*بين لعنة الجغرافيا و لعنة البشر*

*دينا الرميمة*  …..

 

ثمة مقولات كثيرة متناقضة في وصف الجغرافيا والتأريخ،
فثمة مقولة تصف الجغرافيا انها ظل الله على الأرض بينما التأريخ ظل الإنسان على الطبيعة ” ومابينهما تدور حياة البشر وتنشأ الأمم وتقوم الحضارات،!!

بينما هناك الكثير ممن يصفون الجغرافيا انها لعنة تحل على البشر الذين انتقت لهم أقدارهم جغرافيا ذات موقع استراتيجي محوري وغنية بالثروات بدلا من ان تجعلهم ينعمون بحياة الرفاهية والإستقرار تحولت إلى لعنة حين سال لعاب القوى النافذة عليها بغزارة وجعلوها بؤرة للحروب والمأسي والوجع!!

حقيقة انا أميل إلى المقولة الاولى التي تقول ان الجغرافيا ظل الله على الأرض والتي جعلتني اعيد نظرتي للجغرافيا واشعرتني انه من الظلم ان نصفها باللعنة وان ذلك يعد تجني عليها خاصة مع قرائتي لبعض كتب التاريخ التي وضحت لي الكثير من أسباب الصراعات والحروب التي لحقت بالدول وخاضتها الشعوب وعمدتها ووثقتها على كتب التأريخ بالدم والرصاص فالتأريخ كما يقول الإمام الغزالي، “يُعلِّم الإنسان دروساً، ويجعله أكثر وعياً وأقدر على اتخاذ القرارات والخطوات المناسبة”،

وبالتالي ومع معايشتي لما تمر به بلدنا اليمن من عدوان أجزم أنه لم تكن للجغرافيا أي يد فيه كما يقول البعض ويروج انه بسبب موقع اليمن الجغرافي وأرضها البكر الغنية بالثروات،
بل كان من صنع بعض البشر الذين هم اشبه بلعنة على الحرية والأمن والاستقرار بل حتى انهم لعنة على الجغرافيا نفسها، وقد جاء بهم القدر لليمن علي هيئة جيران لليمن.
وهذا كله يدل على ان اللعنة الحقيقية هم بعض البشر الحاقدين ومنهم ايضا البشر الذين لم يرتضوا لأنفسهم ولا لبلدانهم الحرية والإستقرار ويتجندون في صفوف اعدائها ليضعوا سيادتها تحت أقدامهم،
وبالنظر إلى ماتعيشه اليمن منذ عقدين ونصف من الزمن والتي عايشنا ماحدث فيها وتحديدا منذ ثورات الربيع العربي والتي كشفت كمية التأمر الكبير على اليمن من قبل دول الجوار وبالأخص السعودية التي نفذت ومولت العدوان على اليمن، وسعت بكل قوتها لتمزيق اليمن شر ممزق وقسمتهم إلى طوائف ومذاهب وبعثرت نسيجها الإجتماعي في خطوة منها لتمزيق وحدة اليمن التي تراها شر محدق بها تجعل من اليمن قوة قد تفوق قوتها التي غالبا ماتشتريها بأموالها،
وقد لاحظنا كيف سعت السعودية ومعها الإمارات إلى عسكرة القضية الجنوبية وتقسيم الجنوب إلى نخب ومليشيات ونجحتا في اخراج صوت عنصري يفرق بين المدن اليمنية وينادي بالأنفصال!!
حاليا ستجد من مثقوبي الذاكرة من يقول ان السعودية رحبت بالوحدة حينها وباركتها بيد ان هؤلاء يجهلون انها حين فعلت ذلك ليس حباً باليمنيين وهي التي يرعبها جدا توحد اليمن الذي يعني نهضة اليمن التي ستنأي باليمنيين عن العمل في أرضها والتوقف عن استغلال جهدهم وتعبهم وشقاهم على هيئة كفالة!!
ولكنها اضطرت لمباركتها في خطاباتها فقط وهي بذلك قد ضمنت ان يكون الجنوب الذي كانت معه في صراع قديم لبسط نفوذها عليه بذلك سيكون تحت تصرفها كما هو حال الشمال بواسطة عميلها المخلص (صالح) الذي سلمها اليمن كاملا تعبث فيه كيف شاءت، وحاليا وبعد خروج الشمال عن طاعتها باتت تدعم الصوت المنادي بالانفصال وتسعى لتحقيق حلمها القديم في ضم حضرموت والمهرة إلى خارطتها الجغرافية.

