سقط ترامب في الإنتخابات الشرعية…ولكن لم تسقط مخططاته وحزبه الجمهوري والدولة العميقة
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كل منا يتابع ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من أحداث قبل يوم من تنصيب بايدن على سدة الرئاسة الأمريكية، والإجراءات الأمنية المشددة التي إتخذتها السلطات الأمريكية في واشنطن لم يسبق لها مثيل في تاريخ أمريكا، حتى أن هناك تواجد كبير لجهاز الإسخبارات الأمريكية (الأف بي أي) بين الجنود المنتشرين في شوارع واشنطن وقرب الكونغرس والبيت الأبيض أي المكان الذي سيتم فيه التنصيب خوفا من الإختراق أو تواجد أحد من مؤيدي ترامب بين الجنود وهذا بالتالي يؤكد أن هناك أيضا من هو من مؤيدي ترامب في جهاز المخابرات الأمريكية، فما يحدث في واشنطن من إنتشار كبير لكل الأجهزة العسكرية والأمنية والإستخباراتية وأمن الرئاسة وخوفهم من أن أي إختراق مفاجئ يدل على أن تلك الأجهزة لا ثقة بينها وأنها أوهن من بيت العنكبوت وأنها عبارة عن شبكات تجسس على بعضها البعض ويسهل إختراقها في أي وقت أو زمان، وبعض الأمريكيين أطلق على تلك المنطقة بالمنطقة الخضراء الأمريكية نسبة إلى المنطقة الخضراء بالعراق، وحسب تقارير أيضا فإن الكثير من سكان زقاق وشوارع واشنطن قد غادروا إلى ولايات أخرى وبالذات من هم من أصول عربية وإسلامية وافريقية وآسيوية خوفا من وقوع حدث ما أثناء التنصيب يتم إلصاقه فيما بعد بهم وبعائلاتهم…
وأيضا أكدت تقارير إعلامية أمريكية وعالمية على تواجد تجمعات كثيرة من مؤيدي ترامب المسلحين الرافضين للتنصيب والغير معترفين بشرعية بايدن حول بعض المؤسسات والدوائر الحكومية الأمريكية بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة والمتخذة من قبل كافة الأجهزة المختلفة، وحسب تقرير ل (س أن أن) أكد بأن 15بالمئة من مؤيدي الحزب الجمهوري يعترفون بتنصيب بأيدن وشرعيته بالرئاسة، وأن الغالبية من الحزب الجمهوري ومؤيديه في معظم مدن وشوارع أمريكا يرفضون التنصيب والإعتراف بشرعية بايدن رفضا مطلقا ومعلنا على كافة وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية….
إذن وكما يرى المتابعون والمراقبون سقط ترامب في الإنتخابات الشرعية ولكن مخططاته وحزبه الجمهوري والدولة العميقة والمتمثلة بالصهيونية العالمية لم تسقط ولن تسقط مخططاتهم بعد، وفي دهاليز السياسة الداخلية الأمريكية هناك مفاوضات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ودولتهم العميقة التي تتحكم بهم ويتم فيها فرض الشروط من قبل الجمهوريين على الديمقراطيين وبتدخل الدولة العميقة والتي غالبيتها من اليهود الصهاينة والمسيحيين الذين يحملون الفكر التلمودي الصهيوني، وهذه المفاوضات تهتم بالسياسة الخارجية فقط التي سيتبعها بايدن وبالذات في منطقتنا لحماية دولة الصهيونية العالمية وعصاباتها المحتلة لفلسطين والأراضي العربية الأخرى، وما سيتم إتخاذه من إجراءات من قبل بايدن وإدارته حول كل القرارات التي وقعها ترامب ضد دول محور المقاومة وبالذات الإتفاق النووي الإيراني والعقوبات والحصار والقوانين التي إتخذت بحق إيران وسورية وحزب الله في لبنان وجماعة أنصار الله في اليمن وفصائل المقاومة في غزة فلسطين والحشد الشعبي في العراق ….وغيرهم ممن يقف معهم من الدول ويناهض ويقاوم ويرفض الهيمنة الأمريكية المتغطرسة والمتحكمة بالدول والشعوب وقيادتها وحكوماتها وجيوشها مثل روسيا والصين وكوبا وفنزويلا….وغيرها…
