تنفيذ بنود صفقة القرن لم تتوقف والإستيطان الصهيوني مستمر…والرهان على الغرب الصهيوني خاسر دائما…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي …..
لأن المنظمات والمؤسسات الدولية لا تستطيع ثني عصابات الصهاينة المحتلة لفلسطين عن مساعيها بزيادة المستوطنات والإستيطان للمرتزقة الصهاينة…
ولأننا وللأسف الشديد لم نستطيع إيقاف الإستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة منذ زمن بعيد بسبب ضعف الأنظمة العربية وهشاشة مواقفها من هذا الموضوع الخطير الذي يسلب الأراضي الفلسطينية قطعة قطعة عنوة عن أصحابها الحقيقين وتطبيع البعض منهم مع الصهاينة منذ زمن بعيد وليس بعد توقيع الاتفاقيات مع الرويبضة من بعض أنظمة الخليج…
لذلك يجب علينا أن نبين ونشرح خطورة الإستيطان لتكون أمام الجميع وللرد على من يقللون من خطورة الإستيطان وإنتشار المستوطنات في كل مكان من الأراضي المحتلة بحجة أنه يجب أن لا تقتصر قضية فلسطين الكبرى إلى قضية المستوطنات الصغرى رغم انهم يعرفون بأن أساس القضية الكبرى وإحتلالها بدأ بالسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي المحتلة الفلسطينية والعربية وبناء المستوطنات والتوسع أكثر وأكثر لتنفيذ أحلام الصهيونية العالمية الهستيرية وبنود فكرهم التلمودي بأرض الميعاد وتطبيقها عمليا على أرض الواقع وتثبيت أركانها على أرض فلسطين ومن ثم التوسع وإحتلال الدول العربية الأخرى بعد أن تضع العالم أجمع تحت الأمر الواقع بتهجير الشعب الفلسطيني وبناء المستوطنات العشوائية و المنظمة ومنحها لمرتزقتهم الصهاينة على طبق من ذهب…أو بقائها فارغة لا يسكنها أحد ويطلق عليها في الداخل (مستوطنات الأشباح)،
والهدف السيطرة على كل الأراضي الفلسطينية لإقامة دولتهم اليهودية النقية كما يقولون…
فالإستيطان كان المصيبة والطامة الكبرى على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين والشرفاء الذين كانوا يحذرون دائما من خطورة الإستيطان وأهدافه المرجوة طوال مراحل الإحتلال الصهيوغربي لفلسطين…
فهو ليس موضوع الساعة فقط أو قضية قبل عدة أشهر وإنما هو موضوع وقضية خطيرة قديمة متجددة سنويا سعت عصابات الصهاينة منذ إحتلالها لفلسطين لغاية أيامنا الحالية إعطاء الصيغة القانونية لبناء تلك المستوطنات في المنظمات الدولية وبدعم أمريكي مؤكد…
فالإستيطان هو جوهر الصراع منذ أن إحتلت عصابات الصهاينة أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبدأت بالتوسع ونهب الأراضي وبناء المستوطنات ضمن إستراتيجية مخطط لها لبناء دولتهم ومجتمعهم وهدم المجتمع الفلسطيني والعربي القائم والموجود فعلا منذ آلاف السنين على هذه الأرض المباركة…
وللأسف الشديد نجحت هذه الإستراتيجية الصهيونية الخبيثة وبشكل كامل والتي أخذت من مقولة ( أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) فأقاموا دولتهم وتم بنائها وتم تدمير الدولة الفلسطينية والدول العربية وهدمها…
وما جرى وما زال يجري الآن في الدول العربية والإسلامية مما سمي بالثورات العربية المفتعلة وتبعاتها هو مخطط قديم متجدد لتدمير الدول العربية والإسلامية نهائيا وللتوسع وبناء دولتهم المزعومة (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ) وتنفيذ مشاريعهم الإستيطانية في كل مكان من أراضي فلسطين ودول الجوار لإثبات وجودهم وبقائهم أحياء على هذه الأرض….
فالصهيونية العالمية وداعميها في أوروبا وأمريكا والذين يؤمنون بمعتقداتهم الصهيونية وضعوا نصب أعينهم عناصر مهمة لتنفيذ مخططاتهم في الإستيلاء والنهب وسرقة الأراضي بالقوة والسيطرة عليها بعد طرد وتهجير سكانها الأصليين وهم الفلسطينين والعرب وبناء المستوطنات وجمع أكبر عدد ممكن من صهاينة العالم وتثبيتهم على هذه الأراضي…والبحث عن مصادر المياه والنفط والسيطرة عليها وما قام به كل زعماء أمريكا المتصهينة وآخرهم ترامب وبايدن الصهاينة في الخليج والعراق وفي سورية وفي لبنان واليمن هو إتمام للمخططات القديمة والمتجددة وهو السيطرة الكاملة على المياه والنفط والغاز…وغيرها من خيرات الأمة التي حباها الله لها…
وقد تمدد الإستيطان بوتيرة أسرع منذ عملية السلام المشؤومة كامب ديفيد وما لحقها من عمليات إستسلام إلى إيامنا الحالية…لأن عمليات السلام جميعها كانت لمصلحة عصابات الصهاينة لكسب الوقت والضحك على العرب والمسلمين لتنفيذ باقي مشاريعهم وأحلامهم الخطيرة في التوسع والتمدد والسيطرة والتي لم يضع لها حدا إلا محورنا المقاوم والمقاوميين في فلسطين ولبنان والدول الداعمة لها كسورية وإيران…
واليوم نقول ألم يأن الأوان للجم هذا العدو الصهيوني وداعميه ومطبعيه ومنافقيه ووكلائه في منطقتنا وايقافهم جميعا عند حدهم…
أما آن لبعض الزعماء العرب والذين يكذبون على شعوبهم ويحاربون المقاومة ومحورها بأن يعترفوا بأنهم فشلوا في إدارة المعركة مع هؤلاء الصهاينة منذ عشرات السنين.. أما آن لهم أن يسلموا الراية لمحور المقاومة وللمقاوميين او أقل ما فيها لا يتآمرون عليهم ويقومون بشن حروب على الدول والشعوب العربية بالوكالة وبالنيابة عن الصهيونية العالمية وعصاباتها المحتلة لفلسطين والأراضي العربية وبأوامر داعميها في أمريكا وأوروبا….
أم ستبقى هذه الأنظمة ومن ضمنها بعض الفلسطينين منشغلين بوعود أمريكا وأوروبا وتصريحاتهم الكاذبة فكل زعماء أمريكا وأوروبا في الماضي والحاضر يعملون لخدمة الصهيونية العالمية وعصابات إسرائيل…وتنفيذ بنود صفقة القرن لم تتوقف والإستيطان الصهيوني مستمر والرهان على هؤلاء أي الغرب الصهيوني خاسر دائما وعبر التاريخ لمن يقرأ او قرأ التاريخ جيدا…
الكاتب والباحث السياسي
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي