الجزائر: تعزيزات أمنية تحسبا لـمظاهرات ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة
وهج 24 : شرعت السلطات الجزائرية في نشر تعزيزات أمنية على مداخل العاصمة منذ اليوم الخميس تحسبا ليوم غد الجمعة 22 فبراير/شباط وذلك على خلفية الدعوات التي أطلقت للخروج في مظاهرات رافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة، والتي تأتي على خلفية حراك ضدها شهدته الكثير من المدن خلال الأيام القليلة الماضية، غير أن المظاهرات في العاصمة تكتسي طابعا مختلفا وصعبا، أولا بالنظر إلى الكثافة السكانية في العاصمة، وحرص السلطات على ألا تكون هناك أية احتجاجات في الشارع، لأن ذلك يضر بصورتها، ويكسر ادعاءاتها بأن كل الشعب الجزائري يؤيد ترشح الرئيس إلى ولاية خامسة. وفي هذا الصدد صرح عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، أن شعبية بوتفليقة كبيرة، وأنه خلافا لما يتم تداوله عن وجوداحتجاجات رافضة لترشحه إلى ولاية جديدة، فإنه يحظى بدعم ومساندة من طرف أغلبية الجزائريين عبر كامل التراب الوطني، معتبرا أن مستوى مساندي بوتفليقة لا يمكن أن ينزل إلى دعوة الناس للنزول إلى الشارع!
وانقسم الجزائريون إلى ثلاث فرق، واحد يدعو إلى التظاهر ويدافع عن هذا الحق الدستوري، ويعتقد أن المظاهرات وحدها من ستدفع السلطة إلى التراجع عن مشروع الولاية الخامسة، وفريق ثان يعارض الولاية الخامسة لكنه يخشى عواقب خروج المواطنين إلى الشارع ويستحضر ذكريات أليمة من ماضٍ قريب، ويبدي تحفظا من دعوات التظاهر التي لم تتبناها أية جهة، وفريق ثالث يدافع عن الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة ويعتبر دعوات التظاهر مؤامرة أجنبية تهدف للنيل من أمن واستقرار البلاد.
من جهتها وجهت وزارة الشؤون الدينية تعليمة إلى الأئمة للتركيز في خطب الجمعة على دعوة المواطنين إلى التعقل وعدم الانسياق وراء دعوات مشبوهة للخروج إلى الشارع، والتوعية بأهمية المحافظة على نعمة الامن والاستقرار، وتذكير الناس بمخاطر الفتنة وبما عاشوه من ويلات خلال سنوات الأزمة الأمنية تسعينيات القرن الماضي، وأن الدعوات التي يتم إطلاقها على مواقع التواصل الاجتماعي تبقى مجهولة المصدر ولا يعرف أحد إن كان وراءها جزائريون أم أعداء متربصون بالوطن، وهل هم مسلمين أم من الذين لا يخافون الله في الشعب الجزائري، وكذا تذكيرهم بأن “المسلم القوي هو الذي يملك قراره، وليس الإمعة الذي يتبع قرار غيره”.!
من جهتها كانت أحزاب المعارضة التي اجتمعت الأربعاء بمقر جبهة العدالة والتنمية للفصل في موضوع المرشح التوافقي قد أيدت المظاهرات والحراك السلمي، واعتبرت أنه تعبير عن حق دستوري في رفض استمرار الوضع القائم، وحذرت السلطة من مغبة مواجهة هذه المظاهرات بالقوة، دون التأكيد إن كان رموز المعارضة سينزلون هم بأنفسهم إلى الشارع لقيادة وتأطير المظاهرات، أم أن تأييدهم سيتوقف عند إصدار البيان الختامي للاجتماع الذي عقد الأربعاء، خاصة وأن الكثيرين لاموا المعارضة لأنها تخلفت عن الحراك الشعبي الذي شهدته العديد من المدن التي خرج فيها آلاف المواطنين رافضين للولاية الخامسة!
المصدر : القدس العربي