أما الشأن الأمريكي الداخلي ورغم إنقسامه الواضح فمجرد أن وافق الحزب الديمقراطي وبايدن على شروط الحزب الجمهوري خادم الصهيونية العالمية في أمريكا وتدخلات الدولة العميقة الصهيونية المتحكمة بأمريكا ورئاستها وجيوشها على السير لمتابعة ما بدأه ترامب إتجاه منطقتنا والعالم فإن كل تلك المظاهرات والتشدد والتهديد سيتم إنهائها مباشرة ولو بالقوة العسكرية، لأن كل ما ذكر وحصل بالشارع الأمريكي من إنقسام كان وما زال ورقة ضغط إستخدمها ترامب والحزب الجمهوري الصهيوني والدولة العميقة على الحزب الديمقراطي وبايدن وإدارته لتنفيذ ما عجز ترامب عن تنفيذه ولمتابعة كل الخطط والبرامج التي تخدم أحلام ومخططات ومشاريع فكر الصهيونية العالمية التلمودي المزور في المنطقة والعالم لإتمام المرحلتين المتبقيتين بإسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وحكم الأرض وما عليها كمرحلة أخيرة تحقق أهدافهم الشيطانية وأحلامهم الهستيرية…
والصهيونية الغربية الأمريكية وحتى الأوروبية لا يهما إلا تنفيذ مخططات فكرها التلمودي اليهودي الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم وهم يعملون منذ زمن بعيد لتنفيذها، لكن المقاوميين كانوا يعملون على إفشال مخططاتهم وفي العشرة سنوات الأخيرة هم يعملون على تنفيذ مراحل مخططاتهم مرة واحدة وفي كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة، فهم يعتقدون بأنه ومن خلال عمليات السلام المشؤومة السابقة مع مصر والسلطة الفلسطينية والأردن والكل يعلم بأن تلك الدول لم ولن تطبع رغم إتفاقيات السلام ورغم الضغوطات التي تحاول بعض الدول فرضها عليها بالترغيب تارة وتارة أخرى بالترهيب لأن شعوبها لم ولن يطبعوا أبدا مع عصابات بني صهيون المحتلة لأراضيهم ومقدساتهم، وأيضا إتفاقيات التطبيع المعلنة بمى سمي بإتفاقيات أبناء أبراهام مع بعض دول الخليج المنبطحين والمطبعين ظنوا بأنهم حققوا المرحلة الثانية بإسرائيل الكبرى ولكن هناك صعوبات أمامهم منعت من إتمام بنود فكرهم الشيطاني وقد عمل ترامب كل جهده للخلاص منها بكافة الوسائل المجرمة التي يندى لها جبين الإنسانية وعلى مرأى من العالم أجمع أو تذليل ذلك المحور المقاوم أو إيقاع الفتنة بين أتباعه وتحريض الشعوب عليه لكنه فشل فشلا ذريعا بعون الله تعالى للمحور ولدوله ولجنوده وفي كل الميادين وهم دول محور المقاومة وأحزابها وحركاتها والمستقلين وكل المقاوميين والأحرار والشرفاء من أبناء هذه الأمة العريقة والولادة بالعظماء من القادة والجيوش والحكومات والأفراد المقاوميين، وعبر التاريخ إن سقطت راية الأمة من أيدي بعض المهزوميين و المطبعيين والذين أخذتهم هذه الدنيا الفانية وفتنها وساروا بركب أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء، فإن الله سبحانه وتعالى في تدبيره يرفعها بأيدي ممن أعدوا لأعداء الله والخلق أجمعين ما يحمي دولهم وشعوبهم وخيراتهم ويردع الأعداء ويجعل كيدهم في نحورهم والله على نصرهم لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير….
