إذاً… ما الشيء المقدّس لدى نتنياهو؟!

 

في العام 1984 انتخب كهانا من قبل حركة كاخ للكنيست. وتمت مقاطعته هناك من اليمين واليسار. وفي العام 1988 حظرت دولة إسرائيل على الحزب التنافس في الانتخابات. وفي العام 1994 أعلنت الحكومة عن حركة كاخ وكهانا حي بأنها منظمات إرهابية. «القوة اليهودية» تدمج الكهانية والأصولية الدينية الوطنية على صيغة ايلي يشاي، وتعصب مستوطني الحي اليهودي في الخليل والعنصرية اليهودية ـ النازية لأعضاء «لاهافاه». هذا ملخص نقي لدنس يهودي. وبالعبرية البسيطة هو «عصير القمامة».
كهانيون ومؤيدو لاهافاه يبثون التحريض العنصري ويهاجمون بعنف العرب الأبرياء. قبل ثلاث سنوات رقصوا في «حفل عرس الكراهية» وهم يلوحون بسكاكين ويحرقون صور الطفل علي دوابشة، الذي أحرق حتى الموت على أيدي إرهابيين يهود. أحد ضيوف الشرف في هذا الحفل كان بنتسي غوفشتاين، رئيس لاهافاه وتلميذ كهانا. غوفشتاين هو رئيس هيئة الانتخابات لحركة «قوة يهودية». في هذا الأسبوع غرد نتنياهو في «تويتر» وقال: «رؤساء البيت اليهودي، الاتحاد الوطني والقوة اليهودية، إذا لم تتحدوا فلن تجتازوا نسبة الحسم. كتلة اليمين ستخسر وغانتس سيشكل حكومة يسار بدعم الأحزاب العربية. مصوتو اليمين يأملون إبداء المسؤولية والاتحاد. لا تخيبوا أملهم ولا تعرضوا أرض إسرائيل للخطر». معنى ذلك هو أنه على رأس الحكومة يقف شخص كهاني. كهانا كان محقاً.
في الأسبوع الماضي عمل نتنياهو بجهد وبدون ضبط للنفس أو خجل من أجل تسريع الوحدة، حتى أثناء جولته السياسية الرسمية في بولندا. أمس عمل الكثير عندما وافق حتى على ضمان مكان في قائمة الليكود لممثل البيت اليهودي كما هو مقابل الاتحاد الموعود. منذ فترة خرج من الصندوق كاشبين ومهندس العملية، يضغط ويغري ويهدد. الحديث لا يدور فقط عن شرعنة الكهانية واليهودية ـ النازية، بل عن شرعنة المرحلة القادمة المطلوبة: شمل الحزب الموحد في الائتلاف القادم. ومعه أيضاً فقد الزمام كبار مساعديه في الصهيونية الدينية، يبدو هذات هو الوقت الأكثر حرجاً، لكن كل شيء يتقزم مقابل وصمة عار نتنياهو.

يستعين بـ «لاسامية نجله» و«عصير القمامة»… و«عرس الكراهية» لحرق الطفل دوابشة

الحقيقة هي أنه يجب أن يطبق على الصدمة درجة من ضبط النفس: ليست هذه المرة الأولى التي تخدم فيها الكهانية نتنياهو. في عام 1995 وصل الكهاني ايتمار بن غبير إلى مسافة المس الجسدي بالوزير بنيامين بن اليعيزر واحتفل أمام العدسات وهو يلوح بشعار انتزعه عن سيارته. هذا حدث في ذروة حملة التحريض ونزع الشرعية عن حكومة اسحق رابين التي ترأسها نتنياهو، وانتهت بعد عدة أسابيع من ذلك بقتل رئيس الحكومة. من المهم معرفة كيف سيصوت يغئال عمير في الانتخابات القادمة. ربما ستكون هناك حاجة إلى انتظار أصوات السجناء من أجل معرفة هل الاتحاد الديني الوطني ـ الكهاني قد اجتاز نسبة الحسم وسيكون لنتنياهو ائتلافاً؟
نتنياهو ومحيطه المقرب يغازلون منذ سنوات برسائل وتكتيك اليمين المتطرف والعنصري في أمريكا وأوروبا. نتنياهو جر إسرائيل إلى تحالف مصالح مع حكومات قومية متطرفة وفاشية جديدة في شرق أوروبا ووسطها. قبل الانتخابات السابقة حذر من العرب الذي يتدفقون بجموعهم، والآن يحذر من حكومة يسار وعرب. نجله نشر كاريكاتيراً لاسامياً وحظي بالثناء حتى من زعيم الكوكلوس كلان. ومستشاروه وجهوا الحملة اللاسامية ضد جورج سورس في هنغاريا. لهذا الرجل الخطير لا توجد كوابح وحدود أو خطوط حمراء. أمس رفض حتى لقاء خطط له مسبقاً مع فلادمير بوتين، حول الساحة الإيرانية ـ السورية، من أجل أن يعالج إدخال بن غبير إلى الكنيست. لم يعد هناك شيء مقدس في نظره، لا أمن الدولة ولا الصورة الأخلاقية ولا الهوية الديمقراطية. يجب استغلال كل طريق قانونية وسياسية وجماهيرية من أجل وقفه عن جنونه.

قد يعجبك ايضا