انهم يغضبون لغضب الملك وليس لغضب ملك الملوك او الشعب

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .………

 

عذرا آل خريسات والحيارات وآل النجداوي والنسور والغنيمات وابناء السلط الكرام ، عذرا أنني لا استطيع ان اقوم بواجب العزاء لأبناؤكم الذين ماتوا بجريمة القتل خنقا في مستشفى السلط الحكومي .

عذرا يا يزن ويا ام يزن ويا عبدالوالي المجالي ويا محمد الأردني على تقصيري بعدم تحقيق اقل شيء من العدالة لأبناؤكم وبناتكم الذين قد قضوا ومضوا الى الرفيق الأعلى في جريمة الإهمال الناتجة عن فيضانات البحر الميت .

عذرا يا أخي سالم وسلامة ويا أختي هند وسلمى انني لم استطيع ان احَصِل لكم ادنى مستوى من حقوقكم في جريمة التقصير الحكومي في حادثة فيضانات وسط البلد بعمان.

عذرا يا ايتها الممرضة ياسمين لأنني استطعت بأخر اللحظات ان امنع عنك الحبس و ملاحقة الحكومة لك حيث كانت رغبتهم بحبسك عندما صورتي مرضى الكورونا بمستشفى حمزة وهم يقعون من على أسِرَتهم ويصيحون على الممرضين والممرضات انهم مهملين ولا يلقون اي رعاية او معالجات ، ارادوا ان يحبسونك لكونك صورتي وكشفتي اخطائهم .

واخيرا عذرا يا ايها الوطن الجريح على مسلسل من الحلقات الطويلة الذي يكون ابطاله دائما من اعضاء الحكومات الذين يكذبون ويُقلِبون الحقائق ، ثم يأتي قضائنا النزيه ويصدر احكاما بالحبس لسنوات على من مات بالبحر الميت وبمستشفى السلط ومن خسر رزقه بوسط البلد او من كشف الأخطاء القاتلة بمستشفى حمزه ، على انهم هم من شوهوا صورة الحكومات وازعجوها وأغضبوا جلالة الملك .

اعذروني ايها الأحبة الكرام لجهلكم ولعدم معرفتكم بكيفية معالجة مثل هكذا أزمات التي تكون عادة ناتجة عن اخطاء وإهمالات لأعضاء الحكومات ابطال هذه المسلسلات .
ولكي تتعرفوا على الحقائق عن الحكومات ، عليكم اولا ان تعرفوا أن اهم شيء عندهم هو ان لا يُزعِلون او يُغضبون جلالة ملك ، واما ما يخص غضب ملك الملوك والشعب وعذاب الضمير فليس هذا مهما او ان له عندهم اي قيمة او عبرة .

الا تلاحظون انهم عقب كل ازمة عادة يجتمعون ويجلسون ويتابعون ردود فعل ملك الديرة فقط ، فإن علموا أن الملك قد غضب فإنك ترى الحكومة و مجلس النواب والأعيان وكل السلطات المعنية او الغير معنية يشكلون لجان تحقيقية يكون بعضا من اعضائها هم الجُناة المسؤولين عن التقصير والإهمال لأيام واسابيع واشهر واحيانا لعدة سنوات ، ثم سيظهرون علينا بقرارتهم التي تعلن عن إقالات ومحاسبات لموظفين صغار كانوا قد كتبوا لمسؤولينهم وخاطبوهم وابلغوهم بأن هناك نقصان بالكوادر والمعدات او لعدم قانونية الأجراءات ومخالفتها للأوامر والتعليمات الصادرة من نفس اعضاء الحكومات الذين صاروا هم اللجان والمختصون بتحديد وتجريم الأشخاص و الأخطاء التي نتجت عنها هذه الأزمات .
وها هم وفي كل مرة يحاسبون الموظفون الصغار ويبرؤون الجناة الكبار ليُحمًلون الشعب والوطن معروفا بأنهم حاسبوا المقصرين والمهملين الصغار ، ثم يكافؤون الجناة الذين عينوهم قضاة في هذه اللجان من خلال ترقيتهم الى سفراء او ووزراء .

عذرا ايها الوطن ويا أيها الشعب الأقل مكانة وقيمة بين شعوب الأرض والأقل تقديرا ، فإن كنتم تظنون انهم سوف يغضبون لخوفهم من الله بيوم الحساب او أنهم سيلومون انفسهم لمحاسبة ضمائرهم لهم على تقصيرهم فأنكم والله حالمون وواهمون .

إنهم يغضبون لغضب الملك فقط ولا لغيره يغضبون .
ولهذا فإنني انصح مولانا وسيدنا جلالة الملك ان لا يغضب فقط وانما ان يضرب بيد من حديد وبأشد العقوبات على اعلى المستويات وإلا فأنهم سوف يجتمعون ويشكلون لجان ويعيدون آلية التدوير ما بين الوزراء و السفراء .
عظم الله اجركم يا شعب ويا ايها الوطن .

قد يعجبك ايضا