ثقافة الدعابة والنقد

المهندس هاشم نايل المجالي ……

 

لقد كانت الدعابة في السابق مستهجنة ولم تكن مقبولة عند الكثيرين كونها تشجع على التفاهة والمستوى المتدني ، ومع تغير المعطيات وتطور التكنولوجيا وطرق التواصل بين الافراد والمجتمعات وازالة الحواجز التي تفصل بينهما وبين ما يتم طرحه من مواضيع وتعليقات وتغريدات ، فلقد اصبحت الدعابة تجول في جميع فضائيات الحياة الاجتماعية وحتى السياسية ، والطابع الجدي اصبح محظوراً في الوقت الذي اصبح ذلك متنفس للانسان المنكفيء والمنطوي على نفسه والمتغول في الفردانية ليجد في ذلك المتنفس في الضحك والتعليق ، بل اصبح هناك مصالح اجتماعية مشتركة بين كثير من المجموعات البشرية لينعدم شعار العنصر الفردي الى العنصر الجماعي وطرح قضايا الصالح العام بكل جرأة واقتدار .
واصبح الفرد منهم يشعر بقيمة الحياة حينما يناكف كل من يتغول على مصالحة او لقمة عيشه حتى بوجود قوانين تحاسب وتحاكم ، الا انه يتحايل عليها بالطرح والتلغيز والهمز معتبراً انه منطق الشخصية بشكل سلمي وليس صدامي ، متجنباً العنف اللفظي او التوتر والانفعال تجنباً للمحاسبة والمحاكمة .
فالشخص اصبح يبحث عن سعادته في تفريغ الطاقة السلبية من داخله واصبح هناك ثقافة تغير لطرق التفكير وتبادل الافكار مع الآخرين وتقبل الطروحات والتنور على كثير من المعطيات دون اللجوء للتحقق من صحتها الا بصدور ما يدحضدها بالادلة والبراهين ، واصبح تحول نمط التفكير والقبول بالشيء اسرع من النمط التقليدي السابق واصبح التأثير ايضاً اسرع وانعكاسه مؤثر .
وتعتبر الثورة التكنولوجية في وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة عرس ثقافة جديد لا يعني استئصال الثقافة القديمة ولكن هي محاولة لاستبدال الاجزاء الميتة والتي تسببت في تخلف النمط الفكري في الانفتاح الجماعي والمشاركة الواسعة حتى بوجود الانعكاسات والمؤثرات الجانبية السلبية لها الاّ انها آخذة بالاتساع والانتشار بشكل اكبر .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

 

قد يعجبك ايضا