“نداء الحب”

الشاعرة / عفاف غنيم ……

 

إلى البِرّ كم نسعى ، وصالٌ محبّبُ
وذا حرفنا فوق السطور مخضّبُ

قرأت قصيد الودّ في كلّ محفلٍ
ولست أنا الذي يجافي ويشجبُ

وتلك المساعي ترتوي من حنينها
ولن أشتكي ، لو أنّ جرحي يُطبّبُ

أنادي لمن يرجو الوصال بعزّةٍ
ومنّي سعاة الغدر تخشى وتهربُ

نسجت خيوط الحب من نول شمسنا
وكم أرتجي وعدا ، به الصدق مذهبُ

فلي في اعتلاء الحق وعدٌ أخطّه
وحرفي احترام الحق ؛ والحقّ يغلبُ

مشيت على الأشواك والجرح نازف
انادي رفاق الدرب ، والريح تحجُبُ

وللجمع غصني صدّ كل مغايرٍ
إلى رؤية الأحباب ، كم كنت أرغبُ

فلي نجمة فوق السحاب تجول بي
وذا العمر يجري ، والأساطير تُكتبُ

سطرت بها أحداثٌ بالقهر والغوى
بها العين تبكي للضياع وتنحبُ

وفي بعضها نورٌ تجلّى ونهضةٌ
فمن يطلب الأخيار للشهد يسكبُ

ندهت إلى الرحمن والصدق وجهتي
وكم أرتجي عفوا ؛ رضا الربّ يُطلبُ

وفي حاضري نبض عليل يبوح لي
وكم جفّتْ الأقلام ،والشمس تغربُ

وحرفي يشدو الفجر يرجو ضيائه
ولست بمرتاحٍ ،من الغدر أغضبُ

فإمّا حياة نعتلي في دروبها
وفاءً . فقول الحق حرفٌ مُذَهّبُ

فرمزي اقتفاء الظلم ، سيفي وساعدي
كما الريح تسعى ونجمي يراقبُ

كطيرٍ أجول الدرب حبّا متيما
وأشدو مع الأطيار لحنا وأُطرِبُ

أنادي ملاك الحب يثري مطالبي
فوُدٌّ وتحنانٌ لقاءٌ محبّبُ

أنادي رسول الحق إذ صان رفعتي
مشاعر صدقٍ – ذاكَ لله أقربُ

أسامرُ أشعاري بذكرى تعيدني
إلى منظرٍ بين الثنايا موضّبُ

يعيد نسيم العطر للزهر إن دعا
إلى الوصل فرحةً ؛ وللحقد يُذهِبُ

ألا ليت قلبي يحتسي من مواردي
تفيض على الشطآن ، بالحب تُشربُ

ندائي إلى الخلّان والودّ مطلبي
وعيني بذي الأطلال للجمع ترقبُ

فيا ويح نفسٍ لا تداوي مواجع
فحرفٌ من الأحباب بالنور يُصحبُ
…عفاف غنيم…

قد يعجبك ايضا