فمن يعتقد من التائهين من بعض قادة الأمة العربية والإسلامية والذين ساروا وراء فكر العصابات الوهابية التلمودية الصهيونية للقادة المتصهينين والمطبعين والمتآمرين على الأمة وشعوبها ودولها منذ زمن بعيد أي منذ أن نصبهم الإستعمار القديم وبريطانيا بالذات جالبت المصائب والكوارث والعصابات والقتل والتهجير لفلسطين ولمنطقتنا وللعالم لتنفيذ مخططات أسيادهم في الصهيونية الغربية مقابل بقاء عروشهم إلى يوم القيامة فمن يعتقد منهم أن الصهيوغربيين يعنيهم أمنهم وأمانهم ويحافظون على دولهم وشعوبهم وتحميهم فهم مخطئون إلى أبعد الحدود وبذلك تعدوا حدود الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام حينما يتعاونون معهم وينفذون أوامرهم لتدمير الأمة وإستنزافها من الداخل وللتحريض على المقاوميين ومحورهم الذي حماهم من أكبر وأخطر مخطط صهيوأمريكي غربي يمر على الأمة والعالم، وحمى الشعوب بقدر ما إستطاع من القتل والإبادة الجماعية وإنتهاك الأعراض ونهب الخيرات وتهجير الشعوب بقوة السلاح الصهيوغربي…
فهل سيرضخ بايدن وإدارته وحزبه الديمقراطي والذي سيطر على الكونغرس بالأغلبية لضغوطات الجمهوريين ومفاوضات وشروط الدولة الصهيونية العميقة في أمريكا خلال الساعات المتبقية؟!! والذين لجأوا بعد سقوطهم للشارع المتطرف للإنقلاب على الشرعية وليحسم الموقف وليثبت أمر واقع على الأرض، وسبحان الله في تدبيره لدولة الإرهاب العالمي أمريكا فكل ما ذكر من مصطلحات متطرفة سياسية وعسكرية وإعلامية إستخدمهتا الصهيوأمريكا وتبعها بني سعود في دولنا وطبقت على شعوبنا وما زلنا نعاني من سمومها ومن تبعاتها القاتلة للأمة وللبشرية جمعاء، أم أن بايدن وحزبه الديمقراطي لن يرضخوا لكل تلك الضغوطات ويقومون بتقييد ترامب وحزبه الجمهوري ومؤيديهم في الأجهزة العسكرية والأمنية والمخابراتية وشارعهم العنصري المتطرف ويتم ضبطهم بشكل كامل وممنهج خوفا من أن يرتكبوا حماقة أو مغامرة حربية على إيران أو الصين ليبقوا في الحكم لأنه وحسب الدستور الأمريكي فإن دخول أمريكا بحرب ما يبقي الرئيس السابق على سدة الحكم ولو بقي له ساعات قليلة من نهاية فترته الرئاسية؟!!! والإجابات على كل ما ذكر ستظهره الساعات القادمة سواء وقعت حرب لا سمح الله ولا قدر أو تم التنصيب وما بعد التنصيب ستظهر الأيام والأشهر والسنوات القادمة أحداثها المتسارعة أمام العالم…
أما بالنسبة لمحورنا المقاوم فهو جاهز ومستعد وبكل قوته وجهوزيته ويده على الزناد لأي سيناريو محتمل قادم من ترامب وحزبه الجمهوري الصهيوني فيما تبقى له من أيام، أو لإدارة بايدن وحزبه الديمقراطي إذا رضخ لأوامر الصهيونية العالمية والدولة العميقة وللجمهوريين الصهاينة ووضعوه تحت أوامرهم لتنفيذ باقي مخططاتهم في منطقتنا والعالم والتي فشلوا بتنفيذها لمقاومة رجال الله في الأرض رجال محورنا المقاوم وفي كل الميادين البرية والبحرية والجوية…
لذلك يجب أن تتكاتف الجهود وتتوحد الأمة ويعود التائهين والمغرمين بحب أمريكا وأوروبا والصهاينة اليهود إلى موقعهم الطبيعي ومكانهم الصحيح، ويجب أن يسيروا هم وأسيادهم في الصهيونية العالمية وفقا لما صرح به وزير الخارجية القطري يوم أمس بالتوسط بين أمريكا وإيران لعلاقاتهم الطيبة مع الطرفين، ولبعض دول الخليج بأنه يجب الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات والحوار المباشر مع قادة إيران ومحورها المقاوم لإنهاء كل الأزمات المفتعلة في منطقتنا وأكد بأن إيران على الدوام كانت تنادي بالحوار مع دول الخليج، فدولة قطر وتركيا ورغم وقوعهما بأفخاخ المخططات الصهيوأمريكية غربية السابقة ومحاولة إلصاق كل التهم بها إلا أنها تعلم جيدا بأن محور المقاومة هو من سيعيد كرامة الأمة وعزتها وقوتها على مستوى العالم وحينها سيتم التحرير والنصر النهائي بإذن الله تعالى لفلسطين والجولان ومزارع شبعا والأرض والإنسان من الظلم والإضطهاد والعنصرية وسيتم رمي كل المشاريع الصهيوأمريكيةغربية إلى مزابل التاريخ دون عودة لها وسيكون الجميع شريك بالنصر وبالتحرير وستنهض الأمة بعربها وعجمها وبمسلميها ومسيحييها من جديد بإذن الله تعالى وبعونه لمحورنا المقاوم إنه على كل شيئ قدير إنه نعم المولى ونعم النصير…
الكاتب والباحث…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…