جوهر الوجود … !!!

المهندس هاشم نايل المجالي ….

 

لم يطلب اي شخص موجود على هذا الكون الوجود في هذه الحياة ، ولم يكن له اي خيار في ظروف ولادته اياً كانت أسرته في معيشتها سواء كانت اسرة فقيرة او ميسورة الحال ، أي أن نشأة الحياة وظروفها وملابساتها تحدث بأمر الخالق وحده سبحانه وتعالى ، لكن وجوده هو بمثابة نقطة انطلاق لمنهاج واقعي في هذه الحياة التي وهبت لكل فرد منا ، وان عظمة الخالق تتجلى في هذه العطايا وفي هذا التباين لتلك الفروقات ، حيث يظهر المرء حينها بفهمه وعقله وجهده وعطائه انه مستحق للنعم بعمله الصالح والهامه الصادق للتحفيز نحو العطاء ، او ان يكون سبباً لبؤسه وتعاسته بسبب سلوكياته وانحرافه عن الطريق السليم .
اي ان الفارق بينهما دائماً ما يكون من داخل الانسان وليس من خارجه ، قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) ، فالحياة اختبار وامتحان ضمن منظومة الامتحان الاكبر لوجوده ، واختبار لتصرفاته وسلوكياته عندما يحظى بنعمة الخالق وخيره عليه .
ان نعم الخالق عليه سبحانه وتعالى يجب ان تقابل بالاستجابة السليمة لآلية صرف هذه النعم في وجهها الصحيح ، وتعدي الاستفادة منها لرغبة الشهوات لتتجه نحو الآخرين ، ونحن جميعاً أمام اختبار نسعى ان نتجاوزه بنجاح .
فالانسان يتناول وجوده بعقله ويده وسلوكياته ليصوغ نفسه ويحدد مكانته ويعيش لسنين طويلة يكون فيها ثابتاً ومتغيراً حسب الظروف والازمات والمعطيات ، ليكون له دلالة وجودية سواء كان غنياً او فقيراً عالماً او جاهلاً فهذا هو الجوهر من الوجود ، وهو صاحب الاختيار للعادات والتقاليد ورسم معالم الطريق لسلوكياته ومستقبله ، وان يجعل من الاخلاق ومن هذا كله كصياغة لوحة فنية ، وليعلم ان الشهوات لا تقود الانسان انما الانسان هو الذي يسعى اليها ، والانسان دائماً يشعر ان هناك نقص عليه يسعى ان يعوضه ، لكن يجب ان لا يكون على حساب الآخرين .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

 

قد يعجبك ايضا