رسائل مسمومة تعكّر الأجواء السياسية في تونس
وهج 24 : أثار إحباط السلطات التونسية لهجوم «بيولوجي» عبر رسائل «مسمومة» تستهدف شخصيات سياسية وإعلامية ونقابية، جدلاً جديداً في تونس، حيث حذر سياسيون ومراقبون من عودة العمليات الإرهابية مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في البلاد.
وكانت وزارة الداخلية التونسية كشفت عن حجز 19 رسالة بريدية تحتوي على مواد سامة أعدتها «مجموعة إرهابية» لم تحدد هويتها، بهدف استهداف شخصيات سياسية وإعلامية ونقابية، مشيرة إلى أنها بدأت التحقيق لمعرفة هوية الجهة التي استهداف الشخصيات المذكورة. وقال وزير الداخلية، هشام الفوراتي، إن الرسائل التي تم اعتراضها كانت تحتوي على مادة «خطيرة تتمثل في خليط يؤدي استنشاقه الى حدوث إصابة لدى الشخص المتلقي»، مشيراً إلى أن هذه العملية تمثل نقلة نوعية في مجال العمليات الإرهابية وخاصة أنها تحدث للمرة الأولى في تونس، و»إحباطها جنب البلاد كارثة كبيرة».ولم تكشف وزارة الداخلية عن هوية الشخصيات المستهدفة بالرسائل السامة، إلا أن مصادر إعلامية كشفت عن بعض هذه الشخصيت، وأبرزها نور الدين الطبّوبي الأمين العام لاتحاد الشغل، وناجي البغوري نقيب الصحفيين التونسيي، وروضة العبيدي رئيسة هيئة مكافحة الاتجار بالبشر، فضلاً عن بعض الشخصيات النقابية والإعلامية المعروفة، فيما تم التكتّم عن هوية السياسيين المستهدفين.
وأثار الحادث جدلاً سياسياً في تونس، حيث وصفه طارق الكحلاوي، القيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة، بأنه «تطور خطير، خاصة أننا بصدد طريقة جديدة في السياق التونسي. لكن سبق أن تم استعمالها في سياق ما سمي بـالإرهاب البيولوجي في هجمات عام 2001 الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة بنفس الطريقة، أي رسائل بريدية. سنة الانتخابات ستتكثف فيها محاولات الإرهاب والتوحش». وكان الكحلاوي حذّر قبل أيام من أن الإرهاب «بصدد إشاعة حالة من الخوف في المناطق المحيطة بالجبال، وخاصة إشاعة الشعور بأنه قادر على الوصول لأي متعاون مع الدولة، آخرها اغتيال الشهيد المخلوفي وتفخيخ جثته لاستهداف وكيل الجمهورية والأمنيين، مشيراً إلى أنه «تم توظيف الإرهاب في انتخابات 2014. محاولة توظيف الإرهاب في انتخابات 2019 يجب أن تكون خطًا أحمر. فهدف الإرهابيين كان دائماً وسيبقى ضرب التجربة الديمقراطية. ويتقاطع في ذلك مع أطراف أخرى».
وكان تنظيم الدولة الإسلامية المتطرّف تبنّى، في بيان تم تداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية اغتيال التونسي محمد الأخضر المخلوفي في مدينة سبيطلة التابعة لولاية القصرين (غرب)، فضلاً عن قطع رأسه وتفخيخ جثته.
وكتب سمير عبد الله، القيادي السابق في حركة مشروع تونس: «رسائل مسمومة توجّه للسياسيّين والإعلاميّين لقتلهم، والدّولة تستقبل الدّواعش (عناصر تنظيم الدولة) لإعادة تأهيلهم!».
ودوّنت المحامية ليلى حدّاد: «جنود قتلتهم عناصر إرهابية في الجبل وتنفجر بهم الألغام ولا تنتظر حملات مساندة ولا بلاتوهات تلفزية. جبل عرباط بقفصة ملغم بعناصر إرهابية قادرة على الفتك بالأهالي وجنودنا نتابعهم بإحصائيات عدد القتلى وعدد الجرحى، وأناس يرةجون لحملة بأنهم مستهدفون بالتسمم عبر رسائل ويحاولون صنع بطولات وهمية. من يقتل من أجل تونس أعداءه لن يعطوه فرصة للنضال على القنوات التلفزة والإعلامية.. نرجع للحديث عن تسمم الشعب التو نسي بأكمله برسائل صندوق النقد الدولي عبر سياسة حكومة الشاهد، تلك بوصلتنا وذاك فعلاً التهديد الحقيقي».
وقبل أشهر قامت انتحارية تدعى منى قبلة بتفجير نفسها أمام مجموعة من عناصر الأمن في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصة التونسية، وتسبب الهجوم بإصابات متفاوتة الخطورة في صفوف ثمانية من عناصر الأمن وأحد المدنيين، فضلاً عن مقتل منفذة الهجوم.
المصدر : القدس العربي