نكون أو أن لا نكون !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
الدول الكبرى تبحث دائماً عن اي مكان يتوفر فيه موارد يدعم وجودها ويحقق مصالحها ، والدول العربية مثال واضح على تحقيق هذه المعادلة كموقع استراتيجي تستطيع هذه الدول ان تتحكم بالممرات والمضائق البحرية ، او كدول يتوفر لديها مخزون كافٍ من النفط وموارد ما داخل باطن الارض يفتقرون اليها ، يضاف الى ذلك خصوبة الارض زراعياً وسياحياً وقيماً دينية واثرية وغيرها ، فهي منبع للحضارات البشرية .
كل هذا جعل من اراضي هذه الدول العربية قبلة الانظار للعالم اجمع ، لذلك الكل يبحث عن موضع قدم له لضمان مصالحه ، اي ان هذه الدول العربية اصبحت بمثابة قالب كيك الكل يريد ان يقطع حصته منه .
علماً باننا لو انتبهنا لمصالحنا بشكل تكاملي وجمعي ، لاصبحنا سوق عربية مشتركة واحدة تمتلك الامكانيات والقدرات المالية والفنية لجعل الغرب مسخر لاحتياجاتنا ، بدل ان ندفع بدل حماية بمقدار يفوق قدراتنا لامتلاك صناعات متطورة نستطيع من خلالها حماية انفسنا فالكل يباع ويشترى العلم والصناعة والتكنولوجيا تباع وتشترى ، وهذا لا يغفل عنها الغرب عندما كان ياخذ قمحه ونفطه وغير ذلك من هذه الدول العربية ، قبل ان يفسخها بالفساد والثورات والنعرات والطائفية ويقسمها الى اجزاء صغيرة يسهل اكلها وهضمها بسهولة ليستطيع ان يحجمها وليسيطر على مواردها .
لذلك تسعى الدول الغربية لحرمان الوطن العربي من تطور التكنولوجيا والتقنية والمعرفة والبحث الا ضمن حدود مسموح بها ، لذلك اوجدوا اجساماً غريبة زرعوها داخل الحكومات مسؤولين او مستشارين يساعدوهم في تحقيق مآربهم ، وهم يلبسون العديد من الاقنعة وهم سبب زيادة البطالة والفقر عندما يحجبون الرؤية الكاملة عن اصحاب القرار ، ويشوهوا القرارات التي من شأنها تحريض الشعب على حكوماتهم وعلى الاوضاع البائسة لحياتهم التي اصبحت لا تطاق .
لذلك يجب ان يكون هناك اختيار لكفاءات وطنية ، وبناء علاقات تشاركية تكاملية مع دول الجوار ، كمطلب وطني اكثر منه امر من دول غربية لها مصالح واجندات خاصة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]