حين تكون الديموقراطية سُمّاً
إقبال الأحمد ……
الديموقراطية كلمة لذيذة المسمع وشهية المعنى.. يتطلع لها الجميع، ويقتنص الفرص ليعيشها ويمارسها في كل امور حياته.. الا انها تغدو سُماً اذا كانت تصون وتحفظ فسادا.. او ارهابا او استغلالا لدين او مذهب.. او متاجرة بمصالح ضيقة لا تتجاوز قياسا محددا.
لا ديموقراطية للفساد ولا ديموقراطية للارهاب ولا ديموقراطية للمتاجرة بدين واستغلاله في ما هو ابعد عن المصلحة العامة للشعوب. ولا ديموقراطية للمتاجرة بمصلحة الاوطان..
فهناك ثورات حميدة تنتزع الفساد وابطاله، خاصة الثورات على استغلال العباد والثورات في امور ابعد ما تكون عن المصلحة العامة بمفهومها الشعبي والوطني.
مخطئ من يعتبر الديموقراطية مصطلحا مطلقا يجب ان يقبل في كل زمان ومكان.
للاسف في عالمنا العربي بشكل عام هناك مفهوم عجيب غريب للديموقراطية.. تسبب في كل انواع الخلل الذي تعانيه مجتمعاتنا بكل اشكاله، حيث يبدو ان الديموقراطية تعني عند الكثيرين الانفلات.
الانفلات في كل شيء.. الصلاحيات والحريات والانتقاد والتجريح والاهانات.. الانفلات في استغلال المتاح بحق ودون حق.. وكل ذلك بحجة الديموقراطية والحريات.
هناك ديموقراطية في دولنا العربية وعالمنا الثالث.. انفلتت وتجاوزت حدودها وصلاحياتها حتى اصبحت عبئا وعصا تعرقل عجلة التطور والتنمية.
هناك حريات استخدمت بحجة الديموقراطية.. فسلبت حقوق مستحقيها وخنقت شعوبها واعمت بصيرتهم.. دول استشعرت قياداتها بأن الوقت حان لقطع حبل هذه النوعية من الديموقراطية.. وانه قد آن الاوان ليحل مكانها ديموقراطية صحية تفرز التنوير والانجاز والتنمية.. وهذا ما حصل في تونس مؤخرا.
مع جو التأييد الشعبي داخل تونس، والخارجي عربيا وعالميا.
نعم الديموقراطية جميلة ومطلوبة بشدة.. ولكنها اذا اصبحت معيقا لتطور المجتمع وتقدمه.. حينها تصبح عالة واعوجاجا.. يجوز بل مطلوب التوقف فورا لتعديل هذا الاعوجاج بأي ثمن.
إقبال الأحمد
[email protected]