أقوال بلينكن تحت المجهر الإسرائيلي: “اتفاق فيينا” قريب والصين الرابح الأكبر

رفعت طهران أمس الصوت صارخة على قرار الإدارة الأمريكية إغلاق عشرات المواقع الإخبارية الإيرانية الفاعلة في الشبكة، بما فيها قنوات البث بالإنكليزية والعربية، التي تعنى أساساً بالدعاية ونشر الأنباء الملفقة.

ادعى الناطقون بلسان النظام بأن الحديث يدور عن مس شديد بـ “حرية التعبير” وهددوا، ضمناً، بأنها خطوة ستخرب فرص الوصول إلى اتفاق جديد في مجال النووي.
غني عن البيان أنه تهديد عابث عديم المعنى يرمي في أقصى الأحوال إلى نشر ستار من الدخان حول حقيقة أن التوقيع على الاتفاق قريب، وربما بات خلف الزاوية؛ إذ إنه في الوقت نفسه الذي أطلق فيه “التهديد” الإيراني رداً على إغلاق مواقع البث، أعلن مصدر إيراني كبير بأن الولايات المتحدة وافقت على رفع أكثر من ألف عقوبة فرضتها على إيران الإدارة السابقة.
في واقع الأمر، كما زعم، كل المواضيع الاقتصادية المتعلقة بالاتفاق الجديد انتهت.

لم يأتِ بعد من واشنطن تأكيد لادعاء إيران بخصوص العقوبات التي تقرر رفعها، ولكن موقفاً غير مباشر من التنازلات الكثيرة التي قدمها الأمريكيون على طريق التوقيع قد نجده مثلاً في تصريحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

ففي كلمته أمام السيناتورات في الكونغرس “هدأ” بلينكن بقوله إن “مئات العقوبات” الأخرى ستبقى سارية المفعول حتى بعد التوقيع، إلى أن تغير إيران سلوكها السيئ. من يريد، يمكنه أن يجد في هذه أقوال وزير الخارجية اعترافاً أيضاً بأن عناصر “السلوك السيئ”؛ أي استمرار تطوير الصواريخ الباليستية والدعم للميليشيات في الشرق الأوسط الأوسط – لم تطرح على الإطلاق للبحث في أثناء المفاوضات في فيينا، مثلما ادعت إيران بحزم.

محافل مطلعة في إسرائيل تجتهد لمتابعة سير مفاوضات فيينا من كثب، وتشارك في التقدير بأن معظم المواضيع الاقتصادية قد اتفق عليها الآن بين الطرفين، والعقوبات التي سترفع ترتبط في معظمها بصناعة النفط.

ويتبين من التقارير التي تصل من إيران بأن الإيرانيين ضاعفوا في الأشهر الأخيرة إنتاجهم من النفط، وأن العديد من الناقلات حملت وتنتظر الضوء الأخضر كي تنطلق على الدرب. والرابح الأول من الاتفاق، بعد الجمهورية الإسلامية نفسها، ستكون الصين، التي ستحصل على النفط بأسعار دون، بفضل اتفاق المساعدة المدنية والعسكرية الذي وقعته مع إيران بقيمة 400 مليار دولار لـ 25 سنة.
انتهت جولة المحادثات الخامسة في فيينا، وعادت الوفود إلى بلدانها وإلى المشاورات الأخيرة. والجولة السادسة كفيلة بأن تكون الحاسمة والأخيرة قبل التوقيع.
في هذه الفترة الزمنية القصيرة بين الجولتين، يحاول رئيس الأركان كوخافي وبعد الرئيس المنصرف ريفلين، إقناع إدارة واشنطن بالإصرار على رقابة متشددة وعلى عقوبات أليمة جداً في حالة الخرق. ليس مؤكداً أن ينجحا.

من الجهة الأخرى، فإن احتمال موافقة إيران على التوقيع على اتفاق مرافق يقيد تطوير الصواريخ الباليستية ويوقف تدفق السلاح إلى الميليشيات، بما في ذلك المسيرات المسلحة، إلى فروعها في المنطقة – يقترب من الصفر.

في هذا التوقيت الحساس لاتفاق مقترب، واضح أن الحد الأدنى اللازم هو مواصلة كل جهد لإعاقة الاندفاع الإيراني إلى القنبلة بكل سبيل ممكن.
واعترف الإيرانيون أمس بأن يداً خفية حاولت أن تمس بمنشأة نووية لديهم على مسافة بضع عشرات الكيلومترات غربي طهران. ويدعون بأنه لم يلحق ضرر بالمنشأة، ولكن هكذا ادعوا أيضاً بعد التخريب الكبير في منشأة نطنز.

تخريبات كهذه لن توقف البرنامج النووي، ولكنها ستنجح في إبطائه. لن يتنازل الإيرانيون بسهولة عن القنبلة ولا عن منظومة الصواريخ الباليستية، وإن كانوا قد فشلوا، هذا الأسبوع، في إطلاق قمر اصطناعي إلى الفضاء، وليس لأول مرة.
بقلم: عوديد غرانوت
إسرائيل اليوم 24/6/2021

قد يعجبك ايضا