وبالنظر إلى الأحداث الأخيرة في حضرموت والمهرة من إقتتال بين القوى التابعة للإمارات وتلك التابعة للسعودية والتي قد تظهر ان هناك إختلاف بين السعودية والإمارات وفسرها البعض بأن الامارات مكرت بالسعودية ودعمت الإنتقالي للسيطرة على حضرموت وان ثمة خلاف بين السعودية والأمارات وحتى أن السعودية تحاول ان تثبت انه لا يد لها في ذلك، والحقيقة أن مايحصل هناك ليس إلا تبادل للنفوذ وسعي لتمزيق وحدة اليمن لإيقاع الحكومة اليمنية في صنعاء في فخاخ نصبتها السعودية والإمارات للدخول في حرب من جديد تعود فيها السعودية بحجة لقتل اليمنيين واستباحة أرضهم بحجة الدفاع الشرعية والإمارات بحجة الدفاع عن الانتقالي استكمالا للمشروع الأمريكي الصهيوني للسيطرة على اليمن التي عجزت في تنفيذه في عدوانها الذي لايزال قائما حتى اليوم..
في ذات الوقت حكومة صنعاء لاتزال حتى اللحظة تلتزم الصمت و تحاول رفع يدها عن تأجيج الصراع وقتال أبناء اليمن وكل حروبها كانت للدفاع عنهم ضد من باعوا كرامتهم بثمن بخس وتجندوا في صفوف اعداء أرضهم وكانوا بمثابة لعنة على اليمن وعلى شعبها الذي وصفه الله بأنه ذو بأس شديد ووصفه النبي الكريم بالحكمة والإيمان..
وهنا يجب التنويه ان صمت صنعاء ليس ضعفا أو ذلا كما يظن بعض المغفلون بل أنها تمتلك كل عوامل القوة والحق لإيقاف ذلك العبث الذي يحدث بالجنوب ولكنها ربما تسعى لأن تراجع السعودية نفسها وترفع يدها عن اليمن بطريقة سلمية دون الاضطرار لإستخدام القوة والعنف الذي سيتضرر منه الجميع..

وهذا مايثبت كلامي أن اللعنة الحقيقية هي البشر الذين رأينهم في صنفين صنف المتأمرين من دول الجوار لجعل اليمن ضعيفة وممزقة وجعل شعبها متسولا على أراضيها يعمرها وينهض بها بدلا عن شعبها الغارق في دور الملاهي والترفيه.
واماالصنف الثاني فهم الخونة من أبناء اليمن من خانوا الأرض والدين اولئك المتبرأين من الحكمة اليمانية والعروبة التي دائما ما تنسب لليمن فيسعون لوضع رقابهم ورقاب شعبهم تحت اقدام دول لاتمت للعروبة بصلة وكشفت الأحداث انهم مجرد خدم منفذين وممولين لحروب وصراعات تخطط لها الصهيونية وأمريكا لبسط نفوذهما على الشرق الأوسط والقضاء على الدين الإسلامي ومقدساته وبإذن الله بفضل أحرار اليمن وأبنائها الحقيقين ومعهم الأحرار في بقية الأرض العربية لن يكون مايحلم به اعداء الله ودينه إلا اضغاث أحلام ستمكر بهم وتتحول إلى لعنة عليهم وتكشف حقيقتهم التي أصبحت فعلا مكشوفة ورأيناها على شكل صحوة في أدمغة الأحرار على كل شبر من هذا العالم تندد بأمريكا وتفضح الصهاينة وتكشف انهم الشر الوحيد على ظهر هذه الأرض وليس الإسلام أو المسلمين كما يدعون ويروجون

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا