لبنان: 77 حالة «كورونا»… تمديد إغلاق المدارس وجنبلاط يدعو لإقفال قصر بيت الدين
وهج 24 : أقفلت حصية الاصابات بفيروس كورونا في لبنان الجمعة على 77 حالة وسط استمرار السخط على أداء وزير الصحة حمد حسن مع تلويح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمقاضاته جزائياً مع رئيس الحكومة حسّان دياب في حال عدم إعلان حالة الطوارئ.
وفي بيان صادر عن وزارة الصحة «أن مجموع الحالات المثبتة مخبرياً بلغ 77 حالة بما فيها الحالات التي تم تشخصيها في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي وتلك المبلّغ عنها من المستشفيات الجامعية الاخرى «.والخطير هو ما أعلنته وزارة الصحة عن « تشخيص حالة من العاملين لديها في الإدارة المركزية كانت قد التقطت العدوى من أحد أقربائها المشخصين». ولفتت الوزارة الى «اتباع الاجراءات اللازمة لعزلها وتحديد المخالطين خارج وداخل الوزارة وجمع العيّنات ووضع المخالطين في الحجر الصحي المنزلي.»
من جهته، رأى وزير الصحة حمد حسن في حديث الى تلفزيون لبنان ان « من الممكن إعلان حالة طوارئ مدنيّة أو صحية، وعلى المواطنين أن يتوقّعوا الإعلان عن زيادة حالات كورونا 20 حالة». واعتبر «ان الإجراءات في مطار بيروت موازية لإجراءات مطار شارل ديغول وجميع المطارات المتقدمة في العالم»، داعياً الى «تخفيف التنظير على وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمواجهة كورونا، والحديث عن أن وزارة الصحة تقوم بإخفاء عدد الحالات الحقيقي هو أمر معيب ومرفوض وغير صحيح، ومسوّق الإشاعات يجب أن يُحاسب».
وفي اطار الإجراءات الوقائية ، مدّد وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب تعليق الدروس حتى مساء الاحد 22 آذار ، وجاء في تعميم موجّه الى المدارس والثانويات والمعاهد المهنية والجامعات الرسمية والخاصة القرار بأنه « حفاظاً على صحة التلامذة والطلاب والهيئتين الإدارية والتعليمية وسلامتهم، وبعد التواصل مع معالي وزير الصحة العامة ومع لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، وبناء على مقتضيات المصلحة العامة،يطلب الى جميع مديري المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة، الإستمرار في تعليق الدروس في كل المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة حتى مساء الاحد الواقع فيه 22 آذار 2020، واستكمال اعداد برامج طوارىء لإنهاء المناهج التعليمية وتعويض الدروس التي يخسرها الطلاب، على أن تصدر تعاميم توضيحية لاحقة لتنظيم دوام الهيئتين الإدارية والتعليمية وآلية إيصال الدروس والتعلم عن بعد».
في هذا الوقت، اشار رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط الى أن «أي تجمع في أي مكان ان في الطبيعة او في مكان اثري او سياحي، يسهّل انتشار الوباء الأسود القاتل». وقال « لذا علينا ان نمتنع عن الرحلات السياحية، متمنياً إقفال قصر بيت الدين وقلعة موسى وغيرها من الأماكن العديدة في لبنان حفاظًا على السلامة العامة».
اما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فتطرّق إلى الخطوات التي يجب على الحكومة القيام بها، قائلاً «يجب على الحكومة وبشكل فوري ان تُقفل البلاد بشكل كامل. فنحن إذا ما انتشر الوباء، لا سمح الله، بشكل كبير سنجد اناساً يموتون قبل الوصول إلى المستشفيات كما سنشهد اناساً يموتون عند ابواب المستشفيات لسبب بسيط اننا لا نملك المعدات الطبيّة ويجب ان نقول هذا الأمر للحكومة بهذا الوضوح. نحن لا نمتلك المعدات الطبيّة ومهما قمنا باستقدام المعدات الجديدة، هناك امور لا يمكن التعويض عنها في أسبوعين فقط كما اننا لا نمتلك الأدوية والمستلزمات الطبيّة والطواقم الكافية من اجل معالجة كل المرضى في حال انتشر المرض بشكل كبير لا سمح الله، وهناك من يقولون انه إذا ما وصلنا إلى 1000 إصابة في لبنان فالمستشفيات لن تتمكن من استيعاب هذه الحالات. إلا انني اعتقد انه إذا ما وصلنا إلى الرقم 500 فقط، سنكون امام مشكلة وكبيرة جداً والمسؤولية في هذا الإطار قصوى باعتبار انها مرتبطة بأرواح الناس». وأكد أنه «إذا لم تتّخذ الحكومة التدابير المطلوبة، وإذا ما وصلنا إلى ما برأينا نحن واصلون إليه، اي ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان بشكل كبير يفوق قدرة المستشفيات والطواقم والبنى التحتية الطبّية على استيعابه واصبح الناس يموتون في الطرقات، سنقاضي جزائياً رئيس الحكومة حسّان دياب ووزير الصحة العامة حمد حسن». وقال «لدينا توكيل شعبي عريض، وبالتالي نحن مسؤولون وسنجد انفسنا مضطرين الى مقاضاتهما وذلك انطلاقاً من خطورة الوضع، فنحن لسنا في صدد الكلام عن الاقتصاد او المالية او الإدارة وإنما عن موضوع من الممكن ان يؤدي إلى موت مواطنين لبنانيين».
وكرّر جعجع التشديد على «ان الحل الذي نملكه من اجل ان نتمكن من تخطي هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة وبشكل يمكننا من معالجة من يصاب هو الإقفال التام في البلاد. ففي بعض الأوقات نحن بحاجة لإجراءات جريئة وجذرية وعلينا ان نكون هجوميين اكثر من هذا المرض الهجومي وإلا سيسبقنا». وسأل جعجع عن صحة «صدور اخبار تُفيد بأن هناك مرضى إيرانيين من مستويات سياسية وعسكرية وامنية أتوا الى لبنان من اجل تلقّي العلاج من فيروس كورونا».
من ناحيته، استبدل التيار الوطني الحر مؤتمره السنوي العام بجلسة عبر الانترنت لمجلسه الوطني التزاماً بالاجراءات الوقائية المتخذة في ظل تفشّي فيروس كورونا ، وستكون هناك كلمة مقتضبة لرئيس التيار النائب جبران باسيل من مقر التيار العام. وسط هذه الاجواء، تقفل المصارف السبت للتعقيم، في وقت طلب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المصارف اللبنانية كافة اعطاء الاولوية في التحويلات لشراء المواد والمستلزمات والمعدات الطبية لمكافحة فيروس كورونا.
المصدر : القدس العربي