم، لا يسلطون الضوء إلا على ما يعلي شأنهم ويبيض سواد وجوههم.
الى الذين ينكرون تمويل أحزابهم لبعض المرشحين.. ندعوهم إلى جولة في شوارع الكويت في المنطقتين الانتخابيتين الثانية والثالثة، فسيرون أن بعض المرشحين لا يملك شروى نقير أو لا يحتكم إلا على مرتبه الحكومي فقط، وقد ملأت الشوارع والأرصفة إعلاناتهم الانتخابية، التي تكلف المرشح ما لا يقل عن 90 ألف دينار! ألا يحق لنا التساؤل: من أين له هذا؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
[email protected]