العراق يواصل إجراءت منع وصول كورونا من إيران والسيستاني يحذِّر من «الخطر المحدق»

وهج 24 : حذّر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني،  الجمعة من «الخطر المحدق» الذي يمثله كورونا على العراق، بالتزامن مع تشديد السلطات إجراءاتها لمنع دخول الفيروس الذي بدأ ينتشر في إيران المجاورة.

ممثل المرجعية أحمد الصافي، قال في خطبة الجمعة التي أقيمت في كربلاء: «إن هناك مشاكل كثيرة في المؤسسات الصحية بالعراق ولا بد من حلول جذرية لتلك المشاكل».
وأضاف: «إن الاستعدادات يجب أن تكون شديدة وعلى أعلى مستوياته بمستوى هذا الخطر فيروس كورونا، وأن تكون الجهات المسؤولة بمستوى الخطر المحدق بالعراق».
ودعا «الجهات الصحية المعنية إلى بيان مخاطر وطرق العلاج وضرورة أن تكون استعدادات المؤسسات الصحيـة على أعلى ما يمكن وبمستوى المسؤولية لرفع قدرة تلك المؤسسات ودرء الخطر عن المجتمع والبلاد».
وعززت السلطات العراقية من إجراءاتها الوقائية، تجاه احتمالية انتقال «كورونا» من دولة إيران المجاورة، باتخاذها جمّلة قرارات من بينها منع دخول المسافرين الإيرانيين إلى الأراضي العراقية من جميع المنافذ الحدودية (جوية، وبرية) لمدة ثلاثة أيام، فضلاً عن تعليق منح «السمّة السياحية» لحاملي الجوازات الإيرانية.
وذكرت السفارة العراقية في طهران، بأن إيران أكدت أن فيروس كورونا تحت السيطرة.
وأضافت في بيان مقتضب: «جاهزون للمساعدة ولا داعي لذعر الجالية، ومتواصلون مع الجهات الايرانية لمتابعة الفيروس».
وقرر العراق منع دخول المسافرين الإيرانيين إلى البلاد من كافة منافذه الحدودية، كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا القاتل الذي دخل إيران وتسبب بحالات وفاة وإصابة عدد من الأشخاص.
القرار العراقي بمنع دخول المسافرين الإيرانيين إلى البلاد، دخل حيّز التنفيذ ابتداءً من ليل أول من أمس، إذ أعلنت وزارة النقل، تعليق الرحلات الجوية بين العراق وإيران إلى إشعار آخر.
وقالت في بيان صحافي: «تعلن وزارة النقل، عن تعليق الرحلات الجوية لشركة الخطوط الجوية العراقية (إحدى تشكيلات وزارة النقل)، من وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الإعلان عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا في المناطق الإيرانية اعتباراً من (الخميس) وإلى إشعارٍ آخر».

استثناء

وأضافت: «جاء ذلك القرار بعد التوصيات الصادرة عن وزارة الصحة باتخاذ التدابير اللازمة لمنع دخول الفيروس إلى الأراضي العراقية، وان هذا القرار يشمل مطاري بغداد والنجف الأشرف، باستثناء الوفود الدبلوماسية والعراقيين المتواجدين حالياً في إيران على أن يخضعوا لاجراءات الفحص الطبي من قبل فرق وزارة الصحة عند عودتهم إلى الأراضي العراقية على أن يتم للحجر الصحي في العراق لمدة 14 يوما».
وأكدت الوزارة استعدادها لـ»التعاون مع وزارة الصحة لإجلاء العراقيين المتواجدين في الأراضي الإيرانية ونقلهم إلى العراق، بعد إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامتهم من قبل الكوادر الصحية المتخصصة في هذا المجال».
على المستوى التنفيذي أيضاً، أصدر محافظ ذي قار، أمراً بمنع دخول الزوار الإيرانيين للمحافظة.
وحسب وثيقة مسرّبة، فإن المحافظ استثنى من قرار المنع المواطنين الإيرانيين الذين يحملون بطاقة صحية نافذة تؤكد سلامتهم وخلوهم من الإصابة بكورونا.
كذلك، أعلنت حكومة ميسان المحلية، تعليق عمل منفذ الشيب بشكل تام مع الجانب الإيراني.
وقالت في بيان صحافي مقتضب: «تقرر غلق منفذ الشيب الحدودي مع إيران بشكل تام، وذلك كإجراء إحترازي بعد ظهور إصابات بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة».
وفي محافظة كربلاء، بحثت خلية الأزمة في المحافظة، «الاجراءات الوقائية» بشأن الزوار الأجانب القادمين من الدول التي ظهرت فيها إصابات بكورونا، فضلاً عن المواطنين العراقيين القادمين من تلك الدول.
كذلك، أعلنت دائرة صحة واسط عن تجهيز المركز الصحي في منفذ زرباطية المتاخم لإيران بالمستلزمات الطبية ووضع جهاز حراري في المركز لإجراء الفحص على الوافدين باعتماد اللوائح الصحية الدولية لمتابعة الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.
فيما أعلنت دائرة صحة البصرة، إجراء حملة لقاحات على المفارز العسكرية الحدودية مع إيران.
وذكر بيان لإعلام صحة البصرة، إن «مركز الفاو الشمالي الصحي التابع لقطاع شط العرب قام بحملة صحية الى المفارز الحدودية العسكرية والسيطرات الداخلية ضمن الرقعة الجغرافية لقضاء الفاو الحدودي مع ايران».
وأشارت الدائرة إلى أنها «اطلقت ايضا حملات توعوية عن مخاطر الأوبئة والفيروسات والإنفلونزا الوبائية وطرق تجنب الإصابة بها، وكذلك تم توزيع رسائل صحية وبوسترات تعريفية وفولدرات تثقيفية عن المرض».

صعوبة الوقاية

في الأثناء، أقرت وزارة الصحة في إقليم كردستان العراق بـ»صعوبة» تنفيذ الإجراءات الوقائية لمواجهة الوباء القادم من إيران.
وحسب وثيقة موقعة من وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان، سامان برزنجي، مرسلة لوزارة الداخلية، لفت الوزير إلى: «كثرة المعابر وتنقل الآلاف بين الإقليم وإيران، وصعوبة تنفيذ الإجراءات الوقائية المتمثلة بالفحوصات الطبية وتدابير أخرى، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في أجزاء العراق الأخرى التي تصعِّب السيطرة على المرض في حال انتشاره».
وطالب «بمنع دخول جميع المواطنين القادمين من إيران إلى إقليم كردستان في جميع المنافذ الحدودية بشكل مباشر أو غير مباشر حتى إشعار آخر باستثناء الوفود الدبلوماسية بعد إجراء الفحوصات الطبية لها».
وأكد على استثناء مواطني إقليم كردستان الموجودين حالياً في إيران من المنع، بشرط الالتزام بالإجراءات الوقائية المتمثلة بالحجر الصحي والمتابعة لمدة 14 يوماً.
كما شدد الوزير على ضرورة منع مواطني إقليم كردستان والعراق من زيارة إيران حتى إشعار آخر.
وأشار الوزير إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار التنسيق مع الحكومة العراقية للوقاية من فيروس كوفيد 19 (كورونا)، بعد التأكد من وجود ست حالات إصابة بالفيروس ووفاة إثنين منهم في إيران.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا