عقلاء ولكن!!!

هيا حمد …

 

لم أدرك بالفعل أن زيارتي الأولى لمستشفى المجانين تحمل داخلها صدمة لي….ولم أتوقع أبدا أن يكون هناك بؤس الى هذا الحد….وأن أصادف أناسا كالذين نراهم في دراما هي بالاصل تبالغ في تجسيدهم ووصفهم ولكن بالفعل هم موجودين
يقال مجانين…. مرضى نفسيين..والأصح هم مرضى ذهنيين…مضطربين عقليا…لا يدركون وجودهم….جميع تصرفاتهم خاطئة وخطيرة تهدد الانسانية ولكن لا حول ولا قوة لهم….فمنهم العدائي الذي يخشاه الجميع ويتجنبوه ومنهم المسالم الذي تحول مرحه وتفاعله الى كتلة من الصمت….يخشى الناس ويهاب وجودهم …..غير مستعد لتلقي ردة فعلهم….
وكلا الحالتين بالميزان سويا…
ليس هنا المراد..ولا هذا بالفعل موضوعي !!!!
ما أردت معرفته ..ان كان هؤلاء قد رفع عنهم القلم …وكتبت لهم الجنة بغير حساب…فهذا عذرهم..ولكن ما عذر العقلاء ان قصروا معهم؟؟؟؟
لديهم عقول تزينهم …مدركون حقيقة مرض هؤلاء ..فلماذا اللامبالاة؟؟
أليسوا بشرا مثلنا؟؟؟
الا أننا منحنا نعمة هم لا يتمتعون بها الا وهي نعمة العقل..
ولكن ما فائدة العقول ان تعمل بشكل سليم؟؟وما فائدة القلوب ان لم تعطف وتحنو على هذه الفئة المسكينة؟؟؟
أي ذنب اقترفه هؤلاء المساكين ليعاقبوا هكذا؟؟؟ويهملوا وكأنهم هم كمن اجرم بحق نفسه!!!
دون الايمان بأنه خلق الله وكلنا الى الله راغبون!!
فلو تمعنا النظر حولنا لأدركنا ان محيطنا ملأى بالمجانين ..فكل شخص لم يحاول التفكير هو مجنون!!
وكل من يتخذ المال هدفا .والشهرة غاية.ويتسم بالطمع.ويلتزم بالتكبر .هو مجنون بلا شك لا بل وأكثر!!!!
أما بالنسبة لهؤلاء النزلاء فقلوبهم طاهرة.نقية.غير ملوثة.هم من يستحق التضخية والثناء .لعدم خوضهم في معارك الحياة الكاذبة والملوثة..لذا كان يقال دوما وما لذة العيش الا للمجانين!!!
فلنتق الله بهم ونرأف بحالهم.كفاهم ما هم فيه!!
فلا أحد يضمن ما هو اااات أو مكتوب .فربما فقد هذه النعمة والله ابتلااه ..
لذا يا أمة التوحيد رجاءا أفيقي…
واجعلي شعارك أخلاقي رفيقي..
واسألوا الله ثباتا على النعم …فبها نعلو ونرتقي….

قد يعجبك ايضا